عصفت بالبلادِ أحداثٌ مريرة واستمرت لسنين طويلة جداً. فيها فقدت البلاد الكثير من الأرواح،والأملاك العامة والخاصة، وهُدِّمت مساجد،واُحرِقت كُتُب ووثائق ،وقُتِّلت نفوس،وهُجِّر آخرون..جِئنا نبحث عن تاريخنا فلم نجد سوى معلومات مُشتّتة وآثار كثيرة مُندرسة سأتحدثُ هنا عن قريتنا النعيم كمثال بسيط لتاريخنا الضائع النعيم
أقدم ماوصلنا عنها حادثةٌ مُجملة بِلا تفاصيل مرّت عليها حوالي 4 قرون- حادثة وفاة السيد التوبلاني سنة 1107 هـ - ُتعتبر أقدم حادثة تاريخية موثقة للقرية..وفي محاولة لتوثيق بعض تاريخ القرية كونا مجموعة عمل..ووثقنا شيء بسيط..من مُجمل مابقي. كان الكثيرُ مِن الأهالي يتسائلون حول أكمات التراب المرتفعة في المقبرة...ولمعرفة أجوبة هذه التسائُلات بدأنا بسؤال كبار السن..ثم قمنا بمُعاينة المواقع..وتوثيقها...فكانت خُلاصة البحث و التوثيق كالتالي:- أن هذه المواقع هي مساجد أو مدارس وكان مسماها بأسماء علماء،وهي مُندرسة تحت التراب منذ سنين طويلة،والتفصيل في الآتي:-
1.الموقع الأول:-
مسجد ومدرسة علمية قديمة تقع بالقرب من الباب الشرقي للمقبرة وعند القبر المعروف بقبر العلوية، وكان المرحوم السيد حسين الغريفي وجه دعوه عامة للأهالي:أنه من يتوفى له قريب وتصله التركة فاليبني هذه المدرسة من ثلث التركة.
ولاتزال أساسات هذا المسجد المندثرة تحت التراب واضحة ومبنية بمادة الجص.
المساحة:-
500 قدم مربع تقريباً
وطول المحراب 4.5 قدم تقريباً
2.الموقع الثاني:-
مسجد أو غُرفة صغيرة ي/تقع بالقرب من الباب الجنوبي للمقبرة، قُرب قبر السيد هاشم الطويل قُدِس سره الشريف،وقد ذكر لنا المرحوم الحاج حبيب الحواج أنّه رأى في صغره بناءً في هذا الموقع،وهذا البناء هو لمسجد صغير،إلاّ أنّنا لم نجد أثناء معاينة الموقع أي أثر لمحراب المسجد،فقد يكون مسجد بلا محراب أو غُرفة لمقام أو حتى مدرسة صغيرة.
ويضم الموقع قبراً مُحدَّدا بالحجارة، ولا نعرف من هو صاحبه، ويُرجّح كون القبر حديث نسبياً.
المساحة:-
118 قدم مربع تقريًبا
3.الموقع الثالث:-
مسجد ويقع في الجهة الغربية من المقبرة وقرب قبر الشهيد سعيد الإسكافي،وبه مجموعة من القبور الحديثة.
المساحة:-
540 قدم مربع تقريًا
وطول المحراب 4 قدم تقريباً
هذا ما توصلنا إليه من بحث،ونُناشد الأهالي سؤال من لم نستتطع الوصول إليهم من كبار السن لتزويدنا بأي معلومات أخرى غابت عنا،ونسأل من الله القبول والتوفيق.
وفي الأخير نُجدد دعوة المرحوم السيد حسين الغريفي لبناء هذه المواقع،أو لا أقل تسويرها لحفظها وحفظ قُدسيتها،فهذه مسئولية تقع على عاتقنا.
|