قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
ملف خاصتأبين الشهداء
 
فطرة الطفولة ودعوة لإحياء ذكرى رحيل الشيخ الجليل
فاطمة الشيخ يوسف الشيخ - 2005/07/21 - [الزيارات : 7445]

فطرة الطفولة ودعوة لإحياء ذكرى رحيل الشيخ الجليل

 

لو كان للإنسان حق التصرف في حركة الكون تقدما أو رجوعا لما كان لي من خيار عزيز غير دفع جدار الزمن إلى سنوات ما قبل الثامن عشر من فبراير من عام 1999م .. و بالتحديد إلى موقف كنت فيه على أعتاب الخامسة من عمري وقد هلّ فيه شهر رمضان الكريم حيث لا يكاد يختلف عن أي من شهور رمضان فيما مضى من عمر عائلتي في بلاد المهجر- عدا أني كنت قد بدأت فيه أولى حركة مباركة في الطفولة البريئة بختم القرآن الكريم و إكمال قراءته في ربيع شهر الله الفضيل.

 

و لله الحمد ، فقد أتممت بالفعل فيه قراءة  سورة البقرة بأكملها، و لكم كان  ذلك في وجداني يعد إنجازا كبيرا بالنسبة لفتاة صغيرة في مثل عمري لا تعرف في هذا الكون غير أحضان الوالدين وتعلقهما بها ، فهما بالنسبة إليها كل شيء ولا تعرف إن وراء هذه العائلة الصغيرة مجتمع تفصله عنها المسافات الطويلة ، وظروف قاهرة لا تقبل عودة الجزء إلى الكل ، لكن القلوب حاضرة عند القلوب ولا مسافة بينها ولا حدود.!

 

فطفولتي المتمسكة بالقرآن الكريم - ربيع القلوب- أضافت الشيء الكثير في علاقتي بوالدي العزيز ، ربما لكونه يجد في تمسكي بكتاب الله تعالى عند صغري أمان من وحدتي خارج أحضان مجتمع ( النعيم) وفي غربة المهجر، أو ربما كان يستشعر بقضاء وقدر قد يكون الوالد فيه غير قادر على حماية مولودته الصغيرة من ملمات الهجرة والغربة ، فلا ظهير آنذاك غير آيات الذكر الحكيم.. فكأن والدي قد اكتشف ما قد يفتح على طفلته أبواب الرحمة.   

 

إن ما جعلني أشعر بعظمة هذا الإنجاز الذي كان قرة لعين والدي العزيز هو تلك الفرحة التي غمرتني حتى ارتسمت بسمة على ملامح والدي الراحل الشيخ يوسف الشيخ وظلت تلازم وجهه النوراني متى ما ولج بين الأصحاب في تفاخر بي أمام أصحابه من رفاق الغربة في ذلك الزمن المنصرم .. و لازلت أتذكر جيدا كيف بارك لي أبى خطواتي الأولى في أول علاقة مقدسة مع القرآن معطيا إياي موسوعة لقصص أهل البيت (عليهم السلام) كجائزة على ذلك الإنجاز الذي بلغته في سن الطفولة .

 

لقد أنعش هذا الموقف في فطرتي الصافية روحانية هذا الشهر الكريم ، ولازال  يشدني و بكل قوة للالتزام  بالنهج الذي رسمه لي أبي ودعاني إليه بكل ما تملكه جوارحه الطيبة من حب للخالق  وتعلق بشريعته - متى ما واجهتني صعوبات اليتم التي رجوت فيها – لي ولعائلتي - مخرجا من حيث احتسب ومن غير لا احتسب.. أو ألمت بي مشكلات معقدة رجوت فيها الهداية إلى الحل ؛ فإني أرى بسمته البهية في ذاكرتي فتحثني على النظر في كتاب الله المجيد.. يواجهني بشوق الوالد العطوف فيبارك لي أعمال الطاعات كلما مررت بين آيات الذكر الحكيم حتى آخر آية منه ، ويشد على يدي كلما ازددت إيمانا وتمسكا بنهج أهل البيت (عليهم السلام) الذي يعد بالنسبة لي مهربا شريفا لتخطي كل تعقيدات الحياة.

 

فشهر رمضان الكريم شهر يحضر فيه والدي عندي .. في ذاكرتي .. ملازما معي لآيات الذكر الحكيم.. يجعلني أكثر قوة .. أكثر صلابة .. أكثر ثقة .. أكثر إيمان بأن في ملمات الدهر صقل لإيمان الإنسان المخلوق بخالقه وتجلية له .. يشحذ إرادتي ويلوح بها متحديا هم الزمان والمكان ليقول لمن حول طفلته الصغيرة : لا حزن لي ولا هم ولا أسى على ما اختاره لي ربي .. فطفلتي  حليفة القرآن وآياته ، ومن كان القرآن حليفه فلا تهده الحوادث مهما كبرت أو صغرت ، بل تزيده عزيمة على كسب رضا الله فيما أوصى به. 

 

لا أتصور أن هناك أحدا من أهل منطقتي(النعيم) قد حال الزمان بين ذاكرته وبين وقائع أيام ذلك التشييع الكبير الذي جرى لجنازة والدي الشيخ ، فكل أهالي المنطقة هم ممن يعطي من ذاته الكثير لإحياء شعائر الله وكل ما من شأنه تكريم العاملين المحبين والمخلصين والمضحين في سبيل هذه الشريعة المقدسة ، فكيف بهم إذا كان العامل والمحب والمضحي هذا عالما جليلا قد شق طريقه إلى الله الحق ، فضحى بأعز أيام شبابه في سبيل رفعة شأن مذهب أهل البيت( عليهم السلام) والدفاع دون كرامة وعزة أهل هذه البلاد والمنطقة التي تربى بين مجتمعها ومشى بين أزقتها وحضر مجالسها ومآتمها ورافق شبابها وكبارها.

 

و باقتراب ذكرى رحيل والدي الشيخ الجليل والمجاهد الكبير الذي قدم من نفسه الكثير من اجل نصرة دينه ومن اجل تفريج هم المحزونين والمستضعفين من أهل بلدي العزيز فأخذت منه غربته عن وطنه أحلى واعز أيام أهله وبينه ؛ فإني و باسم عائلتي و باسم كل من عرف الشيخ يوسف الشيخ بما كان عليه من خصال حميدة وتفاني في خدمة الحق وأهل البيت (عليهم السلام) ، أتمنى و من أعماق قلبي أن يسعى المخلصون لهذا الدين ولتضحيات المؤمنين في منطقتي ( النعيم) الكريمة - إلى تخصيص يوم لإحياء ذكرى رحيله ، فذكراه الطيبة مازالت طرية في قلوب جميع من عرفهم وعرفوه.

طباعة : نشر:
 
يرجى كتابة التعليق هنا
الاسم
المدينة
التعليق
من
رمز التأكيد Security Image
 
جميع الحقوق محفوظة لشبكة النعيم الثقافية © 2003 - 2024م