قال الحق تبارك وتعالى في سورة الرعد: "إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ" صدق الله العلي العظيم
إخوتي .. لم أكن يوما ممن يقف بصف أي معتقل سياسي أو حتى إلى جانبه لمساندته.. حتى دارت الأيام علي.. والأيام دوائر ... رأيت الظلم يحل بأقرب المقربين ، و عايشت مرارات الإضطهاد و الظلم.
حسن سلمان أراد لإخوته و أبناء و طنه أن يتنبهوا لما يحاك لهم و لهذا الوطن الطيب، وما حل به هو ثمن غيرته على هذا الوطن الغالي من سرطان التجنيس السياسي الذي استشرى في ربوعه، و إدراكه لخطر هذه القنبلة الموقوتة و التي من الممكن أن تنفجر بأي لحظة و لا يعلم عواقب ذلك الا الله - سبحانه و تعالى . أبناء الوطن الأصليون هم الوحيدون الذين يبقون وقت الشدائد و ما حدث بالكويت في تسعينات القرن المنصرم شاهد على ذلك. فلا ادري كيف يكون لحسن سلمان عقاب وليس شكر على ما فعله، فهو لم يقدم على ذلك الا ليثبت حق سلب و يكشف جريمة نكراء بحق هذا الوطن و شعبه. حين يغصب منك حقك فلا بد أن تطالب به و لا تستجديه و ليس لأحد منة عليك في ذلك. إلى متى السكوت والخنوع ؟؟هل نحن صادقون حينما نرفع أيدينا ونهتف لبيك يا سجين، نصرة للمظلومين و نصرة للقضية، ما أقواها من كلمة تحمل في طياتها الكثير من المضامين و المبادئ، لكنها يجب أن تصدر من القلب و الوجدان لا هتافات جوفاء ظاهرها الحماس وباطنها خنوع، وكأنك تخجل مما تقوم به وتسعى إليه. أترضى أن يحل ذلك بك، بأبيك، بأخيك، بإبن عمك، بجارك، بإبن منطقتك، بإبن وطنك، و تقف مكتوف الأيدي. نعم مملكة البحرين تتقدم وتزدهر في الظاهر ونتمنى لها المزيد والمزيد ولكن ماذا عن شعبها من سنة وشيعة؟ كلما تقدم وطننا خطوة للإمام رجع شعبها خطوات للخلف، أليس من المفترض أننا برفعتها نرتفع و نحصل على المزيد من حقوقنا و من حرية التعبير و الأمن، لكن ما يحصل على أرض الواقع مغاير لذلك تماما. إعلم أن الدهر يومان كما وصفه أمير المؤمنين علي (ع)، يوم لك ويوم عليك، فلا تتخذ من الصمت والسلبية سبيلاً لك في هذه الدنيا، فأيامنا عصيبة ومحنتنا كبيرة، ولن يتغير شي ما لم نكن يدا واحدة لنرفع كلمة الحق ونزهق الباطل، فالباطل و إن طال فهو إلى زوال لا محال. يجب علينا يا إخوان الوقوف بصف المعتقلين بإيمان وعزيمة من حديد، فهم أهلكم وعشيرتكم، فأنتم عندما تنصروهم إنما تنصرون قضيتكم . يجب علينا التواجد والحضور واثبات الموقف، فوضعنا لن يتغير بسهوله .. والكمال لله وحده.