قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
مقالاتالشيخ أحمد علي أبوعلي
 
الوصايا الاربعون فى اسرار الحج
شبكة النعيم الثقافية - 2010/10/30 - [الزيارات : 7723]

 

الوصايا الاربعون فى اسرار الحج.. للشيخ الكاظمي


احبتي ونحن مقبلين على موسم الحج وعلى صرحاً من صروح الاسلام الشامخة و الاهم هو ركن من اركان الاسلام …احببت أن لا اضيع بعض وصايا سماحة المربي الشيخ حبيب الكاظمي دام عزه التي اوصى ان تنشر وتوزع على كل من يريد الحج او يتعرف على اسرار الحج وقد عبر عنها بالوصايا الاربعون في اسرار الحج
-1 ان الحج عملية قصدية ، اذ ان الحج لغة ً هو بمعنى القصد .. والذي ليس له قصد واع ٍ للوصول الى درجة من درجات القرب الى المولى تعالى ، فلا يعد حاجا قاصدا .. فان قصد البيت شئ ، وقصد صاحب البيت شئ اخر.. والفرق بينهما كالفرق بين عالم المادة والمعنى ، فهل تصورت الفرق بينهما ؟!.. وليعلم ان اغلب الحجاج لايرجعون الا بزيارة البيت ، ولم يتعرفوا على صاحب البيت ابدا ، والدليل على ذلك رجوعهم من الحج بلا زيادة في المعرفة ، تلك المعرفة التي توصلهم الى ملكوت هذه الاية :{ الم يعلم بأن الله يرى }.

- 2 على الحاج ان يلتفت في جميع المواطن ان حجه يتزامن مع حج صاحب الامر (ع) الذي هو امير للحاج في كل موسم .. فعليه بالاكثار من الدعاء بتعجيل الفرج ، وخاصة في مواطن الاستجابة : كالحطيم ، والمستجار ، وتحت الميزاب ، وخلف المقام ، وعلى الصفا ، وفي موقف عرفة ، وفي ساعات رقة القلب .. فهنيئا لمن رأه مولاه داعيا له بحرقة وحنين ، ولك ان تتصور ماهي عاقبة العبد الذي استجيب في حقه دعوة مولاه بين يدي رب العالمين ، وهو في موسم استجابة الدعوات ؟!

-3 في الحج ولاية وبراءة ، ولا يكتمل احدهما الا بالاخر .. اليس في شهادة التهليل شق براءة متمثلة بـ(لا اله) وشق ولاية متمثلة بـ( الا الله) ؟.. وحتى حجارة الحرم فيها الشقان بصفتيهما.. فنقبل الحجر الاسود تارة اظهارا للولاية .. ونرمي بحجارة الحرم عند الجمرات اظهارا للبراءة تارة أخرى ؟!.

- 4ان الاغتسال عملية رمزية ليقول العبد بلسان حاله : يارب!.. طهرت ظاهري بما امكن من الماء القراح ، فطهر باطني بماء التوبة الخالصة مصداقا لقولك : { ثم تاب عليهم ليتوبوا } اذ ان توبة عبدك بين توبتين منك !! .. ومن الملفت حقا ان العبد مأمور في الحج باغسال عديدة منها : عند الاحرام والميقات ، ودخول الحرم ، ودخول المسجد الحرام .. وكأنه يريد بذلك ان يجدد توبة بعد توبة ، ليلتقي اخيرا بمحبوبه خاليا من كل درن .

- 5عندما تلبي في الميقات مرة او اكثر من مرة ، حاول ان تتذكر كم من المرات قلت لبيك للعباد : الصالحين منهم وغير الصالحين !!.. اولا يكفي هذا التذكر ان تلبي في الميقات وانت خجل من كيفية تلبيتك لله رب العالمين ؟!.. فلطالما لبيت نداء الاخرين بكل طواعية واخلاص ، وها انت تلبي فى الميقات حريصا على اداء مخارج الحروف فحسب ، من دون التفات الى جوهر التلبية !.. فعلى العبد ان يخشى من ان ياتيه النداء عند التلبية من قبل الرب المتعال قائلا : لا لبيك ولا سعديك!!.. وهذا الذي كان يجري به مدامع المعصومين (ع) عندما كانوا يقفون في الميقات ملبين برهبة ووجل .

- 6هنالك تناسب ملفت بين المواطن الاربعة التي يخير فيها المصلي بين القصر والتمام وهي : مكة مركز ( التوحيد والالوهية ) ، والمدينه مركز ( النبوة )، والكوفة مركز( الولاية ) ، وكربلاء مركز ( الشهادة ).

- 7ان مكة ليست نقطة جغرافية فحسب بل هي تاريخ مطوي بكل آلامه وافراحه .. فلنتذكر ان هذا المكان هو محل المشروع الالهي الذي كان بانيه ابراهيم الخليل (ع) ، ومساعده اسماعيل الذبيح (ع) ، وامام مسجده النبي الاكرم (ص) ، ومحطم اصنامه علي (ع) .. وتذكر انه ما من موضع انملة الا وعليه موضع قدم نبي او وصي او ولي .

- 8كم من الشبه بين ثوب الاحرام الابيض ، وبين الثوب الذي يلف به الطفل الوليد ، وبين الثوب الذي يكفن به الميت الطريح .. وعليه فان موقفك فى الميقات موقف بين الولادة والموت ، وقديما قالوا : قم واغتنم الفرصة بين العدمين!! .

- 9في الميقات يتجرد الانسان عن كل المظاهر التي اكسبته وجاهة صورية لا واقع لها الا الوهم والخيال ، وذلك من اشكال الزينة في المظهر ، والملبس .. اوليس من الحري بالحاج ان يتجرد بموازاة ذلك عن كل اشكال الوهم والخيال الفاسد في الباطن كالخيلاء والعجب والرياء ، والذي لا يعلمه الا الله تعالى ، وكذلك العبد الذي جعله الله تعالى بصيرا على نفسه ولو القى معاذيره .

- 10ان تروك الاحرام تعليم للعبد على مخالفة هوى نفسه ، وماهو المألوف في حياته كـ : التطيب ، والتدهين ، والاستمتاع بالنساء ، والتوقي من حرارة الشمس ، ودفع هوام البدن وغير ذلك .. ومن المعلوم ان الطريق الى الله عزوجل لايسلكه العبد الا بمخالفة مقتضيات طبعه ، والخروج عن مالوف عامة الخلق ..

- 11ان من مصاديق الفرار الى الله تعالى فى قوله تعالى : { ففروا الى الله} هى الحركة الباطنية اليه ، ولكن الحج حركة ظاهرية للفرار ايضا .. فاذا دخلت المسجد الحرام فتصور نفسك انك عبد آبق ارتمى في احضان مولاه داخل بيته ، وخاصة عند الدخول الاول ، وخاصة في الحجة الاولى فانها مشاعر لا تتكرر في اي بقعه من بقاع الارض .. و على الحاج ان يعيش مشاعر متنوعه عندما يدخل المسجد الحرام .. منها : الاحساس بان هذا بيت ربه الودود ، ومنها انه بيت ابيه ، اذ جعل القران الكريم ابراهيم ابا لهذه الامة ، حيث قال تعالى : {ملة ابيكم ابراهيم } ، ومنها انه بيت الامن والامان حيث قال تعالى :{ ومن دخله كان امنا} ، ومنها انه بيت الحرية حيث انه البيت العتيق ، ومنها انه بيت البركة حيث قال تعالى : { ببكة مباركا }

- 12من المعروف - وان لم يكن من الماثور - ان للحاج في الحجة الاولى دعوات مستجابه .. وهذا الامر ليس بغريب اذا ان للضيف في اول ساعات الضيافة اكرام خاص لا يتكرر في الزيارات المقبله ، اذ ان عدم قيامه بلوازم الادب في بيت المضيف في السفرات السابقه ، قد يحرمه بعض العطاء في الزيارات اللاحقة .. بينما الضيف في زيارته الاولى لم يرتكب اي تقصير في هذا المجال .

- 13على الحاج ان ينظر الى من حوله من حجاج بيت الله الحرام على انهم ضيوف رب العالمين ، والله تعالى سريع الانتقام لمن يخل بحقوق ضيوفه مهما كانت عناوينهم السابقة من حيث المعصية .. إذ أن الحاج عندما يأتي للبيت العتيق يتجرد عن كل سوابقه ، ليكتسب حصانة في تلك الديار الامنة.. فلا تنظر الى الحاج بمنظار الصداقة والقرابة ، وانما بمنظار الوفادة على الله تعالى.

- 14إن الهدية سنة حسنة لو التزم بها وفاد بيته الحرام .. ولكن ليحذر الحاج من الاسراف والتبذير ، والمباهاة ، في هذا المجال .. ولا ينبغي ان تكون هذه السنة المحبوبة لمولاه ، شاغلة له عن وظائف العبودية في تلك اللحظات الحاسمة .. وكم من القبيح ان يشتغل العبد بذلك ، والمنادي ينادي ( حي على الفلاح ) وهو في بلد الصلاح والفلاح !!.

- 15ان فى الحج تخليدا لذكرى من بذلوا شيئا او تحملوا شيئا في سبيل الله تعالى ، فها هي امة غريبة مجهولة القدر ، تحملت السكنى بواد غير ذي ذرع ، امتثالا لامر ولي امر زمانها ، المتمثل بابراهيم الخليل (ع) ، واذا برب العالمين ، يعوضها في الدنيا قبل الاخرة ، من انواع التكريم ما لا يخطر ببال بشر!.. والحاج يهرول حيث هرولت ، ويشرب من الماء حيث زمت ، ويتحاشى الطواف على قبرها ، وكأنه جعل جزءا للبيت العتيق.

- 16لو ارادت جهة من جهات الارض ان تجمع هذا الجمع الغفير في تلك البقاع ، التي ليست فيها اغراءات الطبيعة الخلابة ، والمياه الجارية ، والنسمات العطرة لما استطاعت ، ولو بذلت ما بذلت !! .. ولكن نداء من ابراهيم الخليل (ع) قبل الآف الاعوام ، جذبت هذه الجموع من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ، وليطوفوا بالبيت العتيق.. اليس هذا مصداقا من مصاديق مباركة المولى جل وعلا في دعوة من يحب ؟!..

- 17إن الحاج ممنوع من حمل السلاح في حال الاحرام ، لئلا يكون وجوده وجودا مهيبا باعثا على الذعر والخوف .. ولكن البعض قد لا يحمل السلاح لا في الحج ولا في الوطن ، ولكنه يبعث الذعر في النفوس - وخاصة في المستضعفين حوله من الاهل والولد - بتقاسيم وجهه ، ونبرات صوته ، والحال ان المسلم ، من سلم المسلمون من يده ولسانه.

- 18كما ان المال منه رزق مقدر من الله تعالى كعطاء خاص منه ، ومنه مال ممنوح للعبد على حسب مقتضيات قواعد الكسب والتحصيل، وكذلك الحج : فمنه حج عطائي بدعوة خاصة من مالك المالك ، ومنه حج يتحقق ببذل شيء من المال لاصحاب قوافل الحج ، من دون ان يكون هناك نظرة خاصة لصاحب تلك الديار اليه !!.

- 19ما اجمل هذا التعريف للحج من فقيه من فقهاء الامامية ، وهو صاحب جواهر الكلام ، حيث يقول عن الحج انه : ( رياضة نفسانية , وطاعة مالية ، وعبادة بدنية ، قولية وفعلية ، وجودية وعدمية ).. ومن الممكن لكل حاج ان يتأمل في الحج ، ليكتشف تعريفا جديدا للحج ، لم يخطر ببال احد ، فللحج اسرار تفتح على القلوب الملتفتة المتعطشة للحقائق .

- 20من التعابير الرائعة عن الحج ما ورد عن علي عليه السلام كما في نهج البلاغة : ( يألهون اليه ولوه الحمام ) ، أرأيت اسراب الحمام الظامئة وهي تحط بجانب الغدير ؟.. فكم يكون حرصها على التزود منها قبل ان تطير الى القاحل من البقاع ؟.. فعلى الحاج ان يرى نفسه كمثل هذا الحمام الذي ساقه العطش الى غدير الحرمين الشريفين ، ليرجع بزاد العام كله ، فهل كل الحجاج كذلك ؟..

- 21ان من ثمار الحج الكبرى ان يعود الانسان من الحج بحالة من السكينة والطمأنينة تبقى معه بعد رجوعه من الحج ، وهذه علامة من علامات تميز حجه .. فكما انه بذكر الله تطمئن القلوب ، فكذلك بالحج تسكن القلوب كما روي عن الامام الباقر (ع) حيث قال : ( الحج تسكين القلوب) البحار ج 75 ص 183.

- 22يبلغ الاكرام الالهي مداه في موسم الحج عندما يقف الانسان بعرفة ، مقرا بالذنوب بين يدي ربه وحينها تغمره الرحمة بحيث يرجع من ذلك الوادي ولا ذنب له .. والملفت في هذا المجال- كما تدل عليه الروايات- ان الذي يشك في المغفرة فقد وقع في الخطيئة ، لانه استخف برحمة مولاه الذي لايعقل الرجوع من فنائه بالخيبة والخذلان .. ومن هنا لزم على الحاج ان يتفنن في الدعاء في ذلك الموقف العظيم الذي لا نسك ولا عمل فيه سوى الدعاء والالتجاء .

- 23ان الله تعالى آلى على نفسه ان يكرم زوار بيته الحرام حتى فى مجال التعويض المادي في الدنيا ، مقابل الدريهمات التي ينفقها في كسب الاجر المخلد الذي لاحساب له .. ومن هنا تعددت الروايات في ان الحج من موجبات الاستغناء ونفي الفقر ، مثل هذه النصوص المباركة : ( حجوا تستغنوا ) و ( تتسع ارزاقكم ) و ( الحج ينفي الفقر ) .

- 24ان بعض بركات الحج مما لا تتجلى الا في الحياة الاخرة ، ولو علم الناس بها في الحياة الدنيا لاتوا البيت ولو حبوا على الثلوج ، وزحفا على الركب .. الا يكفي في هذا المجال هذا الحديث الوارد في مستدرك الوسائل في جواب موسى (ع) حينما سال الله تعالى عن ثواب من حج هذا البيت بنية صادقة ونفقة طيبة ؟!.. فقال تعالى : ( اجعله في الرفيق الاعلى مع النبييين والصديقين والشهداء والصالحين ) الوسائل ج 8 ص 102 .. اوهل هنالك جزاء فوق هذا الجزاء ؟!.

- 25هنالك الكثيرون ممن يمكنهم الحج الواجب وكذلك المستحب ، ولكنهم يبذرون اموالهم في ما لايحل ولا يجمل .. ولو ادخروا شيئا من اموالهم لهذا السفر العظيم ، لاستطاع الكثيرون التمتع ببركات هذه السفر الالهي .. فيقول الصادق(ع) : ( ان استطعت ان تأكل الخبز والملح ، وتحج في كل سنة فافعل ) الوافي ج 4 ص 280.

- 26ليس الحاج هو المستفيد الوحيد من زيارته لبيت الرب ، بل ان كل منتسب اليه تشملههذه الرحمة الغامرة .. وقد ورد عن الصادق (ع) : ( ان الحاج ليشفع في ولده واهله وجيرانه ) المستدرك ج 2 ص 10 .. فاذا كان هذا عطاء الله تعالى بالنسبة للمقربين اليه فكيف بالعطاء لنفسه ؟

- 27تدل بعض الروايات على ان الحاج يعيش اجواء الحج وبركاته حتى بعد عودته من الحج ، اذ عليه نور الحج ما لم يلم بذنب .. وقد ورد في خبر طريف انه : ( لايزال العبد في حد الطواف بالكعبة مادام حلق الراس عليه) بمعنى انه يعد طائفا مادام الشعر قد نبت على راسه بعد الحلق في منى .

- 28لابد من الدقة ومراعاة الاحتياط في بذل المال الذي يكون عوضا في سفر الحج ، فان الله تعالى لا يقبل الا ماكان اصله من الطيب لا من السحت .. فان الدين الالهى مجموع متكامل ، فلاقيمة لعمل من يؤمن ببعض ويكفر ببعض .. وقد ورد في الخبر : ( اذا حججت بمال اصله سحت ، فما حججت ولكن حجت البعير) محاسن البرقي .. وفي خبر اخر عن الامام الباقر (ع) : (لا يقبل الله عزوجل حجا ولا عمرة من مال حرام ) البحار ج 99 ص 120.

- 29ان اخلاص النية في العمل من مقومات القبول في فروع الدين جميعها .. اذ كيف يزكي رب العالمين مالم يقصد وجهه الكريم ؟.. اوليس من الخسران ان يشد احدهم الرحال الى ذلك البيت العتيق متجشما عناء الطريق ، ليفوز بمتاع رخيص من متاع الحياة الدنيا ؟!.. فقد روي عن السجاد (ع) انه قال: ( من حج يريد به وجه الله ، لايريد به رياءا ولا سمعه غفر الله له البته ) الوافي ج 2 ص 47 .. ولكن ما اصعب مقياس القبول حيث فسر بأنه ( العمل الخالص الذي لاتريد ان يحمدك عليه احد الا الله عزوجل ) .. وما اصعبه من مقياس !!.

- 30من التوفيقات في الحج ان يكون الانسان في خدمة اخوانه من حجاج بيته الحرام .. وقد كان ائمة الهدى (ع) يخفون انفسهم بين الحجاج لئلا يحرموا مثل هذا التوفيق .. وقد روي عن النبي (ص) : (سيد القوم خادمهم في السفر) البحار ج76 ص 273.. ولا شك ان اي حركة في هذا السفر انما هى مرتبطة بشأن من شؤون صاحب البيت ، فلا ينبغي الاستخفاف باي طاعه فلعلها هي المنجيه ، اوذلك لان المقصود اكرم الاكرمين .. وقد ورد عن الصادق (ع) التأكيد على تمريض ذلك الحاج المريض الذي كان مع الراوي في المدينه قائلا : ( قعودك عنده افضل من صلاتك في المسجد ) فروع الكافي ج4 ص 545 .

- 31ان الحاج مطالب بالبذل وسعة الانفاق سواءا على نفسه او على غيره ، مادام كل ذلك يصب في كسب السعادة الابدية التي لاتقدر بثمن .. فقد ورد عن الصادق (ع) :( درهم في الحج افضل من الفي الف فيما سوى ذلك في سبيل الله ) .. كماورد ان : الله تعالى يبغض الاسراف الا في الحج والعمره .

- 32من الممكن لمن لم يوفق لحج بيت ربه ، ان يعوض ذلك من خلال خدمة ذوي الحاج وخصوصا اذا كانوا ممن يحتاجون لمثل هذه الرعاية في غياب ولي امرهم .. وقد ورد عن الامام السجاد انه قال : (من خلف حاجا في اهله وماله كان له كأجره) سفينة البحار .

- 33ان واقع الحج لا يبدا من الميقات ، وانما يبدأ من اللحظة الاولى من الخروج من المنزل .. فليحاول الحاج ان يجعل الحج هى الفترة الزمنية المحدودة بين خروجه من المنزل والعودة اليه .. فلابد من ان يكون مراقبا لنفسه في تمام هذه الفترة ، والا فان الخاسر هو الذي يحاول التوجه الى ربه في الحرمين الشريفين فحسب ، ناسيا بان توفيق التوجه هناك ، انما هى ثمرة لمجموع المجاهدة والذكر المستمر : خفيه وجليه .

- 34ان الوسوسه والمبالغة في اتقان ظاهر الحج زيادة عما امر به المشرع المقدس ، قد يسلب الانسان جوهر العباده .. ومن هنا قد يطوف مراعيا لاحكام الموازاة للكعبة وغير ذلك من الاحكام ، قاصرا نظره على ذلك ، ومن دون ان يعيش ادنى المشاعر العرفانيةالتي تعيشها الملائكة التي تطوف حول ذلك البيت المنصوب في العرش ، والذي يوازي هذه الكعبه الارضية .

- 35ان الحجر الاسود يمين الله في ارضه ، فلابد من استحضار معنى المعاهدة مع رب العالمين ، والبناء على عدم الاخلال بذلك حتى اخر العمر ، وذلك عندما نصل الى تلك النقطة بدلا من مدافعة الحجاج والهجوم اللاواعي عليها .. وقد كان الصادق (ع) يعفي نفسه من ملامسة الحجر معللا ذلك وهو يشير الى جده المصطفى (ص) : انه كان يفرج له وانا لا يفرج لي !!.

- 36اننا لا نعلم ماهو هذا السر في عدد السبع المتكرر في الطواف والسعي ورمي الجمرات .. ولعل هنلك تناسبا بينها وبين السماوات السبع والارضين السبع ، فعالم التشريع وعالم التكوين مترابطان اذ ان صاحبهما هو الحكيم المتعال .. والحج مجموعه من الاسرار لا نعرف كنهها ومن هناك كان الحج درسا بليغا فى التعبد بين يدى المولى الذى بيده نواصى الخلق طرا .

- 37الطواف درس بليغ من دروس الحياة ففيه : حركة دائبة ، وفيه اتجاه ثابت ، وفيه مساحة محددة ، وفيه محورية حول نقطة واحدة ، وفيه معايشة ومعاشرة للخلق ، وفيه ابتداء وانتهاء ، وفيه صلاة متعقبة ، وفيه طهارة للثوب ، وفيه عدد لاينبغي تجاوزه ، وفيه شكوك مبطلة ، وفيه منع للزيادة والنقيصة ، وفيه اشتراط للطهارة من الحدث والخبث .. كل ذلك عناصر لابد من تواجدها في حركتنا في الحياة: سواءا في تعاملنا مع الناس او مع الله رب العالمين .

- 38ان التأكيد على عنصر الامامة واتباع حماة لواء التوحيد، لايكاد يفرغ منه موقف من مواقف الحج .. فان الحاج بعد الطواف مأمور بأن يتخذ من مقام ابراهيم (ع) مصلى .. بمعنى انه مامور - وهو يريد مناجاة الرب - بان يقف في ذلك الموقف الذي وقف فيه بطل التوحيد ، متحديا طواغيت زمانه .. فالصلاة المقبوله هي ماكانت على موقع الامامة والولاية .

- 39كما ان ابراهيم الخليل (ع) امر بتطهير البيت الحرام من الاصنام الظاهرية ، فاننا مامورون ايضا بتحطيم الاصنام الباطنية التي نتوجه اليها في الخفاء وان لم نعلن عبادتنا لها في الجلاء ، الا وهي الشهوات التي زينت لنا والتي ذكرها القران بأصنافها وانواعها .. فلنتأمل في هذه المقولة لامامنا الصادق (ع) التي تفتح لك افاقا من المعرفة وهي : ( القلب حرم الله فلاتسكن حرم الله غير الله) بحار الانوار ج 67 ص 25.

- 40ان من الجفاء ان لايقوم الحاج بزيارة حبيبه المصطفى (ص) وذريته الطاهرة وعمه سيد الشهداء (عليهم السلام ) مراعيا لاداب الزيارة كما هو حقها : استذكارا لحياتهم عند الله تعالى ، ومرزوقيتهم من عطاء الله تعالى ، وكرامتهم في قبول شفاعتهم عند الله تعالى ، والبناء على اثبات الصدق في محبتهم وذلك في الاجتهاد في طاعة الله تعالى .. وقد ورد عن النبي انه قال : ( من زارني حيا وميتا كنت له شفيعا يوم القيامة ) البحار ج 97 ص .. 139 .. كما روي عن علي (ع) : واتموا برسول الله حجكم ، اذا خرجتم الى بيت الله .
في الختام نسأل الله ان يكتبنا و أياكم من حجاج بيته الحرام في عامنا هذا و في كل عام
نسألكم الدعاء

 

طباعة : نشر:
 
يرجى كتابة التعليق هنا
الاسم
المدينة
التعليق
من
رمز التأكيد Security Image
 
جميع الحقوق محفوظة لشبكة النعيم الثقافية © 2003 - 2024م