أقيم لقاء مفتوح لأهالي المنطقة مع سماحة السيد عبدالله الغريفي في يوم الأربعاء ليلة الخميس الموافق 18/5/2005 بمأتم النعيم الغربي و أن اللجنة المنظمة لهذا اللقاء ستواصل هذا اللقاء بمعدل مرتين في الشهر و سيستمر اللقاء لمدة ساعة و ربع فقط . و قد بدأ اللقاء بتلاوة عطرة لأحد القراء و ثم بين سماحة السيد نظرته للحوار بقوله:
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الأنبياء و المرسلين محمد و آله الطيبين الطاهرين أحبتي في الله ...يراد لهذا اللقاء أن يكون مفتوحا و عفويا بلا أي تعقيدات و بلا رسميات, نريد أن نلتقي ,نتفاهم , نعيش بعض همومنا. ننفتح على فكرنا الديني ,الثقافي, و الإسلامي. في حوار حول قضايانا الدينية قضايانا الثقافية و الاجتماعية. و أؤكد على أن هذا اللقاء لن يكون في صيغة محاضرة في متحدث و فيها مستمعون, المسألة ليست كذلك بل المسألة هي حالة من الحوار المفتوح و ربما أسمع أكثر مما أتكلم و ربما نأخذ تصوراتكم, فنريد لهذه اللقاءات أن تكون حيوية و بها شفافية و بلا أي لون من التعقيدات و سأترك المجال لكم لأحاديثكم و تصوراتك ثم نتبادل وجهات النظر. و أتمنى أن يكون اللقاء منوعا في قضايانا الفقهية الدينية العقائدية الاجتماعية حتى يكون اللقاء ميمونا إن شاء الله.
مداخلة السيد رضوان
بداية أهنئكم على خطوتكم سماحة السيد لهذه اللفتة الكريمة في اللقاء مع الأهالي كما عبر عنه السيد بلقاء عفويا يجمع العلماء مع أهالي المنطقة في لقاء أتمنى أن يثمر و أن يخرج بنتائج ايجابية و محركة للحراك الاجتماعي في المنطقة. هناك عدة إثارة تحتاج منا إلى وقفة, تحتاج منا للجلوس مع العلماء لكي نتصارح, نريد أن نتصارح كما نتصارح داخل بيوتنا لكي نتمكن من حل مشكلاتنا في المنطقة و أتمنى من المتداخلين أن يكون لهم هذا النفس من التصارح. باعتقادي أن هناك أزمة اجتماعية في العلاقات بين أهالي المنطقة ليس بالشكل الظاهري لكن في ما يجري تحت الطاولة. فهناك حديث و جدال في أن مجلس طلبة العلوم الدينية غير متواصل مع أهالي المنطقة , و كذلك العلماء و صندوق النعيم و مركز النعيم الثقافي ليس هناك تواصل بين هذه المؤسسات و تنسيق بينهم. فكيف نتوقع حضور الآخرين إذا لم ننسق معهم و نتعاون معهم في مثل هذه المناسبات. هذا من جانب , و من جانب آخر الكل يعلم بأن في منطقتنا عدة تيارات لها امتداداتها, و عودتك قبل عدة سنوات فتحت باب الأمل بأن تجمعنا على كلمة واحدة. و لكن لازالت هناك جفوة بين بعض أهالي المنطقة لا أعلم سببها فهناك بقصد أو بغير قصد- لا يتجاوبون مع السادة العلماء, و يعتقد أنهم قاموا بتهميشه و هنا أعتقد أن هذه الخطوة هي البداية لحل هذه الإشكالية.
سماحة السيد
نشكر الأخ سيد رضوان, ولعل منطلقنا في هذا الحوار هو أن نتصارح و أن ينفتح بعضنا على بعض, بلغة بعيدة عن التعقيدات و المجاملات ولكن لغة حب, فلغة الصراحة أحيانا تأخذ شكل إلغاء الآخر و إسقاطه, و أحيانا لغة الصراحة لغة تنطلق من حب و شفافية و مودة, فنحن في هذه المنطقة أسرة واحدة, المفاصل الرئيسية في هذه الأسرة العلماء , مجلس طلبة العلوم الدينية, الصندوق, الحسينيات و المركز الثقافي. هذا المفاصل ليس من الصعب أن تتواصل و هي –بنسبة ما- متواصلة في الواقع. فمنطقتنا ولله الحمد أفضل بكثير من مناطق أخرى يها تسود بها الجفوة و منطقتنا –ولله الحمد- ليس بها مثل هذه الجفوة و الصراعات. نعم نحن نريد أن ترتقي بمستوى التواصل ,نزيل بعض ما يعلق في نفس هنا أو نفس هناك , نحتاج لمزيد من التواصل , مزيد من التقارب و مزيد من حلحلة بعض الحزازيات التي في نفس أحد هنا أو هناك . هذا التواصل يحتاج لمشروع من التواصل فنحن لا نريد تواصل عفوي بلا دراسة , فكل هذه المفاصل تريد أن تلتقي في أهداف واحده هي الارتقاء بالمنطقة و الحفاظ على هوية المنطقة و أصالتها و الابتعاد بها عن كل ما يهز قيمها, فكل هذه المؤسسات تتفق على هذا الأهداف و لكن مسألة التواصل تحتاج لرسم و على خطة مدروسة على كيفية التواصل بينها. و على هذه المفاصل أن تشكل حضور -و بالخصوص علماء الدين و طلبة العلوم الدينية- فهم يمثلون أب و راعي ينشر أبوته على المنطقة و بلا رسميات. و الناس مسئولين أيضا بدعم حركة علماء الدين و رجال الدين فالعالم لا يستطيع أن يتحرك بدون القاعدة و السند و بالخصوص المسئولين على بعض الأمور في المنطقة كرؤساء المآتم و الحسينيات عليهم أن يتعاونوا بشكل أكبر مع رجال الدين, و أتمنى أن لا يكون هناك جفوة بين أهالي المنطقة و لقاءاتنا عندما تكون في مختلف مناطق النعيم هذا بتصوري يزيل أي إشكالية أو جفوة إن كانت هناك جفوة و تجعلنا منفتحين على بعضنا البعض و لتبقى منطقتنا نموذج للروح المتواصلة, نموذج للتقارب, نموذج للحب , نموذج للمشروع الواحد, المأتم الواحد و نموذج للموكب الواحد. و أنا كلي أمل بأن المنطقة قادرة على تحقيق هذا.
مداخلة السيد مصطفى الغريفي
بسم الله الرحمن الرحيم, في الماضي كان الناس يذهبون للعالم للاستفادة من علمه و في الحاضر كما نرى سماحة السيد هو الذي يأتي للناس و يجلس معهم فنتقدم لسماحة السيد بجزيل الشكر على هذه اللفتة الكريمة و ندعو الجميع باستفادة من هذه الحوارات بشرط أن لا يكون هناك جدل يضيع وقت الأخوة. لدي هنا نقطتان الأولى تتعلق بالروايات التي يطرحها الخطباء في عاشوراء بأن زينب (ع) لما رأت جيش يزيد بكت و طلبت من الحسين أن يردها للمدينة فقال لها هيهات و بعض الروايات الأخرى التي تظهر لنا زينب بحالة ضعف و جميعنا يعلم بأنها خرجت يوم العاشر و رفعت جسد أخيها و قالت اللهم تقبل منا هذا القرآن فما ممكن أن تبكي و أن تكون أقل من أنصار الحسين (ع) فهل هذه الروايات صحيحة أو لا. النقطة الثانية للأخوة في هذا اللقاء و الذي يشمل جميع أبناء المنطقة هناك عزوف شديد في حضور الفعاليات و اللقاءات في المنطقة, فالحضور يكون قليل جدا و في الغالب من المنطقة المنظم فيها الفعالية كشرق أو غرب, ففي الاحتفال المركزي لمولد الأمام العسكري (ع) في مأتم الشباب لم يتجاوز الحضور 150-200 شخص, فاحتفال مركزي في منطقة النعيم يجب أن يكون به حضور يمثل أهالي المنطقة و يكون به إظهار للوحدة و تشجيع للوحدة فلماذا هذا العزوف و لماذا هذا التقوقع على مآتم مناطقنا فقط.
سماحة السيد
بالنسبة للنقطة الأولي فإنه مما يؤسف له بأن كثير من القضايا التي تطرح من خلال المنبر الحسيني تحتاج إلى إعادة نظر, فلذلك نحن دعونا كثيرا إلى أن الخطباء يحتاج أن يطورون مستواهم , يطورون قدراتهم, يطورون كفاءاتهم. أجيالنا السابقة كانوا يتلقون فقط من المنبر لكن أجيالنا اليوم انفتحت على جو جديد على فكر جديد, هذا لا يعني التخلي عن تراثنا و أصالتنا لكن نحتاج إلى أن يطور الخطيب لغته, خطابه و أسلوبه. زينب ابنة أمير المؤمنين خرجت مع الحسين و مشروعها واضح. فليس من المعقول أن تكون قد خرجت و هي لا تعلم إلى أين هي ذاهبة فهي شريكة الحسين في كربلاء و خرجت معه و هي تحمل المشروع بكامله, خرجت بمشروع ثورة و قتال فالحسين خطابه الأول أوضح مشروعه و ما يقال بأنها طلبت من الحسين إرجاعها يتنافى مع مواقفها في كربلاء. فزينب جاءت من المدينة و هي تحمل هذا المشروع في ذهنها و عليها مواصلة المشروع بإرادتها كيف تعيش هذه الصورة من الهلع و الاسترخاء و التراجع, هذا إساءة لشخص زينب لكن الخطباء أحيانا يحالون استدرار الدمع بأي وسيلة. صحيح الدمعة مهمة جدا فالذين لا يريدون لدمعة الحسين أن تبقى يريدون أن تزول هذه المجالس فسر ديمومة الحسين هي هذه الدمعة و العيش مع المأساة التي تفرض علينا هذه الدمعة و البكاء, فيجب أن تبقى الدمعة و يبقى البكاء لكن بدون الإساءة لشخصيات كربلاء. فأي شخص يسيء لعنفوان و قوة الشخصية هو إساءة. وعلينا إعادة النظر في مثل هذه الروايات و عدم استدرار الدمعة و لو بخيالات فيها الكثير من إضعاف شخصيات كربلاء, و لعل أبسط و أقل شخصية في كربلاء تحمل صمود أكثر من هذا التي تصوره هذه الرواية. فنحن نتمنى لإعادة النظر في مثل هذه الرواية و هناك مؤسسات لإعداد خطباء مؤهلين بمستوى المرحلة . و في ما أكد عليه السيد في النقطة الثانية نتمنى أيضا يكون هناك حضور و مشاركة في كل فعالياتنا فلا يكون هناك خصوصيات, فأي مشروع ,فكري ,ثقافي ,ملتقى أو احتفال في أي منطقة من مناطقنا هو احتفال للمنطقة بكاملها, و نتمنى أن تعبر كل منطقة عن حضورها في المناطق الأخرى فهذا دليل عن تواصل و تلاحم ز أن لا نكون غائبين عن الحسينيات و المآتم, فالبرامج التي يكون بها تواصل تخلق هذه الروح و تخلق هذا التواصل و نتمنى أن ينموا أي نمو أكثر و نعيش مزيد من التواصل و التلاحم في أمورنا الاجتماعية و الخيرية و الثقافية .
للإطلاع على باقي المدخلات الرجاء الضغط على الوصلة التالية
http://vb.noaim.net/showthread.php?p=129989#post129989
كان اللقاء بإدارة الحاج زكريا رحمة و سيكون اللقاء القادم في ليلة الخميس 1/6/2005
|