قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
ملف خاصتأبين الشهداء
 
مفردتين من حياة العلامة الشهيد السيد أحمد الغريفي ( ق. س)
الشيخ جاسم المؤمن - 2005/07/21 - [الزيارات : 6985]

المقدمة:

هذه دراسة (معمّقة – موثّقة – مختصرة) عن مفردتين من حياة العلامة الشهيد السيد أحمد الغريفي ( ق. س) تتناول مفردة (البناء الذاتي) ومفردة (البناء الاجتماعي) أعددتها على عجالة بمناسبة الذكرى الـ19 لرحيله رضوان الله عليه...

هذا وقد جاءت هذه الدراسة:
- تلبية لرغبة إخواني في مجلس طلاب العلوم الدينية بمنطقة النعيم الذين أخذوا على عاتقهم – بعد إقامة التأبين في العام الماضي – أن يقدموا الدراسات والبحوث والتحقيقات التي تتناول حياة وتراث العلامة الشهيد.

- إجابةً لنداء سماحة العلامة السيد عبدالله الغريفي (بقى الكثير من السيد أحمد، فهو لا يزال يمثل احد معالم الصحوة الإسلامية المعاصرة، ولا يزال احد رموزها ومؤسسيها... لا يزال حاضرا في ذاكرة النخبة التي شاطرته تكوين وعي تلك المرحلة، ولا يزال حاضرا في عقل جيل تربّى على يديه، لذلك نؤكد ضرورة أن تقرأ تجربته بكل ما فيها من مكنونات فكرية وثقافية وروحية وسياسية، وما أحوج المرحلة إلى فهم التجارب التي أغنت حركة العمل الإسلامي)( 1 )

- تشجيعا لمشروع الكتابة عن العلامة الشهيد ودراسة حياته كما أشار أحد الكتّاب الذين سعوا في هذا المجال حيث يقول (لحد الآن لم تصدر دراسة واحدة وافية عن ذلك الشهيد الذي يملك من الخصائص الذاتية والخارجية ما يمكن أن يرسم خطا خاصا يحتذي به الجيل.. ) ( 2 )

- ردا على أحدهم حيث كتب يقول: (ماذا عن سيرة السيد أحمد الغريفي؟ السيرة الثقافيّة لا السيرة الدينيّة وحدها ؟ كل ما هو موجود عن الرجل حتى الآن سيرة تبجيليّة مدائحيّة بالدرجة الأولى ليس إلاّ، وهذا النوع من السير لا يكشف شيئا عن إنسانيّة الشخص بقدر ما يبتعد عنه، هي سيرة من حوله لا سيرة في داخله)(3 ) وقد أثبتت الدراسة أن هناك العديد من الدراسات والبحوث كتبت عن العلامة الشهيد الغريفي أرجو أن يطّلع عليها الكاتب.

- وقبل ذلك كله رغبة ذاتيّة تنبعث من داخلي تجاه هذا العالم الجليل، والمربّي الفاضل، والشهيد الغالي.. ذلك أن هذا المعلّم المربّي هو من أدين له ما حييت بالفضل الكبير في تكوين ثقافتي الإسلاميّة، وتربيتي الإيمانيّة، واندفاعي نحو ذات الطريق الذي سلكه حيث تمثّلت فيه القدوة والاحتذاء.. فمن فضل الله تعالى عليّ أني لازمته ست سنين سمان منذ عودته إلى الوطن بعد نيل درجة الماجستير عام 1979 م حتى آخر يوم أدّى فيه صلاة الجماعة في المنطقة ( يوم السبت المحزن 27 / 7 / 1985 م )، حيث كنت في معظم أوقات هذه الفترة من مرتادي مسجده ودروسه، واستفدت من عطائه من خلال:
1 – مسجد عباس علي بالنعيم الجنوبي ( ظهرا ) ومسجد الخواجه بالمنامة ( مساء ) حيث كان يقيم الجماعة ويلقي الدروس اليوميّة.
2 – منبر الجمعة بمسجد الخواجه ومأتم مدن ( أثناء تجديد بناء المسجد المذكور ) ظهر كل جمعة.
3 – الدروس القرآنية في شهر رمضان من كل عام التي كان يلقيها في مسجد الخواجه ظهرا أو قبل الغروب بشكل يومي.
4 – الدروس الأسبوعية في الفقه والعقائد التي كان يلقيها في المكتبة العامّة في المنامة. ( 4 )
5 – المحاضرات والندوات التي يشارك فيها، والكلمات التي كان يلقيها في الاحتفالات، لاسيّما الاحتفالات المركزية التي كانت تقيمها المكتبة العامة للثقافة الإسلامية بالمنامة بمسجد مؤمن، حيث كان للعلامة الشهيد – غالبا – الكلمة الرئيسة.
6 – الحوزة الشريفة والمجلس العامر لسماحة العلامة الأستاذ السيد العلوي الغريفي ( والد العلامة الشهيد ) حيث كان يدرّسنا مع بعض الأخوة – بشكل استثنائي – في العطلة الصيفية أو أثناء مرض والده أو انشغاله.
كان لهذه السنين الأثر الكبير في العديد من أبناء جيلنا وفيّ أنا شخصيا حيث كنت في مرحلة الصبا وعلى أعتاب مرحلة التكليف، فرأيت فيه خير معلّم ومربّ لا يخيب من لازمه، فأشكر الله على التوفيق العظيم لذلك.

وفي ختام هذه المقدمة أرجو من الله أن يوفّقني لإنجاز دراسة تفصيليّة عن حياة هذا الحجّة المربّي تكتمل فصولها مع اكتمال مصادرها إن شاء الله تعالى، على أمل إخراجها في العام القادم بإذنه تعالى في الذكرى العشرين لشهيدنا الغالي، لتعيد ذكريات إيمانيّة جميلة لجيل عاصره، وتشبع تشوّق جيل جاء من بعده. فـ (من الخيانة أن تنسى الأجيالُ رموزَ الجهادِ والعطاء، ومن الخيانة أنَّ تنسى الأجيالُ رجالَ العلمِ والثقافة، ومن الخيانة أن تنسى الأجيال دماءَ الشهادةِ والشهداء ). ( 5 )
ينبغي ممن يتصدّى لقيادة الأمّة وتوجيهها أن يكون قد بنى ذاته في جميع جوانبها، وانتصر على نفسه في ميدان الجهاد الأكبر، وحصل على وعي يؤهله لحمل مشروع حضاري ينهض بالأمة ويرتقي بها، وتكون مفردات هذا المشروع وتلك النهضة واضحة المعالم له حتى يبني أمته، ويوجد المجتمع المنشود.
هذا ما نلحظه في دراسة حركة العلامة الشهيد الغريفي، حيث نرى أنه بدأ بنفسه وبنى ذاته على أسس سليمة وراسخة جعلته يحمل بصيرة في الحياة، ويسير بخطى واثقة في تأدية التكليف الإلهي وحمل الأمانة الملقاة على عاتقه فـ (رغم العمر القصير الذي لم يكمل أربعة عقود من الزمن إلا أن عطاء العلامة الشهيد قد تجاوز حدود الزمان والمكان الذي عادة ما يرتبط به إنسان ما.. ) ( 6 ) وما ذلك إلاّ بسبب الانطلاقة السليمة من بناء الذات إلى بناء الأمة.

بناء الذات:
اتجه العلامة الشهيد السيد أحمد الغريفي ( قدس ) في بناء ذاته إلى الاهتمام بالمجالات المختلفة في تكوين شخصية الإنسان المؤمن، من العلم والثقافة والسياسة والاجتماع... وتوّج ذلك بالعمل الدؤوب من أجل دينه ومجتمعه، ولنستعرض المجالات المذكورة موضحين الأسس البنائية التي اعتمدها العلامة الشهيد في بناء ذاته من خلال الاعتماد على المصادر الموثقة التي استعرضت حياته.

أولاً : البناء العلمي :
استطاع العلامة الشهيد أن يبني نفسه بناء علميًا رصيناً جامعاً في ذلك بين التعليم الحوزوي و الأكاديمي.
فـ (عندما بلغ السيد أحمد السابعة من عمره اصطحبه والده إلى النجف الأشرف حيث كان السيد علوي الغريفي يكمل دراسته العليا هناك على يد فقهاء الطائفة، وفي النجف الأشرف درس السيد أحمد المرحلة الابتدائية ثم عاد للوطن و بقي حتى عام 1967م، حيث نال شهادة الثانوية العامة بتقدير جيد جداً، كما كان يدرس مقدمات العلوم الدينية على يد والده، ثم كرَّ راجعاً إلى النجف الأشرف وانضمَّ إلى الحوزة العلمية وواصل دراسته حتى حضر بحث الخارج عند العلماء الأعلام و آيات الله العظام، السيد أبو القاسم الموسوي الخوئي، والشهيد السيد محمد باقر الصدر، والسيد علي الفاني الأصفهاني، والسيد محيي الدين الغريفي البحراني (عليهم الرحمة و الرضوان ) ( 7 ).
كما واصل دراسته الأكاديمية في كلية الفقه ونال شهادة البكالوريوس في اللغة العربية والعلوم الإسلامية، ثمَّ شدَّ الرحال إلى القاهرة وانضمَّ لكلية دار العلوم ونال شهادة الماجستير عن رسالته (البراءة الأصلية في الشريعة الإسلامية) بتقدير امتياز في عام 1979م " ( 8 ). " وقد بذل عدة محاولات لتسجيل رسالة الدكتوراه في جامعة القاهرة ولكنها لم تنجح، وقد أخبر ( بعض المقربين ) قبل رحيله بخمسة أيام بأنه سوف يسجل للدكتوراه في جامعة عين شمس " ( 9 ) و قد حالت الأقدار دون ذلك.
هذه نبذة سريعة عن دراسة السيد الشهيد الحوزوية والأكاديمية " ونترك التقييم لأهل الخبرة والفن الذين عرفوا السيد وعاصروه، ووقفوا على نباهته و براعته في العلوم العقلية والنقلية والدروس الحوزوية، وقيَّموه في هذا الجانب من خلال احتكاكهم به، واطّلاعهم على علميته. قال عنه بعضهم: أنه من الطلاب الذين وفقوا للاستفادة من مدة دراستهم بشكل كبير جداّ، استطاعوا من خلاله وفي فترة قصيرة أن يبرعوا في علم الأصول والفقه والمنطق والكلام والفلسفة والاقتصاد. وقال آخر لقد كان السيد الشهيد يتمتع بمقدرة علمية أهلته في مدة قصيرة لحضور البحث الخارج على أيدي كبار الأساتذة كالسيد الأستاذ أبو القاسم الخوئي والسيد الشهيد محمد باقر الصدر، والعلامة الفاني، وغيرهم من أساطين البحوث، و يقول أيضاَ : و لقد كان – السيد الشهيد – مجدَّاً في تحصيله، مهتماً أيما اهتمام بالدرس والبحث ".( 10 )

---------------------------------------
هوامش الحلقة الأولى :
( 1 ) فاطمة الحجري – جريدة الوسط - 27/7/2003م
( 2 ) السيد محمود الغريفي – العلامة السيد أحمد الغريفي من الولادة إلى... ؟ ص 17.
( 3 ) الأستاذ حسين المحروس – موقع شبكة النعيم الثقافية – منتديات النعيم – تاريخ المقالة 11 / 7 / 2004 م.
( 4 ) أتذكّر من روّاد هذه الدروس والذين سلكوا طريق العلم بعد ذلك : الشيخ خليل سلطان، والسيد محيي الدين المشعل، والشيخ عادل الشعلة، والشيخ حسن الساعاتي وغيرهم.
( 5 ) السيد عبدالله الغريفي – موقع الغريفي – شخصيات / العلامة الشهيد السيد أحمد الغريفي.
( 6 ) من بيان مجلس طلاب العلوم الدينية بمنطقة النعيم بمناسبة الذكرى الـ 18 لاستشهاد العلامة الشهيد السيد أحمد الغريفي.
( 7 ) تضيف بعض المصادر إلى قائمة مدرسي العلامة الشهيد الإمام الخميني، والدكتور الشيخ عبد الهادي الفضلي، والسيد محمد تقي الحكيم، والشيخ محمد تقي الأيرواني وغيرهم.. انظر : الذكرى الثامنة عشرة ص 3، العلامة السيد أحمد الغريفي من الولادة إلى... ؟ ص 40 – 44، آل غريفي تاريخ ورجالات ص 58.
( 8 ) عادل كاظم – مجلة العصر العدد – 33 يونيو 2004 م.
( 9 ) الأستاذ عبدعلي باقر خلف – مجلة المواقف العدد 584 – 9 سبتمبر 1985 م.
( 10 ) حسن البحراني – الغريفي شهيد الشهر الحرام ص 53.

طباعة : نشر:
 
يرجى كتابة التعليق هنا
الاسم
المدينة
التعليق
من
رمز التأكيد Security Image
 
جميع الحقوق محفوظة لشبكة النعيم الثقافية © 2003 - 2024م