"الحوار" و"الإنتخابات" ابنان غير شرعيين لشعوذة أشعرية
كريم المحروس
22/7/2010م
إنقلب الشيوعي السني الأشعري البحراني كل المنقلب على أعقابه فأصبح شيعيا متعصبا!
.. ليست هذه حال نادرة في عالم يضج بحركة التطور التقني الواسع والسريع جدا والكاشف بلا ريب عن كل مصادر التشريع عند كل الأديان والمذاهب الدينية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية، ما صلح منها وما خبث.
قال لي الشيوعي البحراني قولين كان فيهما سببا رئيسا مقنعا في تحوله عن اتجاهي الكفر الشيوعي ذي النزعة الشبابية والخلافة "الراشدة" آثار الآباء والأجداد على سيرة الشيخين الأول والثاني:
القول الأول: أن حركة التطور العلمي في التاريخ الإسلامي كانت مما جاد به العقل الشيعي إلى جانب العقل المعتزلي، ولم يكن لاتجاه الخلافة السني المتبني لعقائد الأشاعرة دور في نهضة العلوم تلك وصناعاتها ،لأنه اتجاه عُرف في حركة التاريخ بتزلفه وولائه المطلق لطبقة الحكام والانشغال بالدفاع دونهم بقصد تقاسم ثروات البلاد واستنزافها على أسس روائية مختلقة ، حتى استمر هذا الاتجاه على هذه الحال إلى يومنا هذا.. وإن عَرِفت بعض أسماء لدعاة دين مبدعين على غير اتجاه التشيع والاعتزال في تلك النهضة والصناعة ؛ فهي إما كانت على تقية من دينها أو أنها مبتدعة فيما حرم من اتجاهات علمية فلسفية أو مثالية عرفانية أو خرافية صوفية.
الثانية: أن حركة التطور التقني في حالنا الراهنة أدت إلى تقسيم اتجاه الخلافة السني الأشعري إلى فئتين : إما معاندة أو مقصرة ، ويمثل فئة المعاندة حشد كبير من الدعاة السنة الأشاعرة ، عُرِف عنهم فساد دينهم ، ومُيزت سياساتهم في التاريخ الإسلامي بالمحافظة على سيرة الانقلاب الخطير الذي قاده صحابة النبي صلى الله عليه وآله ضد أهل بيته الكرام عليهم السلام من بعده، ولكنهم في المرحلة الدينية المعاصرة باتوا على تقية فاسدة من أمر دينهم خشية بطش عامتهم أو عدول العامة إلى طوائف وأديان أخرى . واما المقصرون فهم عامة أبناء اتجاه الخلافة السني الأشعري.. ولو رجعنا القهقرى إلى ما قبل خمسين عاما ،فهاتان الفئتان كانتا مصنفتين دينيا واجتماعيا إلى: "مقصرين"ويمثلهم الدعاة، و"قاصرين " ويمثلهم العامة ، حتى إذا ما جاء التطور التقني المعاصر بينهم عَرِفتهم بين صفتي عناد وتقصير.
يقول الشيوعي السني الأشعري المتشيع من بعد دراسته العلمية المفصلة لهذين القولين شارحا الأوضاع السائدة في جزيرتنا البحرين: التشيع في بلدنا البحرين يشبه "رأس المال" تضاربت فيه نظريتا الماركسية والـ"آدم سمثية " ولكنهما اتفقتا على وجوب محاصرة رأس المال في دوائر خاصة ، فإما أن يسمح له بالنمو بعد فرض الهيمنة على مفاتحه ، فإن طغى رأس المال هذا واستغنى فإن التصدي له بحزم يصبح ضرورة مشابهة لضرورة التدمير الاقتصادي الأخير الذي جاء على رأس مال بلاد النمور الآسيوية فشتته وقضى عليه – وإما أن يُحضر نموه إلا في عواصم الدول الراسمالية أو الشيوعية، فإن أبى واستكبر فلا وطن ولا مستقر له.. وما اتجاه الخلافة السني الأشعري البحراني فهو على ذات المنهج الأشعري الداعي إلى بسط الولاء للسلطات بقصد مناصفة ثروات البلاد واستنزاف طاقاتها تحت شعار حماية الإسلام بزعامة وسيادة طائفة السلطة . ويمثل هذا الاتجاه الأشعري في البحرين طائفة من الدعاة ، وأما عامته فهي على تقصيرها الديني مضطربة سياسيا لا تقوى على فعل شيء.
ربما أميل كباحث إلى بعض ما رآه هذا المتشيع الشيوعي السني الأشعري في شأن بحوثه التاريخية ورؤاه المعاصرة وتحليله في الشأن السياسي الطائفي في جزيرتنا ، ولكني أضيف: أن هناك تحولا كبيرا في الشؤون الطائفية على الجهتين السنية الأشعرية والشيعية الإمامية في جزيرتنا باتجاه الفرز الكبير المؤدي إلى تصادم وتنازع حتمي الوقوع ولا مفر من مواجهته لغرض تقليل حجم خسائره على الصعد الاجتماعية والسياسية . وأما التنمية بمختلف أشكالها وألوانها الراهنة في الدولة فهي ماضية نحو تعزيز مبدأ التصادم هذا ، على خلاف ما يراه البعض من دعاة وعلماء الطائفتين من سعي حكومي ظاهر نحو تعزيز التوازن بين الطائفتين لحفظ الطمأنينة لدا العائلة الحاكمة.
وعلى ذلك يمكننا القول أن الوقت ليس في صالح أحد ولا أية استراتيجية نضالية مرحلية. وما نحن واقعون فيه لا يدعونا أبدا إلى التنابز بالألقاب ومسمياتها السياسية ، أو التفاخر بالمرجعيات والدعاية لها جماهيريا لبناء التيار الغلاب ذي الولاء النصرة ومن ثم الانشغال بتبعاتهما وصورهما الاعتبارية عوضا عن البحث بموضوعية في حقائق الأمور. حتى أولئك المتحالفون مع السلطات سياسيا بباطنية شديدة والمتظاهرون بالمضي في سياسة إيجابية من خلال التعبير عنها بالمشاركة في الانتخابات البرلمانية والبلدية؛ سيكتشفون في نهاية المطاف حجم ما فرطوا فيه وما أصابوا من مصيبة من أنفسهم في حق الطائفة الشيعية فلم يكونوا جديرين بزعامتها سياسيا .
فما لم يتمكن الشيخ الجمري من تحقيقه كممكن نضالي حتى فشل في مرحلته تلك ؛ فلن يتمكن أحد من زعامات مرحلتنا الراهنة من تحقيق المتطلبات النضالية بنفس ممكنات الشيخ الجمري التي انتهت بكارثة "الحوار". وإذا ما قارنا بين الممكنين النضاليين بين المرحلتين؛ فهما على نسق واحد صِفتُه الخطيرة: أنه لم يقدر للوقت ثمنا ، وأخذته العزة بحجم التيار الشيعي العام المناصر فظن به وبالمسعى الحكومي الداعي إلى تحقيق التوازن الطائفي خيرا، واستبعد وقوع خيار التدمير الاجتماعي العام لطائفة الشيعة بعينها تحت غطاء أشعري صريح في العمالة، وجَشِع في استثمار الحق العام وثروات البلاد ، وصانع للكارثة الجديدة "كارثة التجنيس العسكري الطائفي".
|