المنطقة بحاجة إلى كوادر مؤهلة
بقلم: سيد علي الموسوي
إن المعارف الإدارية اليوم, لها دور كبير في عملية التغيير الاجتماعي, وأضحت مطلب أساسي عند فئة واسعة من المهتمين العاملين.
لكي تثبت أي مؤسسة- المقصود بالمؤسسة هنا مؤسسات المجتمع المدني سواء كان مركز اجتماعي أو جمعية سياسية أو تعاونية أو نادي...الخ - أنها دائما في الخطوط الأمامية, لابد أن تتوفر عندها أفراد متقدمين في كافة المجالات. إن أي مؤسسة فاعلة بحاجة إلى عمل الكثير من البحوث والتقارير التي تساعدها إلى إيجاد الحلول المناسبة لكثير من القضايا, فهي بحاجة إلى الكاتب والطبيب والمهندس والسياسي والاقتصادي والمدرس وعالم الدين....الخ وليست كل مؤسسة بحاجة إلى هؤلاء جميعا إنما تكمن حاجتها حسب نوعية النشاط الذي تمارسه وحسب حاجة المجتمع إلى ذلك.
لا يمكن لأي مؤسسة أن تكون ناجحة إلا إذا كانت لها إدارة نشطة فعالة تؤمن بالعمل المؤسساتي وبقوانين تساعد على رقي المجتمع.
السؤال هنا كيف نحصل على الأفراد الفاعلين لإدارة المؤسسات؟
لا يوجد هكذا أشخاصا عفويا لإدارة هذه النوعية من المؤسسات إلا إذا حصل هذا الشخص على التدريب المناسب, سواء سعى بنفسه لاكتساب المهارات القيادية بالانخراط في مراكز التدريب المعدة لذلك أو من خلال اهتمام المؤسسات بالجانب التدريبي لأفرادها فتنشى مركزا للتدريب تابعا لها وتهيئ له كل الإمكانيات المطلوبة أو ترسل أفرادها إلى مراكز التدريب المخصصة لذلك.
لقد دعا الأخ على مجيد السكري في مقالته (( من أجل النعيم )) أبناء المنطقة إلى الانخراط في مؤسسات المنطقة وكذلك دعا إلى إنشاء لجنة باسم تنمية الموارد البشرية
وأنا هنا أضم صوتي إلى دعوته وأدعو مركز شباب النعيم أن يتصدر هذه المهمة وينشى لجنة باسم لجنة التدريب, لأن منطقتنا في حاجة ماسة إلى أفراد مؤهلين ليكملوا مسيرة العمل ويتحملوا إدارة المؤسسات الموجودة في الوقت الحاضر لضمان استمرارها في المستقبل, وألا سوف تبقى نفس الوجوه العاملة لسنوات طويلة هي المهيمنة وذلك لقلة المتطوعين المؤهلين ولا ننسى هنا أن نشكر جميع الأخوة الإداريين الحاليين والسابقين سواء في مركز شباب النعيم أو الصندوق الخيري أو المآتم لأنهم أسسوا وأداروا العمل بنجاح ولكن يجب أن يفكروا كيف يمكن أن تتقدم هذه المؤسسات لأن العبرة في الاستمرارية ولا يمكن الاستمرار بدون تطور المؤسسة, لذا لابد من وجود أفراد مؤهلين للمرحلة الحالية بجانب الموجودين والمستقبلية. هنا تأتي مهمة التدريب لأن المنطقة بحاجة الى تخريج أفراد ليكملوا المسيرة الثقافية والاجتماعية والدينية والرياضية.
لقد كان برنامج فن القيادة الذي تم طرحه مؤخرا يركز على هذا الجانب المهم ولكن لم يعطى حقه من الدراسة.
ولا ننسى أن نشير هنا إلى نوعية البرامج التي سوف تطرح عدم مخالفتها لتعاليم الإسلام. ذلك كوننا مجتمع إسلامي ونؤمن بحا كمية التعاليم الإسلامية.ولابد أن تكون المعارف الإدارية تسير في خط واحد مع تعاليم الشريعة ولا يحدث انفصام بينهما ليخدم كل منهما الآخر لكي يحدث التقدم, وتأتي نقطة مهمة جدا هنا وهي أن الإداري الناجح من المفروض منه أن يكون ملما بتعاليم الشريعة مثلما تمكن من الإلمام بما يرتبط بواقع الحياة وذلك عندما يحكم الشخص على موضوع ما أو مادة ما يكون بفهم ودارية وليس بـ.. سمعت يقولون!
يقول السيد محمد تقي المدرسي في كتابه القيادة السياسية في المجتمع الاسلامي ص 82 (إن الله سبحانه وتعالى أودع في الإنسان العقل ليفهم به الحقائق, وأعطاه القرآن ليقرأه وليتدبر فيه ويستخرج منه المنهج الرباني للحياة, ثم ينظر هل إن هذا المنهج أو ذاك يتناسب مع آيات الذكر أم لا)
لو فكر كل واحد منا في نفسه والقدرات التي يمتلكها لاكتشف أنه قادر على فعل شيء مفيد له ريادة في المجتمع, ولكن ربما تنقصه الإستراتيجية للقيام بذلك فيأتي دور المهارات التي يجب أن يصقل بها قدراته وحسب ظني بدون أخذ دورات لأجل ذلك سوف تظل هذه القدرات مكبوتة بدون فاعلية.
من أجل ضمان استمرارية المؤسسات وتطورها إلى الأفضل في المنطقة يجب أن توجد كوادر مؤهلة قادرة على صنع القرار.
إننا مطالبون بإيجاد كوادر مخلصة وجديرة بتحمل المسئولية لقيادة مؤسساتنا حتى لا يصل إلى موقع القرار أناس غير مؤهلين وغير جديرين لمركز القرار.
|