المــوتُ لا يعنـي بأنَّـكَ ترحــلُ
فلربما مــوتٌ صــداهُ مؤجّــلُ
الشمسُ إنْ غابتْ تعودُ بضوئها
وتجدّدُ الأحــزانَ ساعـةَ تأفـلُ
عبدَالغــنيِّ وكم تكـرَّر حُـزنُنا
حتى تغـيبَ وبالدموعِ نُحوقِلْ
يا فارساً عبَـرَ المدى.. وبلمحـةٍ
من صهوةِ الدنيا مضى يتـرجّلُ
ما غبتَ بل أنتَ الحضورُ وكلنا
رهنُ الغيابِ على فراقكَ نُـقتَـلُ
عجلّتَ رحلَكَ والحنينُ يشـــدُّنا
فلِما على هذا الفـراقِ تُعجّـلُ ؟!
لا لن تُلامَ على الغيابِ وهجرِنا
يكفي فـؤادَكَ ما يكـنُّ ويحمـلُ
قبل الأوانِ رحلتَ فأوجعنا الردى
والــوردُ قـبلَ أوانـــهِ لا يَــذبُلُ
للصبرِ هبنا طــاقةً وتحمُّــلاً
فعلى الفراقِ المـرِّ لا نتحمّــلٌ
فصّلْ على حجمِ الفراقِ قلوبَنا
فقلوبُنا كانت لديكَ تُفصَّــلُ
واسكُبْ وجودَكَ في العروقِ حلاوةً
فالهجــرُ مُرٌّ .. وابتعادُكَ حنظلُ
كنتَ الرساليَّ الأمينَ ولم تـزَلْ
تلكُ الرسالةُ من إبائكَ تُـرسَـلُ
كنتَ المعينَ لكـلِّ خـيرٍ والورى
من نبعكَ الفيضيِّ عزماً تنهلُ
هذا طريقُـكَ أنتَ من هندَستَــهُ
وبـهِ بنــوكَ تعاهـدوا أن يُكملـوا
كلُّ النعيمِ بكـتكَ يا ابن تُـرابِها
إذْ عـزَّ أن تبكي عليكَ وتُــثكـلُ
لم يُنزلوا في الترب نعشَكَ إنما
كلُّ القلـوبِ هنا لنعشِكَ منــزلُ
لم يحملوكَ على الأكفِّ وأنتَ منْ
بيديــكَ أرواحُ الأحـــبةِ تُحمَــلُ
أأبا عــليٍّ نمْ قريـراً في الثرى
فـ ثـــراكَ وردٌ مُزهــرٌ وقرَنفُـــلُ
وانعــمْ بجناتِ الخلـودِ مُكــرَّماً
معكَ الوصـيُّ وفاطـمٌ والمرسَـلُ
أربعُ سنواتٍ مضت على رحيلك.. ولم تمضِ الابتسامة
الفاتحة لروح خادم أهل البيت الحاج المؤمن عبدالغني مهدي وللمؤمنين والمؤمنات
ysl falsos
|