لم التقه .. لم اتحدث معه .. لم يكن بيننا لقاء مسبق .. ولا تربطني به صلة نسب .. سوى الخط العام .. والاطار الرسالي ..
فقط كان اسمه يتردد على كل لسان .. ممن قد وفد من الشام .. آيبا من مرقد السيدة العلوية " زينب " عليها السلام .. أو دولة الامارات العربية .. حيث مقره الاخير .
وآيات الثناء والشكر تصدح بإسمه .. وكان الامل ان ألتقيه يوما ما .. لعلي احظى بشرف الجلوس معه .. والتحدث إليه .. فقد كان المانع يتكرر كثيرا كلما اقتربت من ذلك ..
كل من لقاه يقول عنه : متواضع .. كريم .. خدوم .. ذو أخلاق جمة .. لا تسمع له صوت مرتفع .. ولا يرفض لاحد طلبة مهما كانت بسيطة .. يمازح في أدب .. لا يرفع رأسه في وجه النساء .. يداعب الاطفال .
يلبس عمته .. وبقي انسان مثل أي انسان .. لا تميزه تلك العمامة عن باقي البشر ..
وفي الغربة .. وفي السفر تكتشف معادن الناس ..وكان معدنه أصيل .
من منا لا يود أن يلتق بإنسان من هذا الطراز الفريد ؟؟
غير ان القدر قد حال - كعادة فعله معي - بيني وبينه في هذه الدنيا ..
فقد رحل في توقيت غريب .. لم يخطر على بال أحد .. ومن دون مقدمات .. ولو حتى مقدمة صغرى ..
وانتشر الخبر هنا وهناك .. في كل اصقاع الدنيا .. الشام .. الهند .. الامارات العربية .. لندن .. استراليا .. الدنمارك .. كندا .. السعودية .. أمريكا .. البحرين .
في كل بلد له فيها محب .. وصديق .. وقريب .. وشخص تواق للقياه ..
لم يصدق أحد ذلك الرحيل .. ونزل الخبر كالصاعقة على الجميع ..
فقد غادر الحياة الشيخ " أبو مجتبى " في حادث سير في الامارات .. هو وأحد ابناءه .
ولم احضر تشييع جثمانه الذي قيل عنه انه كان مهيبا .. وحضره كل من أحبه .. في البحرين .. وأناس سمعوا عنه فقط ..
اليوم مر في الذاكرة .. ومثله لا يغيب عنها ..
والسؤال :
كم نحب خلقا كثير في هذه الدنيا ونحب ان نلقاهم .. ويغادرون .. دون ان نوفق لذلك .. مع ذلك تبقى اسماءهم في الذاكرة محفورة للابد .
رحمة الله عليه ..
سلام المحب
ناصر البحراني
|