كلمة مآتم النعيم في أربعينية المرحوم الحاج عيسى بن درويش
بسم الله الرحمن الرحيم : "من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا .." صدق الله العلي العظيم
أيها الأخوة الكرام و الأبناء الأعزاء ..
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
بداية أوجه شكري الجزيل لأخواني في إدارات مآتم المنطقة على تشريفي بإلقاء كلمة المآتم في حفل تأبين الوالد الحاج عيسى بن درويش في ذكرى أربعينيته.
أيها الأخوة الحضور..
يطيب لي بإسم إدارات مآتم النعيم أن أشارككم في تأبين رجل من رجالات النعيم الكبار الذين تركوا بصماتهم على صفحات تاريخها العريق.
في الواقع هناك بعض أناس ينتقل إلى رحمة الله و ينسى بمجرد مواراته الثرى و الانتهاء من فاتحته و يبقى في ذاكرة أهله و ذويه وبعض المقربين له بينما هناك أشخاص لا يمكن للذاكرة أن تنساهم لأنهم يحجزون لهم مكانا في القلب يتربعون فيه شئت أم أبيت و والدنا الحاج عيسى بن درويش أحد هؤلاء الناس الذين تأبى الذاكرة أن تزيحهم من المكان الذي أحتجزوه لهم فيها.
لم يكن المرحوم ذا ثروة مالية تجعل البعض يتقرب له بسببها ولكن كانت كل ثروته خلق كريم ووجه بشوش مع الجميع و حضور دائم في جميع المناسبات وهذه من أكبر الثروات فالمال زائل ولكن الطيبة و حسن الخلق لا يزولان.
أربعون يوما مضت على رحيلك إلى الرفيق الأعلى أيها الشيخ الجليل .. غبت عنا جسدا لكنك بقيت في قلوب الجميع لأنك أحببت الجميع و شاركتهم أفراحهم و أتراحهم .. كنت متواجدا في كل محفل من محافلهم حتى عندما أنهك المرض جسدك النحيل لم تشأ أن تتخلى عن عادة حميدة و هي زيارة المجالس خاصة تلك التي تعقد فيها التعازي على سيد الشهداء فقد كان حب الآل و عشق الحسين (ع) جزءا لا يجزأ من كيانك و يجري في دمك و كنت لا تتصور مجلسا للتعزية لا تكون متواجدا فيه.
أيها الراحل العزيز ..
لقد كان التدين و التواضع و الابتسامة الدائمة و حب الناس أهم ما كان يميزك لذا لا عجب أن بكاك الجميع ولقد فقدنا بفقدك إنسانا عزيزا وأبا عطفوا جبل على حب الخير حتى في الأيام الأخيرة من عمرك المبارك كنت حريصا على التواصل مع الناس وكنا نجد أنسا و راحة بلقاؤك و السلام عليك .
أنت لم تمت يا أبا عبد الوهاب ولكنك باق في قلوبنا .. في قلوب أبناء النعيم الأوفياء لقد انتقلت من دار الفناء إلى دار البقاء فنم قرير العين حشرك الله مع الأئمة الأطهار ولا يمكن لبضع كلمات هنا و هناك أن توفيك حقك.
أيها الأحبة ..
اسمحوا لي أن أنتهز فرصة هذا الاجتماع لأطرح بعض الهموم و المواضيع التي تهم منطقتنا و مآتمنا على وجه الخصوص.
التواجد في الاحتفالات المركزية : من المفروض أن مثل هذه الاحتفالات المركزية تجمع و توحد جميع أبناء المنطقة و توحد كل جهودهم في عمل واحد كبير يعكس قوة المنطقة و تكاتفها ولكن الملاحظ أن التواجد يقتصر على منطقة واحدة فقط و القليل جدا من يحضر من المآتم الأخرى إذن ما هي الفائدة من إقامة احتفالات مركزية إذا كان الحضور يقتصر على المأتم الذي يقيم الاحتفال ؟؟
موكب عزاء المنطقة : الصورة التي يظهر فيها العزاء لا يشرف أبدا .. الكثير من الأخوة من مختلف المآتم بلا استثناء ينتظرون وصول العزاء إلى مناطقهم لينظموا إليه و الكثير من الأخوة يكتفي بالتفرج. هناك الكثير من التذمر و من الشكوى و الانتقاد و على إدارة العزاء الدعوة لاجتماع عام لمناقشة الموضوع و تلمس نقاط الضعف و العمل على معالجة المشاكل.. مشكلتنا أن الكثير لا يعترف بوجود لجنة العزاء و يتصرف على هواه.
اللقاء الدوري المفتوح مع سماحة السيد عبدالله الغريفي : نحن بحاجة إلى الجلوس مع بعضنا البعض لمناقشة مشاكل المنطقة وهمومنا المشتركة . سوف يكون هناك لقاء مفتوح مع سماحة السيد عبدالله الغريفي مرتين في الشهر وسوف يكون كل لقاء في مأتم من المآتم الخمسة الكبيرة تناقش من خلال هذه اللقاءات مختلف المواضيع التي تهم المنطقة و أبناء المنطقة وكل فرد منكم مدعو للتفاعل مع هذا الموضوع.
في الختام أسال الله للجميع التوفيق و السداد ولنستلهم من خلق فقيدنا الغالي وحبه للخير حبا للخير و عطاءا في سبيل الله دائم و متواصل ..
رحمك الله يا أبا عبد الوهاب و حشرك مع الأئمة الأطهار ووفقنا للسير على خطاك و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته .. ورحم الله من قرأ لروحه الطاهرة سورة المباركة الفاتحة.
السيد مصطفى الغريفي
04/05/2005م
|