لا يمكن لأي مؤسسة أن تنجح وأن تقوم بدورها المنشود والمطلوب إذا لم يتوافر فيها عنصران رئيسيان لكي تقوم هذه المؤسسة على بناء قوي والعنصرين هما الخبرة والحماس ولا يمكن ان نتجاوزهما إذا ما أردنا التغيير والفاعلية للمؤسسة، فالخبرة تكمن فيمن تمرس بالعمل وعرف جوانب المؤسسة التي عمل من خلالها والحماس ينبع من خلال الدماء الجديدة خصوصا إذا كانت شابة، فالشباب طاقة كبيرة وارادة عظيمة لا بد وأن ننتهزها لانهم –أي الشباب- عصب التغيير والبناء والحيوية في التجديد.
وهنا أذكر لفته واقعية ومفيدة جدا إذا ما أخذ الاعتبار بها، وهي أن أحد المنظمات اللبنانية والتي عرف عنها بتاريخها الطويل جدا كانت مرحلة من مراحلها ضعيفة جدا وعندما تسأل قيادته يعللون ذلك بظروف لبنان السياسية والاحتلال الإسرائيلي لها رغم أن هذه القيادة من الكوادر القوية في التنظيم إلا أن الشباب أعلنوا ثورة على هذه القيادة وانتخبوا قيادة شابه لتسيير أمور التنظيم وهذه القيادة الشابة شكلت لجنة من القيادات السابقة سميت باللجنة الاستشارية ربما تنذر البعض بدخول شباب في قيادة تنظيم بهذه القوة إلا أن الشباب اثبتوا عكس ذلك تماما فالان اصبح تنظيمهم شعلة من النشاط ومن غير أخطاء.
هذه اللفتة سردتها لكي أدخل في موضوع مهم ونحن على أعتاب انتخابات صندوقنا الخيري وقبل أن ادخل في الموضوع أود في هذه الوقفة السريعة أن أتقدم بشكري الجزيل اكل من ساهم في إثراء برامج الصندوق الذي كان باكورة الأعمال الخيرية في البحرين وهذا بفضل أبناء المنطقة لا سيما الشهيد السيد احمد الغريفي رحمه الله تعالى وانتقادي نابع من حبي لمنطقتي وصندوقها الخيري.
إن وجود الصندوق أمر لا يمكن الاستغناء عنه أبدا والأمر الأهم هو أن يكون الصندوق فاعل وإلا فلنغلقه ونترحم عليه، ولا يمكن ان يكون الصندوق مؤسسه مهمة وفاعله الا إذا توافر فيها العنصران الذي بدأنا بهما المقال ( الخبرة والحماس) فعلى هذا الأساس انا ادعوا القائمين على الصندوق أن يضعوا هاذين العنصران محل أهمية في الدورة القادمة وذلك بإشراك الشباب وحثهم لدخول إدارة الصندوق ليشعلوا الحماس والنشاط فيه وأن تتنازل الوجوه القديمة أن صح التعبير للشباب بتحمل المسؤولية.
عندما نتكلم عن أداء الحكومة نربط ضعفها بالحرس القديم الموجود فيها وأنا هنا لا أربط أو أقارن بوجوه الحرس القديم ووجوه بعض إدارة الصندوق فهم أجل وأكرم ولكن وجه المقارنة هو لو أن الحرس القديم تنحى لكان أداء الحكومة أفضل ولو تغيرت الوجوه القديمة في الصندوق سيكون الحماس والتطوير في اعتقادي اكثر.
أثمن إخلاص كل الوجوه التي دخلت الصندوق ولكن نريد أن نرى إدارة بدماء جديدة من أجل عطاء أفضل وحماس أقوى امنحوا الشباب فرصه فلدينا طاقات شبابية كبيرة أنا واثق انها ستثبت جدارتها ولا اعني اننا نستغني بمن يملكون الخبرة ولكن يتم تشكيل لجنة استشارية من الإدارة السابقة على ان لا تكون قراراتها ملزمة فنصطدم بما اصطدم به البرلمان.
يجب أن نكون أكثر صراحة وأن لا نجامل بعضنا على حساب الصندوق والمنطقة، لست مقتنعا بمن يقول أنه متمسك بدخول ادارة الصندوق لعدم وجود من يرشح نفسه من الشباب وإذا كان هذا الكلام صحيح لماذا لم يتم البحث عن الكوادر الشبابية ويتم إعدادهم لدخول الصندوق أم أن بعض وجوه الإداريين في الصندوق كتب عليها غير قابلة للتغيير. |