بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى(( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون))
لايختلف اثنان بأن العمر في تناقص والباقيات الصالحات خير وأبقى.
إن هذه المعادلة أدركها المرحوم وسعى طيلة عمره في تحقيقها وبلغ مرماه وتخصص في بلوغ الهدف وهو (( يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزا عظيما)) فنطلب من الله أن تكتب معهم يرحمك الله ، تكتب مح الحسين وأهل بيته يا خادم الإمام الحسين.
- اوليس أنت الذي أفنيت عمرك كله في خدمة الإمام الحسين (ع) من فكرة تأسيس المأتم إلى أن وجد على ارض الواقع ، فكنت الرجل الدءوب لجمع التبرعات مع أخوانك الذين جمعهم نفس الهدف ليلا ونهارا ، فيداك تنطقان في كل شبر وزاوية.
- أوليس أنت الذي تحملت كل الانتقادات البناءة منها أو غير البناءة في سبيل هذا المأتم وتحملت الكثير من المتاعب والمشاكل ولكن خدمة الإمام الحسين كانت هي الماثلة أمامك ولا شيء غيرها.
- أوليس أنت الذي سهرت الليالي وشغلك الشاغل وهمك الوحيد الحسين وخدمة هذا المأتم خوفا لتعرضه لأي نكسة لا سمح الله.
- أوليس أنت الذي حولت منزلك إلى فرن طبخ صباحا ومساء في سبيل خدمة محبي الحسين (ع) – قل لي ( رضي الله عنك ) من فينا يقبل أن يتحول بيته إلى مجلس دائم لضيوف الإمام الحسين (ع) ما بالك بمطبخ دائم وفيه ما فيه من المشاكل التي لا تعد .
- أوليس أنت الذي كنت في فوهة المدفع إن لم يكن الخطيب كما ينبغي – الطباخ كما ينبغي - الحضور كما ينبغي ... إلى آخره .... فأنت الملام ....
- أوليس أنت الذي تباشر مع الشباب في توزيع الغذاء والعشاء وتطمئن على أن جميع محبي الإمام الحسين قد أكلوا من خير الإمام الحسين (ع).
- قل لي يرحمك الله من كان في سنك يقوم بهذا الجهد الذي كنت تقوم به
- أوليس أنت الذي كنت بالأمس مع إخوانك تعقد وتحل وتصارع وتحارب في سبيل توسعة المأتم ولقد تحقق ما تمنيتموه حتى وإن كنت طريح الفراش ولكن كأن روحك السامية ونفسك الزكية فرحة مبتهجة بتحقيق هذا الأمل لأنه في سبيل الإمام الحسين (ع).
- ستكتب معهم وتفوز فوزا عظيما بتخصصك الطاهر في خدمة الإمام الحسين (ع) وسيكون الإمام الحسين (ع) وفاطمة الزهراء (ع) والأئمة (ع) والحوراء زينب (ع) والعباس (ع) و الأنصار شفعاء لك يا أبا عباس لتفانيك بكل العمر من اجلهم .
- وأما من حيث عدم التخصص فكنت يا أبا عباس يرحمك الله تلك النفس الرحبة الطيبة وتلك الروح التي أثرها في كل بيت في المنطقة وخير شاهد على ذلك جنازتك التي شارك فيها الكبار والشباب والصغار كل ذلك للمكانة الكبيرة التي حفوت بها عند أهل المنطقة.
- كان صوتك الرنان في الصلوات على محمد وال محمد مميز لنا وتلاوتك للقران خير شاهد بتقواك و صوتك في الآذان لهو خير دعوة للناس بالصلاة وكان بكاؤك وفرحك على أئمة الهدى (ع) لهو خير مثال بروحك الطاهرة.
- نعم انك بليت بلاءا حسنا في سنتك الأخيرة ونعم البلاء ، لقد صبرت وتحملت فجزاك الله خير جزاء انه سميع مجيب.
- يرحمك الله يا أبا عباس وفيما يخصني شخصيا فإنني لن أنسى أنا وزوجتي دعواتك وأمنياتك بأن يرزقنا الله بذرية صالحة.
- لمسنا ذلك حتى في آخر زيارة لنا وأنت على فراش المرض، فدعواتك الدائمة لنا لها وقعها في نفوسنا
- فنم قرير العين يا أبا عباس فنحن لن ننساك ولن ينساك جميع أهالي المنطقة وخاصة اللذين خدموا معك الإمام الحسين من خلال هذا المأتم ونرجو من الأجيال الحالية والأجيال القادمة أن تحافظ وتجتهد في خدمة الإمام الحسين مثلما اجتهدتم أنتم وبذلتم وفزتم فوزا عظيما
- يرحمك الله وأسكنك فسيح جناته والهمنا الصبر والسلوان لفقدك يا والد الجميع وانا لله وإنا إليه راجعون
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
|