في البداية نبارك للعالم الإسلامي أجمع بحلول شهر الرحمة والغفران
إن عطائات وفيوضات هذا الشهر لا تعد ولا تحصى, وكل الناس يشعرون بذلك وهنا أذكر بعض عطائات هذا الشهر ... و إلا العطائات الرمضانية لا تستوعبها هذه السطور....
1- العطاء الروحي والمعنوي. فنحن نلاحظ وبقوة أثار هذا الشهر الروحانية ففيه تذوب كل الأمراض الروحية من رياء وعجب وتذوب فيه الأحقاد والحساسيات وتصبح النفوس أكثر صفاء ورقه, وتتأثر بسرعة بأي منكر تراه أو معصية ترتكب, هذه النفوس في الواقع هي التي تفاعلت مع هذا الشهر, وإلا.. فهناك من الناس من يحرم نفسه الألطاف فتراه على نفسيته المعقدة وأمراضه الروحية لا يشعر بأي تكهرب روحي ومعنوي في هذا الشهر بل ومع الأسف قد يزداد فتهيمن عليه الأمراض الروحية فيخسر الشهر وحينئذ يخسر نفسه, وفي الجانب المعنوي نجد حينما يقرأ المسلمون التاريخ البطولي في هذا الشهر من غزوات وأحداث مثل فتح مكة وغزوة تبوك وغزوة بدر يشعر بالقوة والاطمئنان, فمثلاً انتصار الجيش الإسلامي على قلة عدده على جيش الكفر والطغيان في غزوة بدر وكيف أن العناية الإلهية والمدد الغيبي والألطاف الإلهية تدخلت لتقلب المعادلة... هنا المؤمن يستجمع قوته ويعلم أن الله معه ما دام هو معه ويسير على خطه سبحانه.
2- العطاء القرآني. هذا الشهر هو شهر القران وقد نزل القران فيه, فحضور القران في هذا الشهر أقوى من باقي الشهور فيشعر المسلم التصاقه بالقران هنا أكثر وأن ما يتوجه يسمع كلام الله سبحانه من المأتم والمساجد والبيوت فالبعض نفض الغبار عن القران وأخرجه من الرفوف ليحتل مكانته اللائقة ويستغفر الله على هذا الإهمال. فلا بد أن نستفيد من هذا الجو القرآني وأن لا نسمح للقران أن يكون مهجورا في أي حال من الأحوال مع العلم أن هنالك أناس كثر يهتمون ويعشقون القران في كل الشهور ويعملون بمفاهيمه ودروسه.
3- العطاء الاجتماعي والأخلاقي. ببركة هذا الشهر تقوى العلاقات الاجتماعية وتتوسع وتصبح النفوس ميالة إلى حب التجمع والالتقاء وتبادل الأحاديث واستشعار هموم الناس وقضاياهم, وترى الابتسامات الصادقة تكثر على غير المعتاد في باقي الشهور والكل يدعوا للأخر ويرحب به من بعيد وتتصافى النفوس وتتغير وببركة هذا الشهر الكثير من الملكات الخاطئه والأخلاق السيئة وتحل محلها العلاقات الاجتماعية الودية والأخلاق الحسنة, ولكن مع الأسف أن هناك من الشواذ من لا يتأثر بشيء فلا نفسيته تتبدل ولا أخلاقه تتبدل ولا علاقاته الاجتماعية تتحسن, البعض يميز بين الناس فالفقير المؤمن لا يحصل منه على أي تحية أو ابتسامة فالمطلوب في نظره أن الفقير هو الذي يجب عليه أن يبادر بالسلام حتى ولو كان هو الواقف ويجب على الفقير أن يطيعه وأن يتودد إليه وأما الوجيه وصاحب الوظيفة الراقية فيتغير الحال فهو الذي يبادر ويسعى إليه بل مستعد أن يزحف لإرضائه وتبجيله وما أن يراه من بعيد حتى طار فرحاً ورحب به من بعد, والأسوأ أنه يجامله ويتملق إليه ويصفق له في كل شيء حتى ولو نطق بالباطل بل يسعى إلى نشر هذه الملكات القبيحة وفي شهر الله, هذا هو شأن المتعالي والشقي في هذا الشهر, أما السعيد فكلا... فهو يسعى إلى كل فضيلة ويتجنب كل رذيلة ويخاف أن ينقضي شهرا لله وقد خسر مكاسب وثمار هذا الشهر
وأخيراً العطائات كثيرة, واقتصرنا على هذه العطائات النورانية.
اللهم ارحمنا واغفر لنا في هذا الشهر العظيم ونسألكم الدعاء. |