أقامت لجنة الصم والبكم بمأتم النعيم الجنوبي مساء الأربعاء 7/12/2005م ليلة الخميس بمأتم النعيم الجنوبي لقاء عن الإعاقة بعنوان (الإعاقة .. في معرفتها علاج ووقاية) مع الأستاذ جاسم المحاري . هذا وقد كان الحضور جيد العدد _وكان من ضمن الحضور الصم والبكم وقد قام بالترجمة الأخ شوقي المعتوق _وقد تفاعل مع اللقاء من حيث الاستفسارات والمداخلات , وقد كان عرض الموضوع عن طريق الكمبيوتر ((power point شيق ومفيد وحاز على إعجاب الجميع.
وقد ابتدأ مدير اللقاء بقوله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم (أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون)
أخواتي أخواني الحضور السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الإعاقة ابتلاء من الله للعبد، والمعاق أياً كانت إعاقته إنسان مبتلى، ومفهوم الابتلاء بالنسبة للمؤمن ليس مفهوماً سيئاً بل هو مفهوم إيجابي من وجوه عدة أهمها أن المبتلي محبوب عند الله إن صبر وسلم ،حيث يكون ذا مقام رفيع ورتبة عالية:
( إذا أحب الله عبداً ابتلاه).
وللإيمان بالقضاء والقدر علاقة وثيقة بالتعامل مع الإعاقة .. والاعتقاد الراسخ بأن الإعاقة أمر من قضاء الله وقدره تدفع المعاق والقريبين منه إلى الرضى والصبر الجميل، والصبر الجميل هو الصبر على البلاء مصحوباً بالرضى عن الله سبحانه، ، فله الفضل والمنة على النعم التي لا تعد ولا تحصى،وأعظمها مقاما عاليا ، وإنما من محض فضله وواسع رحمته.. فالصبر في الحقيقة هنا ليس صبراً على فقد حق، ولا امتناعاً عن المطالبة بواجب، بل هو صبر على ما اعتادته النفس ونالته من سابغ النعم ووفيرها وجزيلها.. ولله الأمر من قبل ومن بعد، وكل شيء عنده بمقدار. لقد جمل الله تعالى الإنسان بالعقل وسخر له العلم ويسر له سبل العمل ، فعلينا أن نأخذ بالأسباب ونتوكل على الله .
ولهذا ارتأينا إدارة مأتم النعيم الجنوبي استضافة أخصائي التربية الخاصة ومحرر صحفي بجريدة الميثاق الأستاذ جاسم المحاري إحياء مناسبة الإحتفال بيوم المعاق العالمي (3ديسمبر) من كل عام
وهذا اللقاء بعنوان (الإعاقة .. في معرفتها علاج ووقاية) متمنين لكم ولأجيالنا القادمة صحة وافرة .والآن مع الأستاذ جاسم المحاري فلنستقبله بالصلاة على محمد وآل محمد .
لفظة " إعاقة " ..!
* تقول المعاجم اللغوية " عاقَه، يعُوقَه،عوقاً .. ووّقه، أعاقَه، إعاقةً عن كذا " أي صرفه وثبطّه وأخرّه عنه. و" العائق " كل ما أعاقك وشغلك، والعائقة كل ما يُعيق عن العمل أو المهمة، جمعها عوائق.
* ويُشار إليها اصطلاحاً بأنّها حالة تحدُّ من قدرة الفرد على القيام بوظيفة واحدة أو أكثر من الوظائف التي تعتبر أساسية في الحياة اليومية، كالعناية بالذات أو ممارسة العلاقات الاجتماعية والنشاطات الاقتصادية ضمن الحدود التي تعتبر طبيعية. أو هي عدم تمكن المرء من الحصول على الاكتفاء الذاتي وجعله في حاجة مستمرة إلى معونة الآخرين، تُساعده في التغلب على إعاقته.
ما تعريف " الإعاقة " ..؟
* تُعرّف " الإعاقة " Hnadicap بأنّها إصابة نفسية أو عقلية أو بدنية، تُسبب ضرراً لنمو الإنسان وتطورّه البدني والعقلي أو كلاهما، تترك أثراً على حالته النفسية والتعليمية والتدريبية.
* وإذا ما قُورنت الوظائف البدنية والعقلية للإنسان " المعوق "، فإنّها تكون أقل من أقرانه في نفس المرحلة العُمرية، وقد تكون الإعاقة واحدة أو عدة إعاقات في نفس الشخص.
* وقد تُسبب عجزاً: جزئياً أو كاملاً، كما أنّها قد تكون أولية منذ الولادة أو ثانوية لأسباب عارضة أخرى، مثل الالتهاب السحائي أو الحوادث المختلفة مثل حوادث السيارات وغيرها.
و من هو " المُعوق " ..؟ * يُعرَّف " المعوق " على أنّه الشخص الذي يختلف عن المستوى الشائع في المجتمع في صفة أو قدرة شخصية سواء كانت ظاهرة، كالشّلل وبتر الأطراف وكف البصر، أو غير ظاهرة مثل التخلف العقلي والصمّم والإعاقات السلوكية والعاطفية بحيث يستوجب تعديلاً في المتطلبات التعليمية والتربوية والحياتية بشكل يتفق مع قدرات وإمكانات الشخص المعوق مهمّا كانت محدودة حتى يمكن تنمية تلك القدرات إلى أقصى حد ممكن.
ما هي أنواع " الإعاقات " ..؟ - الإعاقة الحركية: وهي الإعاقة الناتجة عن خللّ وظيفي في الأعصاب أو العضلات أو العظام والمفاصل، والتي تؤدي إلى فقدان القدرة الحركية للجسم نتيجة البتر، إصابات العمود الفقري، ضمور العضلات، وارتخاء العضلات وموتها.
- الإعاقة الحسية: هي الإعاقة الناتجة عن إصابة الأعصاب الرأسية للأعضاء الحسية، العين، الأذن، اللسان، وينتج عنها إعاقة حسية: بصرية أو سمعية أو نطقية.
- الإعاقة الذهنية: هي الإعاقة الناتجة عن خلل في الوظائف العليا للدماغ كالتركيز والعد والذاكرة والاتصال مع الآخرين وينتج عنها إعاقات تعليمية أو صعوبة تعلم أو خلل في التصرفات والسلوك العام للشخص.
- الإعاقة العقلية: هي الإعاقة الناتجة عن أمراض نفسية أو أمراض وراثية أو شللّ دماغي نتيجة لنقص الأكسجين أو نتيجة لأمراض جينية، أو كل ما يُعيق العقل عن القيام بوظائفه المعروفة.
- الإعاقة المزدوجة: وهي وجود إعاقتين للشخص الواحد.
- الإعاقة المركبة : وهي عبارة عن مجموعة من الإعاقات المختلفة لدى الشخص الواحد.
هل مِنْ إحصاءات عالمية ..؟
* توجد مختلفة باختلاف الأسباب المؤدية للإعاقة ونوع الإعاقة من دولة إلى أخرى، فقد تكون الإعاقة جسمية مثل شلل الأطفال أو حسية مثل الصمّ والبكم والمكفوفين، وقد تكون عقلية مثل التخلف العقلي بأشكاله المختلفة.
* هناك دراسة أُقيمت في الولايات المتحدة الأمريكية عام 1980م من الولادة حتى عمر 20سنة، وقد بينّت أنّ حالات متلازمة دوان 1و1من كل 1000شخص، وحالات الصرع 7من كل 1000حالة، وحالات فتق العمود الفقري 4و0من كل 1000 شخص.
كيف نكتشف " الإعاقة " ..؟
* هناك عدة مراحل، هي في الحقيقة مراحل عُمر الإنسان المختلفة في رحم أمه:
- من خلال العناية بالحوامل، ومتابعة الحمل بصفة دقيقة سواء كانت سريرية أو مخبرية، أو بواسطة الأشعة الصوتية.
- من خلال العناية بالخُدّج، ومعاينتهم بعد الولادة، والكشف عن بعض التشوهات الخلقية.
- من خلال عمل تحاليل مختبرية للكشف المبكر عن بعض الأمراض التي لا تظهر في الساعات الأولى من الولادة مثل أمراض قصور الغدة الدرقية.
- من خلال متابعة الأطفال في مرحلة ما قبل الدراسة، والتأكد من التطور والنمو البدني والنفسي والعقلي للطفل.
- من خلال المتابعة أثناء الدراسة الابتدائية والإعدادية والثانوية، والتأكد من نموه البدني والنفسي والعقلي.
- من خلال وضع برامج مختلفة حسب الأعمار المختلفة، لمتابعة حفظ الدم والسكر والوزن، والصحة العامة.
ما جدوى الكشف عن " الإعاقة " ..؟
* إنّ الكشف المبكر عن الإعاقة قبل حدوثها، يُساعد على منع الإعاقة أو التقليل من أثرها، ولا شك أنّ الإنسان المعوق يتطلب دعماً أسرياً واجتماعياً ومادياً وغيره.
- فمن الناحية الأسرية، وجود مثل هذا المعوق يتطلب وجود ممرضة وأجهزة أحياناً في البيت، بالإضافة إلى الارتباط الأسرى مع المريض ومنع والديه للذهاب إلى العمل في أحيان أخرى، فضلاً عن الجانب النفسي والمعنوي الذي سيؤثر على الأسرة.
- أمّا من الناحية المادية، فتكلفته تقدّر بآلاف الدنانير بصورة سنوية، بالإضافة إلى متطلبات المعوق الأخرى، مثل حاجته إلى عمليات جراحية وطبية وغيره.
- إنّ الاكتشاف المبكر يمنع أو يقلّل الإعاقة؛ ممّا يجعل التكاليف تقل كثيراً بشكل لا يمكن مقارنته في حال وجود طفل معوق.
كيف هي علاقته بالمجتمع ..؟
* إنّ نفسية المعوق تختلفا اختلافاً كلياً عن قرينه السّوي، ويرجع هذا الشعور الداخلي للمعوق نفسه. فهو يشعر بعجزه عن الاندماج في المجتمع؛ نظراً لظروفه المرضية، ممّا يجعله مُنغلقاً على نفسه، كلّما تذكر إصابته، اتسعت الهوة بينه وبين مجتمعه.
* إنّ المجتمع نفسه لا ينظر إلى المعوق نظرته إلى الشخص السليم المُعافىُ، بل على أساس أنّه عالة عليه، وهذا يُضاعف من عزلة المعوق وانكماشه.
* إنّ المعوق يتأثر من هذه النظرات التي يوجهها له المجتمع أنّى وجد، فيزداد إحساساً بالعجز و القصور.
* إنّ معظم البرامج التربوية و التأهيلية لذوي الاحتياجات الخاصة تركز على ضرورة مشاركة الأسرة في الإعداد والتنفيذ لتلك البرامج على أساس أنّ الأسرة هي البيئة الأساسية والأولى التي يعيش فيها الشخص من ذوي الاحتياجات الخاصة، والتي تؤثر بشكل ملموس وملحوظ على حاضره ومستقبله، حيث لا يمكن لأيّ مختّص تعليمه أوتدريبه أو تأهيله بمعزل عن الأسرة التي ينتمي إليها .
* تكمن أهمية الأسرة في تقديم الخدمات المطلوبة حيث لا بدّ من توثيق العلاقة وتطويرها بين الأسرة والمختّصين في تقديم تلك الخدمات بالمؤسسات التعليمية والتأهيلية وداخل المنزل.
* لابدّ من توعية وتوفر المعلومات والتدريب للأسر للظهور علناً بأبنائهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، ومواجهة تحديات المجتمع الكثيرة في مجال عدم تقبّلهم.
ما العمـل إذاً ..؟
* ضرورة إقامة علاقات تنسيق وشراكة متكافئة بين المختّصين في مجال الإعاقة أيّاً كانوا أفراداً أو جماعات أو مؤسسات حكومية أو أهلية، وبين أسر ذوي الاحتياجات الخاصة مبنية على أسس التعاون والدعم والمساندة والتواصل.
* تفعيل وتعزيز دور الأسر وإشراكهم في إعداد وتخطيط وتنفيذ البرامج التربوية والتعليمية عند اتخاذ القرارات التي تخص أبنائهم من ذوي الاحتياجات الخاصة.
* تدريب الأهل وتثقيفهم على كيفية التعامل مع أبنائهم من ذوي الاحتياجات الخاصة وضرورة توعيتهم بحقوق أبنائهم والعمل على الدفاع عنها.
* مساهمة المجتمع المحلي توفير فرص وصول ذوي الاحتياجات الخاصة في المدارس والأماكن العامة.
وكيف يكـون ..؟
* لابدّ من إيجاد مساحة كافية لتحرك المختّصين في مجال الإعاقة بحرية لتعليم وتدريب الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة بجميع فئاتهم.
* لابدّ من توفير التقنيات اللازمة لإعداد الوسائل، مثل الكاميرات، شاشات العرض، ومجسمات ولوحات عرض.
* لابدّ من التوعية اللازمة والإرشاد المناسب للأسر حتى تقوم بدورها على الوجه الأكمل في جعل المنزل مكمّل للمؤسسة التعليمية في الأنشطة والبرامج التعليمية والتأهيلية والتدريبية.
* لابدّ من اعتماد مؤسسة أو أكثر من المؤسسات أو الجهات الأمنية للرجوع إليها في حالة تعرض المعوق لأي مسألة قانونية أو أمنية حتى يتم استنباط المعلومة من جهة متخصصة، ويكون هناك تعاون وتكامل بين الجهات الأمنية والجهات الأخرى العاملة في مجال الإعاقة في حل مشاكل وقضايا هؤلاء الأشخاص وتفهم أوضاعهم وظروفهم.
شراكة مع الأسرة ..!
* ركزّت خدمات التدخل المبكر التقليدية بشكل رئيسي على الطفل, حيث إنّ دور المختّصين، يتمثل في تحديد مجال عجز الطفل, ثمّ القيام بتقويم هذا العجز, أو على الأقل التقليل من أثر هذا العجز على حياة الطفل.
* إنّ العائلات كانت تُعدّ بمثابة مراجع لتلبية احتياجات الطفل وتعزيز تطوره, وإذا تمّ تحديد المشكلات في الأسرة، فإنّه في الغالب كانت تعتبر هذه الأسرة غير قادرة على حلّ هذه المشكلات بدون المساعدة المختصة.
* إنّ إشراك الآباء وانخراطهم مع الأطفال من ذوي الاحتياجات كان دائماً يُعدّ هدفاً, بينما لا يتمّ إشراكهم في اتخاذ القرارات المتعلقة بالبرامج؛ لأنّه كان يُنظر للآباء على أنّهم غير مؤهلين..
* انتقل التركيز من الطفل إلى العائلة, وأصبح لا ينظر إليه بشكل منفصل عن وحدة الأسرة, عن المجتمع, أو عن الثقافة التي تمت تنشئته فيها.
كيف تؤدي الأسرة وظيفتها ..؟
* يعتمد ذلك إلى حد كبير على مصادر الأسرة وبنائها، مثل الخلفية الثقافية، حجم الأسرة، القيم، الحالة الاجتماعية والاقتصادية.
* إنّ حصر العمل مع الطفل دون اعتبار لأسرته، يعد بحد ذاته تجاهلاً لجزء كبير من خبرة الطفل.
* هناك عدة عناصر يتضمنها المنحى الذي تكون فيه الأسرة، هي المحور في التدخل المبكر، وهي:
- تحديد نقاط القوة لدى الأسرة.
- تقديم الإرشاد والدعم النفسي للأسرة. |