ويبقى الحسين
سيبقى الحسين (ع) خالدا ما دامت الحياة تنبض وما دام الخلق باقي إلى قيام الساعة. ذلك لأن المبادىء التي أرساها الحسين لن يستطيع أحد أن يغيرها, ولن يجروء احد على تحريفها, لذا سيبقى الحسين خالدا وعطاءه متجدد.
ها نحن نعاود الذكرى لنجدد البيعة والولاء للرسول (ص) وأهل بيته عليهم السلام. عندما نواظب على ولاءنا للإمام الحسين في ذكرى الأربعين يلزم أن نستذكر إن الإمام لم يقوم بما قام به إلا لأجل صلاح الأمة, فهو لم يكن يريد الحكم ولا تابعا له ولا أي منصب دنيوي, وكذلك أهل بيته والأنصار, إنما خرجوا لأجل إعادة الدين الإسلامي إلى قواعده التي أسسها النبي محمد(ص).
إن هذا الأمر مهم جدا في حركتنا الرسالية حيث يجب أن نسعى لتحقيق مبادىء الإسلام ونجتهد قدر الامكان بالابتعاد عن أي منصب ربما يجرنا إلى الهاوية, هكذا هي سيرة وحركة الأنبياء في التاريخ وهكذا كان النبي وأهل بيته الأطهار, وهذا ما يلزم علينا كرسا ليين أن ننتبه إليه وهوأن نسعى إلى تطبيق حكم الله هكذا كان الحسين ( شاء الله أن يراني قتيلا......) فلقد استشهد في سبيل التكليف الشرعي وليس لأجل أن يكون حاكما أو وزير, ولم يرضى بالحلول المؤقتة وإصلاح من الداخل لأنه عرف أنها لن تحفظ للدين كرامته.
إن البعض اختصر الطريق ورضي بالحلول المؤقتة فغرته المناصب الدنيوية فاختصر الطريق, ولكن الكثير لازال يتحرك وفق مبادىء الحسين فلم تستطع الإغراءات أن تسحبه إلى بساطها.
إن الإمام الحسين قد انتصر حين أدى ما عليه (( شاء الله أن يراني قتيلا)) وإن الإمام علي قد فاز فوزا عظيما رغم انه لم يستطع القضاء على معاوية وحزبه (( فزت ورب الكعبة)).
لقد ترك لنا الحسين منهج الإصلاح والتغيير فلم يكن هدفه إصلاح الأمة إصلاحا مؤقتا بل أراد قلع شجرة بنى أميه وغرز شجرة النبوة, كان يريد بناء أجيال المستقبل لذا لم يتهاون ويقبل بالذل فصاح مدويا (( هيهات منا الذلة)).
لكي يبقى عطاء الحسين متجدد في ذاكرتنا فلنتذكر منهج الحسين في التغيير الشامل ومن أراد النجاة فليلتحق بالحسين (( إن الحسين مصباح الهدى وسفينة النجاة)). |