قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
مقالاتالأستاذ علي السلاطنة
 
تاريخ وتراث ll موقع سار الاثري 2/2 - للأستاذ علي السلاطنة
شبكة النعيم الثقافية - 2013/03/01 - [الزيارات : 12444]

موقع سار الأثري (2/2)

تحدثنا في الجزء الاول من التقرير عن اكتشاف المستوطنة وطبيعة بنائها، ونكمل اليوم للحديث عن المعبد الدلموني في سار، ونظرية التقويم الدلموني الشمسي الخاصة بتفسير وظيفة المعبد، ثم نختم بالحديث عن المقبرة المميزة لهذه المستوطنة.

وصف المعبد:-

في وسط المستوطنة، في المكان الاكثر ارتفاعاً فيها، وعلى الشارع الرئيسي يقع معبد سار الاثري المتميز في بنائه، فهو على شكل شبه منحرف، وهو مبني بالحجارة الجيرية الصغيرة، خلافاً للصخور الرملية الضخمة المقطوعة بعناية الذي استخدمت في بناء قلعة البحرين ومعبد باربار، ومسجد الخميس.

المعبد بأعمدته الثلاثة متوسطاً المستوطنة

للمعبد باب صغير في الجهة الشرقية، وهو مطل على الشارع الاساسي للمستوطنة ويقابل هذا الباب في الخارج عمودين مستطيلين ضخمين، وفي الداخل ثلاثة اعمدة في الوسط. على الحائط الشمالي مقاعد للمشاركين في الطقوس الدينية، ويقابله على الحائط الجنوبي المذبح الذي تقدم فيه القرابين للآلهة، كما أن هناك مذبحاً آخراً بنفس التصميم على العمود الأوسط، وتوجد غرفة جانبية في الجهة الشمالية الغربية من المعبد. كانت جدران المعبد مطلية بالجبس، وهناك ما يدل على انه كان مسقفا بالسعف او الحصر، الا أننا لا نعرف على وجه الدقة طبيعة الطقوس العبادية التي كانت تؤدى داخل هذا المعبد، ولا الاله الذي خصص هذا المعبد لعبادته.

اختلاف العلماء حوله:-

تتعدد التفسيرات التي قدمها العلماء لشكل المذبح الداخلي الذي يحتوي على قوسين، فمنهم من يعتقد بأنهما على شكل قرني ثور، ومنهم من يعتقد بأنهما على شكل قمر (هلال) وأن المعبد مخصص لعبادة الإله "سين" إله القمر، وفيما يتعلق بوجود مذبحين في المعبد، فهناك من يرى أنه قد يدل على كثرة القرابين المقدمة للآلهة، أو أنه يدل على عبادة أكثر من إله في هذا المعبد.

المذبحان، ويظهر شكل الهلال بوضوح على المذبح الاساسي

كذلك اختلف العلماء في تفسير وظيفة الغرفة الداخلية للمعبد، فمنهم من يعتقد أنها مجرد غرفة لتخزين أدوات وأغراض المعبد، ومنهم من يعتقد أنها مرصد فلكي بني بعناية خاصة وبمعرفة فلكية عميقة لرصد تحركات الشمس، وبذلك يمكن أن نقول أن هذا المعبد مخصص لعبادة الإله "أوتو" إله الشمس.

نظرية التقويم الشمسي الدلموني:-

يقول الدكتور نبيل الشيخ (آثاري سعودي) ان ظروف الحياة في دلمون المعتمدة أساساً على التجارة والزراعة والصيد قد مهدت لظهور المتطلبات الأساسية لحساب الزمن، حتى تمكن كهنة دلمون في تطوير مفاهيمهم البسيطة الى ابتكار تقويم شمسي مكون من 365 يوم وهي المدة التي يستغرقها الانقلاب الشمسي أو اكتمال دوران الكرة الارضية حول الشمس، ولا عجب أن يكتشف هذا المعبد في قرية سار، فسار في اللغة القديمة تعني السنة أو الدورة.

thereplicas.co.uk

abwatches.co.uk

rolexlol.co.uk

الشمس من زاوية الرصد حسب نظرية الشيخ
شيد المعبد بناء على هذه الحسابات لرصد ظاهرة الانقلاب الصيفي (21 يونيو من كل سنة) حيث تتعامد الشمس وقت الغروب على زاوية الرصد الكائنة في الغرفة الشمالية الغربية للمعبد، وعند تعامد الشمس يعلن الكهنة بدء العام الجديد، وبهذا يكون شعب دلمون من أوائل الشعوب التي عرفت التقويم الشمسي في العالم القديم وهو تقويم دقيق جداً، ونسبة الخطأ فيه بسيطة وقابلة للتصحيح بزيادة يوم في السنة كل أربع سنوات كما هو معمول به حالياً في شهر فبراير.

نموذجان لأختام دلمونية من موقع سار
تظهر بوضوح رموز الشمس وتصور طقوس العبادة

ويدعم هذه النظرية وجود العديد من الأختام الدلمونية التي تتضمن رموزاً تمجد إله الشمس، أوتو، الا أن وجود محرابين في المعبد يمكن أن يفيد بأنه مخصص لعبادة إلهي الشمس والقمر، الا أن هذا الافتراض بحاجة الى البحث من قبل خبراء الآثار لاثبات صحته من عدمها.

المقبرة الدلمونية في سار.

وفي جانب آخر من موقع سار الاثري تقع المدافن الاثرية المتشابكة، وهي لأهالي المستوطنة، هذه المدافن فريدة من نوعها كونها تتشابك فيما بينها كخلية النحل، وتبنى هذه الشبكات من القبور على شكل اقواس دائرية تحوط قبراً مهماً لملك أو لشخص من علية القوم، بحيث يبنى كل قبر على جدار القبر السابق، وبذلك تكون كل القبور متشابكة، وهذه القبور هي لعامة الناس بينما قبور علية القوم تتخذ شكلاً فخماً متميزاً عن بقية القبور.

تتشابك القبور كخلية النحل

يتكون القبر من حجرة الدفن الواسعة نسبياً والعميقة، حيث يدفن الميت وهو جالس القرفصاء، وبداخل الحجرة فجوة جانبية يحتفظ فيها الميت بأدواته اللتي تدفن معه ليستعين بها على الحياة عندما يبعث في الحياة الآخرة، ويملئ القبر بالرمل الناعم ثم يغلق بعدد من الحجارة الضخمة.

القبر الرئيسي ببنائه الدائري الضخم
في الختام

لا يزال تاريخ البحرين بحاجة الى الكثير من الجهد والبحث للكشف عن اسراره، ولا تزال المواقع الاثرية بحاجة الى الكثير من الاهتمام من قبل الجهات الرسمية والشعبية.

ان هذا التاريخ العظيم يمثل دافعاً قوياً للعمل من اجل الوطن، ولذلك نحن بحاجة الى تسليط الضوء عليه بصورة اكبر في وسائل الاعلام وفي مناهجنا الدراسية.

بعض من مراجع التقرير

1. علي أكبر بوشهري، التاريخ القديم للبحرين والخليج العربي.
2. يوسف الشيخ: نظرية التقويم الشمسي الدلموني (معبد سار).
3. هاريت كراوفورد: الأختام الدلمونية المبكرة من سار.
4. مجموعة مؤلفين: بقايا الفردوس .. ترجمة محمد الخزاعي.

 

 

طباعة : نشر:
 
يرجى كتابة التعليق هنا
الاسم
المدينة
التعليق
من
رمز التأكيد Security Image
 
جميع الحقوق محفوظة لشبكة النعيم الثقافية © 2003 - 2024م