قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
مقالاتالأستاذ كريم المحروس
 
ثلاث بحرانيات من وحي رحلة الصيف(2): أطفال كرباباد يقيلون السكرتيله
الأستاذ كريم عيسى المحروس - 2005/09/05 - [الزيارات : 6797]

بسم الله الرحمن الرحيم

ثلاث بحرانيات من وحي رحلة الصيف(2): أطفال كرباباد يقيلون السكرتيله " أمينة" رسميا من منصبها

 

كريم المحروس

4/9/2005م

 

" أمينة" اسم عزيز على القلب.

" أمينة" اسم يعتز به أبناء وطننا الغالي .. يبعث على سكينة لا تنزّل إلا على الأنبياء والمؤمنين  واختص بها نبينا الأكرم في الغار {.. فَأَنزَلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ.. } .. وللقربى نستعمل اسم " أمينة" رجاء السكينة وأملا في طراوة وعليل هواء ظلالها المبارك.

 

" أمينة " .. ينذر أن تجد أحدا في وطننا ينظر إليها بوصفها (صفة)، لما لها من استعمال اسمي عظيم أحاط التبادر كله . فكلما قلت " أمينة" لأحد ، انصرف ذهنه إلى الاسم الأنثى لا إلى الصفة .. فقد غلب الإحسان في مجتمعنا على الواجب .

 

"أمينة"  صفة عزيزة على كل قلب.

"أمينة" صفة تعتز حكومتنا بها وتسمى باسمها منذ مطلع السبعينات ومذ دخول جزيرتنا عهد الاستقلال . فما أن تتلفظ بكلمة " أمينة" حتى قيل لك بأنها من مختصات الحكومة إذا ما وردت صفة .ولو أسعفتك الظروف وحالفتك "الأيام" و" أخبار الخليج" و" الوسط" و"وزارة الإعلام" فجمعت الإصدارات الإعلامية والإعلانية الحكومية منذ عام 1971م حتى الآن لصعقت بالنتائج .. فلآلاف المرات عَقدت الأخبار والمقالات على " أمينة" كل الآمال ، فما من مسئول حكومي إلا وأشاع هذه الجملة : " كل شيء بأيدي أمينة فلتطمئن القلوب ولتنم الأجساد قريرة العين" ، و" كل ممتلكات ومشاريع الدولة بأيدي أمينة فاطمئنوا " ، و"الاقتصاد والأمن بأيدي أمينة" ، و" مشاريع التنمية بأيدي أمينة" ، و" المال العام بأيدي أمينة" ، و" مصير الوطن والمواطن وحريته بأيدي أمينة" ، وما كل حديث عن غير ذلك إلا مراء أو شطط.

 

جدي الحاج علي (رحمه الله وادخله فيسح جناته) واحد من بين ربع مليون مواطن مُحيت " أمينة" الصفة عن ذهنه وذاكرته ، فلا يصدق أن الدولة تعمل بالصفة وان أقرت بها . وكلما وفدت هذه الكلمة على سمعه ، سمعت له همسا وشهيقا وكأنه يفصح لك بلغة البدن عما عجز اللسان في التعبير عنه . وكلما سألته عن "أمينة" وعما يشعر به حين يتناهى هذا الاسم إلى سمعه ، يقول لك: إنها "الأمانة" يا ولدي . ففي بعض التفاسير عند " المحدثين" هي ما عرض {..على السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً}.. إنها ليست صفة .. إنها تعني " الصلاة" .. فمن التزم بها فإنها تفوق صفة" الأمانة" أثرا في السلوك .. إنها تنهى عن الفحشاء والمنكر .. وتأكد أنها "أمينة" في بيتنا .. نصليها في أوقاتها فتغشانا السكينة والوقار.

 

وعلى غير عادته .. استشاط جدي في ذلك اليوم غضبا .. فقد سكينته ووقاره ..دخل باب البيت مستاء وهو يتمتم بكلمات لا أول لها ولا آخر .. ينطق عن ألفاظ متداخلة في بعضها البعض لا يفهم لها معنى ..ربما لمشكلة فقهية مع إمام المسجد السيد هاشم الطويل (رحمه الله) أو مع المصلين ..لا ، فالصلاة سكينة ووقار ..أو ربما لحوار غير عادل في مجلس الحاج عبد الله حيدر (رحمه الله) الذي يؤمه جدي في كل ليلة.

 

بعد أن سكت عن جدي الغضب فُهِم منه كلمة واحدة .. " شيوعي" . وبعد لحظات فُهِم منه هذه الجملة : " كريم شيوعي" .. " ليش عجل اعتقل"؟!

 

 لقد سرّب عشاق " "الأمانة" التي تعتز بها الحكومة الأمينة : (أن المخابرات لا تعتقل إلا الشيوعيين.. لكن " كريم الشيوعي" في أيدي" أمينة"في سجن القلعة يا حاج علي، ربما يهدونه طريق الصواب)!

 

اضطلع البعض من " الأمناء" في منطقة النعيم على لائحة الاتهام الصادرة عن إدارة التحقيقات الجنائية في 8 ابريل1980م برقمها المتسلسل 5/1980 وبرقم الإيداع : 465/80 ، وبرقم التوقيف :82/80 ، أن المتهم كان اسمه (كريم عيسى المحروس – طالب عمره 22سنة) . واكتشف هذا البعض أن يدا "أمينة" ضبطته في المطار بشهادة ضابط جمارك المطار محمد عبد الله أمين ،وبشهادة مسئول النوبة بجمارك المطار عبد الواحد نجم يوسف ، وبشهادة رئيس ضباط جمارك المطار عبد الله حمزة ـ وقد " حاز بذاته وأحرز محررات ومطبوعات تتضمن تحبيذا وترويجا لتقويض الأنظمة بقصد إحلال النظم الشيوعية محلها وتسويد الطبقة العاملة ومناصرتها على غيرها من الطبقات بتمكينها من السيطرة على السلطة ..والمحررات والمطبوعات المضبوطة مع المتهم والصادرة عن منظمات غير مشروعة والتي تتضمن تحبيذا وترويجا لقلب وتغيير النظام السياسي والاجتماعي والاقتصادي للدولة ،هي عبارة عن ست نسخ من العدد الثاني لمجلة (صوت المستضعفين) الصادر في 25/11/1979م عن (الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين)  وخمسة عشر نسخة عن العدد 31 لمجلة (الشهيد)  الصادر في 19/12/79 ... مع التنويه بأن باقيها تحت يد جهات الأمن المختصة بوزارة الداخلية .. وان جنحة الحيازة والإحراز (لهذه المحررات والمطبوعات) بقصد التوزيع على الغير وإطلاعه عليها :خلافا لأحكام المواد 160،161/1،185،64/1،2 من قانون العقوبات الصادر بمرسوم بقانون رقم 15 لسنة 1976م.

 

وعلى عادة " الأمناء" الأغبياء، لم تتساءل عقولهم الضحلة عن صحة إطلاق تهمة "الشيوعية" السائدة في الستينات والسبعينات على من كان بحوزته مطبوعات " الجبهة الإسلامية لتحرير البحرين " و" منظمة العمل الإسلامي" في الثمانينات . فإذا مر هذا التباين في لائحة الاتهام على (ذهن وذكاء) قاضي التحقيق في المحكمة بلا إثارة ؛ أفلا يمر على أذهان " الأمناء" الأغبياء الذين أشاعوا هذه التهمة في منطقة النعيم .

 

رحم الله جدي الحاج علي .. إنه جد حريص على دين عائلته وأمانتها . وتجاوز بإحسانه الصفة "أمينة " إلى "أمينة" الاسم ، فكان هذا الاسم مباركا علينا جميعا بدعائه.

 

توفى جدي قبل أن يرى تحول الأحوال والأخبار ، وحكومتنا الرشيدة بأيدي "أمينة" وباتت تخشى الله ولا تدلس الأمور فلا تصف الإسلاميين بالشيوعية لأن هذا الوصف في غير محله أضحى اليوم مثارا للسخرية والاستهجان حتى عند الموظف المصري الذي كان يصوغ لوائح الاتهام في مطلع الثمانينات.

 

فلو كان جدي حيا في هذه الدنيا لأطلعته على كل الوثائق الحكومية الصادرة عنها منذ الاستقلال حتى لحظتنا الراهنة حتى يطمئن ويستقر ويسكن. فقد كشفت حكومتنا الرشيدة عن كل الوثائق السرية والعلنية لعامة الناس بعد الإصلاح،الفردية منها والعامة ، فتقدمت بذلك على الحكومة البريطانية وجرت على نصيحة أيان هندرسون . وأعلنت عن اعتذارها في بيان رسمي تلاه وزير الداخلية فردّ الاعتبار للجميع تحريريا ، لأن الحكومة حضارية الفكر منذ الآن وحريصة كل الحرص على استعمال الصفة " أمينة" في مداولتها للحقيقة دوما .. بل لازال رئيسها عند وعده منذ عهد الاستقلال على أن يكون مصداقا للقول :"كل الدولة بأيدي "أمينة"!.. حتى انك تجد جمعياتنا اليوم قد وصلت إلى حد الخيار بين " الحزبية الجماهيرية" و" التشكيل الرسمي القانوني" لأن الفوارق بين الاثنين لا تكاد تميز ، ولما لنصوص الميثاق من وضوح وخصوص وانطباق تام لألفاظه على معانيه.. فما من نص أو فعل إلا وبأيدي "أمينة"!

 

ولو كان جدي حيا لأخذته في جولة حضارية تغطي سواحل البلاد وأسواقها ومنطقتها الدبلوماسية

، حتى تبدأ أولاها عند رأس جسر المحرق ، مرورا بسواحل ضاحية كرباباد (السيف) حتى سواحل قرية ( كرانة).. لأريه أفق ساحل النعيم المحاذي للمستشفى والنادي والدوبية وقد اتسع لآلاف الكيلومترات لكي يتعارف أهل منطقة النعيم وكل قرى هذا الساحل حتى كرانة ويستحيلون إلى امة واحدة !.. ولأريه بأن منطقة (الدفان) هذه لازالت بأيدي " أمينة" وعند مصداق تصريحات الحكومة بلا وجه تدليس أو مواربة ، فليس لرئيس الوزراء من حق فيها وعليها، وليس لولي العهد من حق فيها وعليها..وليس لأي عنصر من (آل خليفة)أو من رجال الأمن والمخابرات من حق فيها وعليها.. حتى أن مزرعة (دولاب) ضخمة في كرباباد تفصل قلعة (البرتغال) عن ساحل كرباباد وتطل عليه قد اعتبرتها الحكومة ملكا عاما بعد أن أسرعت إلى الخير صاحبتها فأعلنتها ملكا للدولة لاحق لها فيه وكانت الحيازة لهذا (الدولاب) إرثا لحفظ " الأمانة" ليس إلا ، حتى إذا ما حان الوقت وبلغ القاصرون والسفهاء مبلغ الرجال ؛ ردت فدك إلى صاحبتها!.

 

ولو كان جدي حيا  لنصحته بالعدالة في الاستعمال بين الاسم والصفة في "أمينة" حتى يستحيل " الفتح" إلى عمران في ذهن معاصريه ، وحتى  تتساقط الفواصل بين الإرث الثقافي الشعبي والإرث اللغوي الحكومي ، ولكي يتعارف الجميع على كلمة سواء!

 

وبينما كنت اسرح بذهني بين بحار "لو" الأولى والثانية والثالثة وأتصدق بها على الحكومة الأمينة بالقرب من بوابة قلعة البرتغال عند الساعة الرابعة ظهرا وفي ذلك الجو الصيفي الحميم ـ

استوقفني طفل من قرية كرباباد لا يتجاوز عمر السابعة ، وظل يمعن النظر إليّ في ابتسامة حتى ظننت انه يسخر مني . فقلت له : ويش عندك؟

 

قال : ما عندي شي ، بس ويش اسم أمك .. اسمهه " أمينة" أي ؟!

 

فأجبت مستغربا : لا .. ليش تسأل عن اسم أمي ؟

 

قال : لأن الحكومة فنشت السكرتيله "أمينة" ..تعرف بعد .. كُبرت وعجّزت وخرّفت.. وهي تشتغل وياهم من يوم طلعوا الإنجليز .. واسمهه ايلعلع في التلفزيون وغيره  .. كلما قالوا شي ، قالوا الدولة بأيدي "أمينة" ..  وهي فرحانه ما فوكهه فوك .. كلشي في ايدهه بعد .. بس أقولون قاعدين إدورون وحده غيرهه صغيره اشغلونهه مكانهه بس لازم اسمهه "أمينة" مو غير .. وأنا أدور عليهه علشان اتشغل أبويي "أمين" وياها!.

 

حكومتنا الرشيدة استغفلتنا .. لا تماري ولا تحب (الفشار) ولا (الزبو) ولا (المفاخرة) ولا منع الماعون .. فهي منا ونحن منها .. لأن اسم " أمينة" عزيز عليها منذ الاستقلال بمثل ما كان عزيزا علينا . وكانت "أمينة" سكرتيرة يؤتمن بها على مقدرات الدولة ، ويشار إليها أمامنا صفة لا اسما ، وذلك لتقية لا على نحو الحقيقة والواقع. ولكن حكومتنا الرشيدة من بعد الإصلاح لا تأمن كل " أمينة" ،لأن "أمينة الحكومة" خيبت الآمال ، وأفقدت رجال الدولة الثقة في أمانتها وأحرجتهم أمام المواطنين .. فلماذا سرقت الأموال العامة ، واحتلت سواحل البلاد ، وضمرت لكل مشروع تنموي عمولة ، وأقامت عشرات المصانع والشركات الكبرى لتقوى على احتكار مقررات الحكومة الاقتصادية ، واستغلت مكانتها في الدولة لتغسل أدمغة كل الوزراء لصالح جشعها وشغفها المميت في حب جمع المال واكتنازه ؟!..

 

إنها تستحق الفصل والعزلة حتى وان رافقها " أمين" يهواه أهل كرباباد . فليس الخوف على سواحل كرباباد وحدها ؛ بل إن قوة من الأمن السعودي باتت تحرس السواحل السعودية المطلة على المياه الإقليمية للبحرين!!

 

 

كريم المحروس

4/9/2005م

 

 

طباعة : نشر:
 
يرجى كتابة التعليق هنا
الاسم
المدينة
التعليق
من
رمز التأكيد Security Image
 
جميع الحقوق محفوظة لشبكة النعيم الثقافية © 2003 - 2024م