يعيش مجتمعنا في هذه الفترة مراحل مليئة بالضغوط السياسيّة والتي أثّرت بصورةٍ واضحة على باقي المجالات وأخُصُّ منها المجال الثقافي فقد قلَّ فيه العمل وتوقف فيه التكامل وهذان مؤشِّران على تراجع خطير سيكون له تأثيرٌ بالغ على الأجيال القادمة إن لم يُستدرك الوضع، ومن هنا اتسائل على مستوى المنطقة:من يرفع راية الشهيد السيد أحمد الغريفي-راية العمل الثقافي وبثِّه في المجتمع وملاحظته وتحريكه وتطويره-؟
لقد كان السيد الغريفي-رحمه الله- يحمل هاجساً كبيراً حيال هذه الراية واستمرار حركتها حتّى عُرف كأحد أبرز رموز الحركة الثقافية الإسلاميّة في البلد في فترة الثمانينات، ولم تكن الظروف لتسيّره ولم تكن الضغوط لتقعده عن رفع راية التنوير الثقافي والتربية الصالحة للأجيال فقد كان متكيّفاً مع وضعه ثابتاً ومميّزاً في ميدانه حاملاً لرسالته ومؤمناً بها لآخر لحظاته.
ورحل السيد بعد أن رفع الرّاية وحرّك الساحة على أمل أن يستمر الأجيال بعده مواصلين للمشوار الطويل، فعلينا أن لاننساه ولاننسى نهجه.
اليوم إذا أردنا أن نعيد حركة السيد فعلينا أن نخطو خطاه، فعلى المستوى الفردي نحاول أن لانقف عند مستوىً علميٍّ بسيط أو عادي بل نطمح لأعلى المستويات كما كان السيد، فقد كان يطمح للمستويات العلميّة العالية رغم تلك العقبات التي وضعت أمامه.
وكذلك علينا أن نحاول معرفة مايدور حولنا ومايجِدُّ من أمور ثقافية وفكريّة، ونتفاعل معها بالسؤال والتحليل وإبداء الرأي، والمشاركة في مثل هذه النشاطات التي تقيمها المؤسسات.
وأمّا على المستوى الاجتماعي فينبغي أن نحرّك الجو العام بإحياء ذكراه، والنظر في فكره وتجربته، وإقامة الجلسات الثقافية والسعي لحلِّ المشاكل الاجتماعية.
وعلى المؤسّسات التي تتصدّى لتنمية ثقافة المجتمع ألّا تيأس من هذه الظروف الصعبة التي يمر بها المجتمع، عليها أن تتكيّف مع الظروف وتعمل، وتواصل نهج السيد في حمل الراية الثقافية فتقيم مختلف البرامج وتوجّه المجالس لبحث المسائل الثقافية الأولويّة والنظر في المشاكل الموجودة لحلّها ثمّ تستفيد من الحلول التي تُطرح فيها، وتتواصل كذلك مع أفراد المجتمع وتشجعهم على كتابة أفكارهم، وتشجعهم على القراءة والعمل الخيري كما كان يفعل الشهيد الغريفي.
اعتقدُ بأنّ تكاتُفاً وتحرّكاً كهذا كفيلٌ بأن يحرّك وينمّي الجانب الثقافي والثقافات، ويعيد السيد ليعيش بيننا بل في كلِّ واحدٍ منّا يلهمنا ويشجّعنا ويقودنا نحو الأفضل مما فيه صلاح المجتمع والأجيال.
|