لا يوجد إنسان على هذه الأرض والإ ويفكر أن يعيش حياة هانئة بعيدا عن المنغصات. لكي يعيش وفق ما يريد لابد أن توجد سياسات وقوانين ونظم تهيئ له سبل الحياة الهانئة.
بسبب السياسة الاقتصادية الوضعية وما صاحبها من قوانين مزاجية يتحكم فيها أفراد غلَبوا مصالحهم الشخصية, نتج عن ذلك قوافل من الفقراء في بلد ينعم غير أهله بخيراته ويبقى أهله يتسول لقمته.
إن الحكام لما ابتعدوا عن الحلول القرآنية التى تتمثل في تحقيق العدالة الإجتماعية بين الناس لحل مشكلة الفقر التي أصبحت وقودا مستمرا ينفجر بين لحظة وأخرى حسب نوعيته, وتشبثهم بقوانين أرضية سببت للشعب ويلات لم يستطيعوا رغم جهودهم الغير جادة لحلها ولن...
قال تعالى في سورة طه (( ومن أعرض عن ذكري فأن له معيشة ضنكا)).
لقد عقدت مؤخرا مؤتمرات وندوات وكانت صريحة في طرحها للمشكلة والحلول التي تم طرحها لعدم تفاقم ماهو موجود, وضَحت إن السياسة الخاطئة التي طبقت طوال السنين ولا زالت مستمرة هي التي أوجدت الفقر والحياة الضنكا وأصبح معدل البطالة مرتفعا بالنسبة لعدد السكان ولا توجد مساكن لائقة لكثير من أبناء الشعب وأصبح أكثر أبناء البلد مديونا ليسد رمقه, إن ذلك حصل نتيجة القائمين على وضع القوانين وتنفيذها اهتموا بأنفسهم فترى الفرق واضحا بين المتخمين وبين عامة الشعب المحروم.رغم ذلك تخرج علينا تصريحات بين فترة واخرى تشيد بالسياسة الحكيمة التي أوصلت البلد إلى مقام رفيع.. نعم رفيع في الفقر ومعدلات البطالة - ولا نفهم غير ذلك- والحقائق هي التي تثبت ذلك حتى إن قطاعات كثيرة بدأت تشتكي من السياسة المقيدة مثل قطاع الزراعة والتجارة والصناعة وغيرهم من الذين لهم علاقة بتنفيذ هذه القوانين.
إن رجال الإدارة العليا في كل مكان يتقاسمون الأرباح الحاصلة من الإنتاج, فمن الطبيعي أن ينتج ذلك زيادة مستمرة في طبقات ما تحت الفقر وتركيز الثروة في أيدى طبقة أخرى.
يقول السيد الشيرازي في كتابه فقه العولمة ص 351 (( إن من حق الإنسان أن يتخلص من الفقر ويتنعم بما أنعم الله تعالى عليه في الحياة ويعيش وسط مجتمع متوازن لا مجتمع طبقي متضارب وفي أجواء سليمة يسودها العدل والقسط لا أجواء سقيمة يتراقص فيها شبح الظلم والجور)).
إن أي دعوة في الوقت الحاضر لحل هذه المشكلة الاقتصادية يجب أن تقوم على التوازن بين دخل البلد ومستويات المعيشة وآلا سوف ندور حول نفس الدائرة.
لابد أن يبدى الحكم اهتمامه بالفقراء كما أوصى النبي محمد (ص) بذلك حيث يقول في هذا الصدد موجها كلامه إلى ولاته(( وتفقد حاجات مساكين الناس وفقرائهم ممن لا يصل إليك حاجته)) وجميع الحكام الموجودين امتثلوا لكلام النبي, والدليل العيشة الهنيئة لجميع الشعوب أليس كذلك...!
تصدرت مشكلة الفقر اليوم جميع المشكلات الموجودة في البلاد وذلك خوفا على المستقبل.. مستقبل من؟
يقر علماء الاجتماع في بحوثهم أن النقمة متزايدة ضد الحكام لماذا؟
لأنهم انفردوا في الحكم حتى أصبح ملكا ومنعوا الحريات وسحقوا الشعوب بقوانين وضعية ظالمة أوجدت الكثير من المشاكل التي لم يستطع هؤلاء الحكام حلها لان من وضع لهم القوانين المجحفة التي أوصلت الشعوب إلى الفقر لم يضع لهم الحل ولهذا لا يوجد حاكم اليوم اتبع أسلوب الضغط والتمييز إلا وشعبه يتمنى زواله.
إذا أراد الحكم أن يوجد الحلول المناسبة لابد أولاً أن ينفتح سياسيا ويبتعد عن القوانين المقيدة لجميع الحريات التي كفلها الإسلام, لأن السياسة المنفتحة هي التي سوف توجد سياسة اقتصادية سليمة توزع فيها الثروة بين جميع الطبقات بالعدل ولا يكون ذلك إلا بالرجوع إلى الاقتصاد الإسلامي لأن حلول القران كفيلة بمعالجة أي مشكلة وليس الفقر وحده, يمكن لجميع الاقتصاديين أن يرجعوا إلى تاريخ الرسول (ص) ويستفيدوا منه فقد كان حاكما عادلا للدولة الإسلامية ولم يذكر التاريخ إن في فترة حكم الرسول أن حدثت فوضى نظامية كما هو حاصل الآن, ونحن لا ننكر أن المجتمع السابق مختلف عن الحاضر, وكذلك توجد كثير من القوانين الحديثة التي لا تتعارض مع قوانين الإسلام ,ولكن الذي حصل طبقت القوانين التي تقيد حركة الناس في كل المجالات ونسيت النظم التي تكفل لهم الحياة الآمنة ولهذا عشنا حياة ضنكا.