بيننا وبين زيارة الأربعين بضع أيام، ولا تزال قلوب العشاق ترنو إلى الوصول.. من أمكنه الوصول وصل بالرغم من كل المعوقات التي يضعها غير طرف في طريق (زوار الإمام الحسين عليه السلام) وكذلك السهام التي يقذفها من ضاق صدرهم لهذا العشق المنقطع النظير في عالم كل مكونات العشق على خارطة التاريخ والجغرافيات، بالإضافة إلى النواية الخبيثة التي تبيت لعرقلة هذه الواقعية التي لحد الآن الكل يكابر على الإعتراف بها..
ومع كل الضد والتعتيم إلا أنه لا يزال هناك من يتخطى العقبات لكي يلتحق بتلك المناسبة التي تخطت الأرقام القياسية دون أن توثق..
هناك إرث من الأخبار يصف هؤلاء الذين ينشدون زيارة الإمام الحسين (عليه السلام) ويحلل كل مكوناتهم النفسية والروحية والذهنية، وبالتأكيد كما أن في هذا الإرث من الأخبار ما هو ساقط عن الإعتبار وغير ناهض بالإستدلال كذلك هناك - من بينه- ما هو معتبر سندا ودلالة، يمكن لبعض الأقلام قبل الخدش بهذا الحدث قراءتها والركون إليها، وستقودهم تلك المنصوصات إلى جادة الصواب..
وسيتخطون الركون إلى شواذ من ينفي هذه المناسبة، لأن المنكر لتلك المناسبة شاذ، وهذه النتيجة لم أقم بتأسيسها على أساس عقدة (التعصب) التي ينتمي لها البعض، وهي عقدة ليست موجودة في الدائرة الشيعية وحدها، بل هو مرض ربما اشتهر به من يقتات على فتات الأنظمة أكثر من أتباع العشق الحسيني، أو لنقل أتباع الأديان والمذاهب..
وذلك لأن الإمام الحسين (عليه السلام) هو شيء آخر لا يؤطر بإطار وسور كل القضايا، هو لغة ثانية، وهذه النتيجة أثبتتها أكثر من عشرة قرون من الزمن من عالم الأبحاث والدراسات والتحقيقات، ومن مختلف المناهج والمدارس والمنظمات التفكيرية، ومن هنا فإن تلك الظاهرة لها الحق أن تُخضع الدراسات لها لا أنها تخضع للدراسات..
ولذا فإن من لا يرى تلك النتيجة فقد عصب عقله بعصابة عقدة (التعصب) وضيق صدره بحيث لم ير الأصول والقواعد طريقا ومدخلا للنتائج، وهذه أكبر كارثة..
ومن هنا فإن قوافل العشق الحسيني بكل طبقاتها (المتعلمة) وغير (متعلمة) تستحقر هذه الخطابيات التي تشحن بها الصحف والمواقع على شبكة الإنترنت وتراها ساقطة عن الاعتبار العلمي، وتمضي إلى المقصد بكل ما يمكنها من الوفاء لهذا العملاق الذي كان قربانا لعزة هذا الوجود، وضمن هذه القوافل (أنقياء) كابن صرد، و(آيات الله) التي ترى في لغة العشق هذه قمة العقلانية، ولا ترتضي جرح مشاعر الناس والاستسخاف بعقلانيتهم في الإنتماء بلغة لا يقتدر عليها من لا يعيش للوفاء للمبدأ..
اللهم ثبتنا على الطريق الثابت.. |