محاضرة السيد محمد رضا الغريفي بعنوان ( كيف نقرأ التاريخ الإسلامي)
العلامة السيد محمد رضا الغريفي
- ولد عام 1959م
- تخرج من كلية القانون وحاصل على درجة الماجستير
- أستاذ في جامعة النجف
- نائب رئيس لجنة إعداد الدستور العراقي حالياً.
| في ذكرى غزوة بدر الكبرى
مساء الثلاثاء ليلة 17 رمضان 1424 هـ الموافق 11 نوفمبر 2003 م
في مأتم النعيم الغربي.
أدار الندوة: الشيخ جاسم المؤمن
ألقى سماحة العلامة السيد محمد رضا الغريفي محاضرة تاريخية بعنوان ( كيف نقرأ التاريخ الإسلامي). واستطاع السيد بأسلوبه الرائع وبيانه البليغ أن ينقلنا إلى التاريخ لنسبر أغواره وجعلنا نعيش في تلك الأحداث التي مرت على تاريخنا الإسلامي قبل ما يقارب من أربعة عشر قرناً من الزمان.
حيث بدأ السيد حديثه ببيان أصل تاريخ الأحداث وأن هنالك كم هائل من التاريخ الإسلامي يجب أن نميز ونفرق بينه من حيث الصحة والكذب. فكثير من التاريخ هو من صناعة السلطان ( حيث القوة والجبروت) حيث يكتب التاريخ إما محرفاً أو مفرغ من محتواه وأصل حدوثه.
وذكر السيد عدة أمثلة من واقع تاريخنا السابق وأجاد في عرضها بدرجة جسدها لنا كواقع مشاهد فأثار حولها عدة أسئلة عن أصل حدوثها وكيف لو أنها حدثت بصورة أخرى وكيف نقرأها من خلال منطق المبادئ والقيم الإسلامية وليس من خلال المنطق الذي يبتعد عن المبادئ والأخلاق. وبهذا نفسر حركة القيادة المعصومة وأتباع أئمة أهل البيت التي تقوم على هذه الأسس السامية.
فمن ضمن محاولات التشويه التاريخي التي كانت ولازالت لحد الآن هي محاولة بناء نظرية عند الآخرين بأن علياً عليه السلام لم ينجح كسياسي وإنما نجح كعسكري. وبين سماحة السيد بطلان هذه النظرية وكيف نحن نعتقد بأن علياً ( ع) يحكمه خلق الإسلام وعقيدته الثابتة والتي يسير عليها في كل أموره بعكس خصومه الذين يحكمهم ميزان الكذب والخداع.
ومن الأمثلة التي ضربها السيد لأتباع أهل البيت والذين ساروا على نهجهم من خلال ارتباطهم بالقيم والمبادئ الإسلامية في تعاملهم، قصة مسلم بن عقيل مع ابن زياد.
حيث حانت الفرصة لمسلم أن يقتل ابن زياد في بيته غدراً ولكن أبى مسلم أن يفعل ذلك وأصر بأن خلقه ومبادئه الإسلامية لا تسمح له بقتل شخص غدراً حتى لو كان أشد أعدائه.
وأثار سماحة السيد تاريخ الخوارج وكيف نقرأ تاريخهم مع الإمام علي. حيث ذكر السيد بأن علياً عليه السلام كان بوسعه أن يقتلهم خلال وقت قصير ولكنه لم يفعل ذلك. لماذا؟ ما السر في تلك المسألة؟ وأيضا لماذا لم يمهل علياً عليه السلام مالك الأشتر لكي يقتل معاوية رغم تأكيده بأنه يستطيع فعل ذلك لو أعطي الفرصة. وما السر في قبول الإمام علي عليه السلام في تحكيم أبى موسى الأشعري رغم علمه بعدم صلاحه وضعفه.
تلك الأمثلة وغيرها ساقها السيد لنا لنستخلص منها دروس وعبر نستفيد منها في حاضرنا حيث أكد على ضرورة أن نقرأ التاريخ من خلال منطق المبادئ العقائدية والقيم الإسلامية وليس من خلال منطق القوة والبعد عن المبادئ والأخلاق.
بعد ذلك تم فتح باب الأسئلة للجمهور والتي تراوحت ما بين الأسئلة المتعلقة بالمحاضرة نفسها وبين هموم وآلام الشعب العراقي الجريح.
ففي الشأن العراقي أفاض سماحة السيد كل ما في قلبه من مرارة الوضع في العراق الجريح وكيف أن كل وسائل الإعلام تقف ضد الشعب العراقي الذي شبهه بموقف الإمام الحسين حيث يستصرخ هل من ناصرٍ ينصرنا. وأكد سماحة السيد بأن ما نراه في وسائل الإعلام كذب وافتراء وأن ما تنقله من وجود مقاومة عراقية ضد الأمريكان عارية من الصحة، حيث أنها موجهة للشعب العراقي أكثر من الوجود الأمريكي. كما أكد السيد بأن هنالك مؤامرة حيكت ضد الشعب العراقي وأن حركة القاعدة وفلول النظام البائد اجتمعت مع بعض وقررت من ضمن قرارتها الأولية تصفية العلماء الشيعة والشخصيات الشيعية في مجلس الحكم وهذا ما حصل فعلاً حيث قتل وتعرض للقتل أكثر من 7 شخصيات من مجلس الحكم وكلهم من الشيعة.
وذكر سماحة السيد الغريفي حادثة استشهاد سماحة العلامة السيد الحكيم وكيف تجرأ منفذوا العملية على قتله في اليوم الحرام والشهر الحرام وجنب أمير المؤمنين حيث أن صدام على إجرامه لم يتجرأ على الإقتراب من ضريح الإمام علي عليه السلام.
وذكر السيد بأن ما يقارب من 102 شهيد قتلوا وأعدموا من عائلة الغريفي وحدهم طيلة 35 عاماً من الكبت والظلم الذي عاش فيه الشعب العراقي أيام الحقبة السوداء في حكم الطاغية صدام وأن الشعب العراقي عانى الكثير من تلك الحقبة وأن الوضع الآن في غاية الحرج ويمكن بين أي لحظة أن ينفجر ويحدث ما لا يحمد عقباه.
وفي ختام حديثه أثنى على الحضور واهتمامهم بالشعب العراقي وتمنى سماحته منهم أن لا يبخلوا على إخوانهم في العراق من صالح الدعاء وطلب الفرج لهم إن شاء الله.
|