الشيخ المحفوظ.. قضية هذا الشباب هي من ضمن القضايا المهمة والشائكة في هذا البلد
في كلمة ألقاها سماحة الشيخ محمد علي المحفوظ ضمن فعاليات الللجنة الأهلية للتضامن مع المعتقل الشباب حسن سلمان أبو علي وبقية المعتقلين السياسييين، اعتبر سماحته أن قضية هذا الشباب هي من ضمن القضايا المهمة والشائكة في هذا البلد والتي تعبر عن نفسها بانتهاك للحرمات وانتقاص للكرامات، وهو مما لا شك فيه، إلا أنها - وبالرغم من أننا لا نقبل بسجن أو اعتقال أي شخص – قد تفتح العقول التي قد تكون محجوبة بالمطامع والأضاليل الإعلامية والسياسية فتغير الحالة في بلادنا، وهو أمر جيد نسعى إليه.
وقد بين الشيخ أن البلدان الديموقراطية المتقدمة تسمح للإنسان فيها بالتعبير عن رأيه، حتى ولو ادعى الإنفصال، أما في بلدنا فأي عمل بسيط سيحلل على أنه عمل تخريبي للبلاد، فيما تبقى وزارات الدولة على حرمانها للمواطن حتى من السكن اللائق وبمدة تتجاوز العشرين سنة بدعوى أن هذه القضايا ما زالت تحت الدرس، بل وتزيد على ذلك بسرقة السواحل والأراضي، إلى جانب الأموال لتكون بذلك أنموذجا يحتذى به، فقد أمنت الحكومة – بعد أن تسببت في ارتفاع معدل البطالة – حياة العاطل ضمن مشروع التعطل والذي أسسته على اقتطاع أموال العاملين !
وقد دعا سماحته إلى استثارة العقول وزيادة الوعي في القضايا الشائكة، حيث أن الشاب المعتقل كشف عن خلل كبير في الواقع السياسي، ولولا ما حصل لبقي الناس في سباتهم، على أمل أن المشكلات العالقة ستحل بإنشاء المجلس المنتخب، حيث اعتبر أن الإنتخابات هي أكبر كذبة في تاريخ البحرين، وذكر سماحته الموقف المشرف لسماحة الأب الجمري رحمه الله حين قال إنه ليس هذا هو البرلمان الذي خرج الناس من أجله، واتجه إلى مقاطعة الإنتخابات القادمة في حال بقي هذا الشاب المعتقل والآخرين خلف القضبان، وتحكيم العقل في اتخاذ القرارات، دون النظر للشعارات البراقة، أو عبارات الإعلام الزائف، فذلك المجلس المنتخب لا يملك الأحقية في اتخاذ القرار إلا بموافقة المجلس المعين، وهو ما يسلبه القدرة على التعديل.
فيما يرى سماحته أن الشاب حسن مبدع، اتخذ موقفاً يثنى عليه، فقد أثبت نفسه وهو في هذا العمر وعبر عن سخطه عن الوضع القائم في هذا البلد وعن السياسات الفاسدة التي يبنى عليها، فكل الحياة هي موقف، وهو ما يحدد مصير الشعب، فكما وقف السود في أميركا ودعوا لأن يكون لهم صوت، فعبروا عن أنفسهم بطريقة أو بأخرى إلى أن أوصلوا حاكما أسود للولايات المتحدة الأميركية، فالمواقف والاحتجاجات السلمية هي السبيل للتعبير، في ظل السياسات الظالمة والفساد السائد.
وتطرق سماحته إلى تقرير التعذيب في البحرين والذي كان يحوي مقابلات مع ضحايا عذبت في السجون، ووقفت أمام القضاة لتبين ما لاقته من تعذيب بشتى الوسائل، والتي كان من بينها التحرش الجنسي والذي هو إهانة للكرامة، فيما بقي القضاء صامتا حتى من فتح ملف للتحقيق في الامر على أقل تقدير !
وتوجه سامحته بالشكر للإخوة على هذه الفعاليات، ولعائلة المعتقل على صبرها واستمرارها واستقامتها في الوقوف مع ابنها، ورأى أنه من الجيد إقامة مثل هذه الفعاليات في الحسينيات، حيث أنها قامت على شعار "يا مظلوم"، وهو ما تعيشه شريحة من المجتمع في هذا الوطن، وأن بقاء هذا الشاب والآخرين في خلف القضبان حتى ولو ليوم واحد هو ظلم بحقهم. فيما حيّا سماحته روح الأمل في العائلة والأصدقاء، ودعا إلى الإستمرار في الوقوف " مع هذا المظلوم المبدع لأنه فعلاً شخص مبدع ولا ينبغي لا يجوز علينا ان نتنازل عنه وعن غيره"، وإظهار هذا الشاب المثقف والملتزم إلى العالم، فهو أحد المبدعين، وما بقائه والآخرين خلف القضبان، والحجر على عقولهم إلا نتاجا للتخلف في هذا الوطن.
وقد اختتم سماحة الشيخ كلمته بالدعاء للمعتقلين بالفرج العاجل من الله تعالى.
|