من هو مرشحنا للبرلمان؟
هل منطقتنا جاهزة للانتخابات البرلمانية القادمة؟
ماذا لو قررت المعارضة خوض الانتخابات أو قرر العلماء الدخول على الخط بغض النظر عن رأي الجمعيات السياسية المعارضة ؟
ألا تتفقون معي إن هذا الموضوع مهم جدا ويجب الإعداد والتفكير فيه بصورة جدية, حتى لو قررت المعارضة المقاطعة أو لم يعطى العلماء رأيهم كما حصل عام 2002 م, لا ننسى أنه يوجد المستقلين عن الجمعيات والعلماء, ربما يفكرون في الدخول أو هم عازمون فعلا على خوض الانتخابات ولا ينتظرون رأي أحد.
لذا من المفروض على أهل المنطقة المهتمين التفكير بجدية في الموضوع ويكون لهم دور إيجابي في الاختيار وبالتعاون مع مختلف الانتماءات الدينية والسياسية الموجودة في المنطقة.
إنها دعوة للاهتمام بذلك ولا يضر التفكير والمناقشة في ذلك حتى لو قررنا عدم الدخول.
إن الترشح للبرلمان حق ممنوح لكل شخص ملك المؤهلات لذلك, وكذلك الانتخاب حق للكل.
في الوقت الذي لا نسحب حق الناس في الترشح و الانتخاب, ولكن يجب عدم تركهم بدون توجيه حتى لايسيؤوا الحرية الممنوحة لهم في ذلك.
المفروض على علماء الدين المهتمين لهذا الأمر والمثقفين الواعيين أن يكون لهم دور في توعية الناس حتى لا يتم اختيار شخص غير كفوء.
إننا جميعا مطالبون بالحذر من الدعاية المضللة لكي لا يتم خداعنا, فيجب أن لا نستمع إلى أي طرح مخالف لحقوقنا ويراد منه كسب آراءنا لمصالح شخصية أو حزبية.
إن الموضوع لا يخص منطقتنا لوحدها بل جميع المناطق لأن الموضوع عام وليس طرحه خاص.
يا ترى من هو مرشحنا للبرلمان؟
إنني سوف أسلط الضوء على بعض المميزات التي أرى من المفروض أن يتحلى بها الشخص الذي يود أن يكون عضوا في البرلمان.
أولا: المعرفة:
من المعروف أن البرلمان سلطة تشريعية ورقابية في أي بلد, فلابد للمرشح أن يكون على دراية بدستور البلد للتعرف على القوانين ولا يكون ذلك إلا للشخص الذي له معرفة واسعة في السياسة ومعرفة في فهم قراءة القوانين حتى يتمكن من المناقشة ولا يكون أطرش في الزفة.ولابد أن يكون مقتنعا ومؤمن بما يطرح ويناقش حتى يكون ذا مصداقية.ونقطة مهمة جدا أن تكون له معرفة بتعاليم الإسلام حتى يكون متصديا لأي طرح مخالف للدين وألا سوف يكون مشاركا في قوانين لا تلائم القيم الإسلامية. فالمعرفة الدينية والخلفية السياسية والقانونية مهمة جدا وهي فرصة من الآن لمن أراد أن يدخل المعترك أن يقرأ في الدستور ويطلع في السياسة والاقتصاد والقانون ليس متخصصا ولكن فاهما والتخصص أفضل.
ثانيا: الشجاعة
هي صفة مهمة لأن لها دور كبير للبعد عن الخوف في حالة التصدي لقضايا كبرى في البرلمان, إن العضو مطالب بالإقدام والمبادرة في طرح القضايا, فإذا لا يملك الشجاعة وتتملكه الرهبة في التحدث فلن يستطيع أن يوصل ويناقش ما يريد, فلا بد أن يمتلك الثقة بالنفس وعدم التردد ويمكنه التدرب على ذلك في المنزل أو بين أصدقائه أو مشاهدة الجلسات التي تبث عبر شاشة التلفزيون لبعض الدول وكيف يكون النقاش حادا في بعض القضايا وكيفية مساءلة ومواجهة المسئولين. إذا كنت غير شجاعا من الأفضل لك عد الدخول.
ثالثا: فن إدارة المواقف
ما هو الأفضل لك أن تنتصر في موقف ما أم تحافظ على العلاقة الموجودة؟
تواجه الإنسان يوميا لحظات مواجهة مع الآخرين, بعضها يشتد حتى يتم التصرف بدون تفكير منطقي. هنا يأتي دور حسن التصرف والتعامل الحسن مع مواقف فيها شد ومناقشة حادة, لابد أن تحسن اتخاذ الموقف الصائب. إن التفكير الواضح طريقك لإدارة الموقف فتعلم ذلك وكذلك الهجوم على الآخرين لا يحل المشكلة بل يزيده توترا. إن كثير من القضايا التي تطرح في جلسات البرلمان يصاحبها شد وانفعال وعدم حسن التصرف يخرج الشخص ربما عن موضوع النقاش الأساسي فيؤدي إلى شجار مثل ما نشاهد في جلسات بعض الدول التي تعرض على التلفزيون.
فتعلم فن إدارة الموقف الصائب مع المحافظة على العلاقة.
رابعا: الإعداد والتخطيط
إن التخطيط الجيد لأي عمل يؤدي إلى نتائج مرضية. فأي قضية تود طرها لابد أن تكون معد لها سلفا أعداد جيدا من حيث نوعها وروابطها وفروعها وفوائدها وأضرارها بحيث تكون ملما بجميع ما يرتبط بها فعندما تطرح للنقاش تكون مستعدا لذلك.إن التخطيط يعتبر المهمة الأولى التي تقودك إلى نتائج سليمة متوقعة, وأن التخطيط هو الذي سوف يقودك إلى اختيار أفضل البرامج للوصول إلى الهدف.
خامسا: استشارة المتخصصين ( العمل الجماعي)
قد يكون الشخص له معرفة بكثير من الأمور ولكنه غير متخصص فيها, هنا يأتي دور الاستشارة وفي رأيي لابد استشارة المتخصصين حسب نوعية القضية, لذا لابد للشخص أن يكون له مجموعة من المتخصصين إذا كان مستقلا والشخص المنتمي إلى جمعية سوف يكون سهل عليه ذلك لوجود المتخصصين الجاهزين, إن العمل الفردي لن ينجز له العمل وإن أنجز لن يكون كاملا.إن الشخص مطالب بالتعرف على نقاط القوة والضعف عنده ومن غير استشارة المجموعة كما أتصور لن يتعرف على ذلك, فلا بد من يوجهك إلى ذلك والعمل الفردي لن يستطيع ذلك. فاستعن بالآخرين لإنجاز مهمتك ولن تخسر.
سادسا: قدرات الاتصال الفعالة أو العلاقات ت الحسنة مع الناس
لابد أن تحتفظ بعلاقات واسعة مع مختلف الناس كبارا وصغارا ذكور وإناث متعلمين وغير متعلمين. إنك مطالب بالتحدث إلى الناس المحيطين بك للتعبير عما تريد أن تقوم به من عمل وكذلك مطالب بالاستماع إلى قضايا الناس المختلفة.
إن المسئولية اليوم علينا جميعا أن نبحث عمن يتحدث عنا بصدق وأمانة, وأن لا نترك الأمر لأشخاص يريدون أن يكون في الصف الأول لتحقيق مكاسبهم الشخصية باسمنا, فلنحذر ونختار الأصلح.
هذه ليست كل المميزات طبعا ولكن الذي ذكر يعتبر مهم للشخص الذي يود ترشيح نفسه.إن الانتخابات باقي عليها أقل من سنتين, فالإعداد الجيد لها من الآن يفيدك أيها المرشح سواء كنت تابع إلى جمعية سياسية أو مستقل حتى لو قررت عدم الدخول لن يضرك كسب المعرفة والمهارات بل تستطيع أن تخدم في أي مؤسسة موجودة في منطقتك
أرجو أن تكون معايير الاختيار واضحة ولا تتحكم فيها الصراعات الرخيصة. |