في رثاء الحاج احمد يوسف مرهون
أيمانا بقضاء الله وقدره
وتسليما بمشيئته وأمره... و احتسابا لثواب الصبر وأجره وتصديقا بحكم قوله...
" فإذا جاء اجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون "
فلله ما أعطى ولله ما أخذ ولكل اجل كتاب.
أعظم امتحان إلى جوهر الإنسان هو كيفية مواجهته لفقد من يحب فكيف إذا كان الممتحن ابنا والفقيد أبا
لك الحمد مهما استطال البلاء.. ومهما استبد الألم.. لك الحمد أن الرزايا عطاء وان المصائب بعض الكرم.
ما كنت أول ابن يفقد والده ولا أكون أخرهم فالموت حق عرفناه ونعرفه كل يوم وكل حين, إن الفقد أليم والمصاب عظيم, و لكننا راضون بما قدره رب العالمين. لا نفزع من الموت ولا نجزع فهو حق عرفناه وصدق عايشناه فكل منا فقد أبا وأخا وابنا أو قريبا أو صديقا وكنا عند كل فقد نتعزى ونطلب السلوان فمن الله علينا بالصبر والنسيان.
جاءت الجموع التي شيعته بعضهم ممن اعرف وبعضهم من لا اعرف جاءوا محزونين معزين. شاهدين على ما كان عليه الوالد من دين وعلم وخلق سمعت ذلك ممن اعرف ومن لا اعرف. فإذا أحب الله عبدا حبب فيه خلقه.
والدنا العزيز.. لو غيبك الموت عنا فنحن لسنا فزعين ولا جزعين لأنك الآن في دار هي الأبقى والأصلح وانك راحل إلى رب كريم رحيم وأنت ملاقيه بصحائف بيضاء نسأل الله ألعلي القدير أن يجعلها في ميزان حسناتك ثقة به, وإيمانا بفضله ورحمته حين اختارك إلي جواره.
وأبشرك يا والدي العزيز بأننا صابرون ومحتسبون وراضون فهذه موعظة لمن يتعظ فإذا اجتمع الصبر والرضا والثناء والحمد فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
وأخيرا أقول
والذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا....
" إنا لله وأنا إليه راجعون "
ابنـك
|