قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
ملف خاصملف السيد هاشم الطويل
 
سيد هاشم .. سيد الفقراء المؤمنين
كريم المحروس - 2004/08/30 - [الزيارات : 7650]

بسمه تعالى

سيد هاشم .. سيد الفقراء المؤمنين

 

السيد هاشم الطويل ( رحمه الله)  من العلماء القلائل في البحرين الذين اختاروا العزة والكرامة لباسا ، فتجنب  مغريات الدنيا ورغباتها ، وتقدم سيرة العلماء المتشرعة ومن خلفه بطانة مختارة واتباع من الفقراء المتقين الذين لا هم لهم إلا إغناء الشريعة وخدمتها وتداول أقوالها وتقاريرها .. فنشا السيد عالما فقيرا معدما لا يملك من دنياه سوى ما يضاهي قيمة ما كان بحوزة ابسط فقراء النعيم ومساكينها، لكنه ظل غنيا بإيمانه وتقواه ولم تأخذه مذاهب التبرير في جني حطام الأرض لذاته أو لأقربائه أو لبطانته ومقربيه .. ثم رحل عنا خاوي الوفاض إلا من زكاته الجارية وآدابه الحلل الزاهية . ولم يخلف وراءه مالا في مصرف ولا مسكنا لائقا ولا أملاك منقولة وغير منقولة، فحن إليه الناس في حياته ، وبكوا عليه لفقده ورحيله ومماته.. فهو بحق يقال له وصف "سيد  الفقراء المؤمنين " .

 

 

لم يغب " سيد الفقراء" عن ذاكرتي حين قررت العودة إلى الوطن والى منطقتي العزيزة ، فعزمت على شد الرحال لزيارته.. فهو السيد العالم الجليل الذي احتل في قلبي مكانة خاصة منذ كنت طفلا ، لا لهيبه فيه ولا لجاه عنده أو لمكانة موروثة وصلت إليه ، بل لنفس فيه عزيزة كريمة مؤمنة مسؤولة خالقها ، وعالمة ذات أخلاق مثالية عالية جمعت الحق من طرفيه فاجتمعت الناس إليها مجردة .. وفي تلك اللحظات اخبرني أحدهم بأن السيد سبقني فقدم إلى بيتنا مرتين زائرا يسأل عن لقائي وهو بحال لا يحسد عليه من ضعف البنية الجسدية وغلبة المرض .. يستند بكتفه إلى كتف مساعد له فيجر رجليه جرا.. فصعقت لمقدمه على هذه الحال وتكراره وهو السيد الجليل الكبير في سنه وفي فضله على أهل المنطقة بأجمعها وله مكانته العظيمة في قلوب أهل البحرين كافة، فلي الشرف الكبير كله في زيارته في أي حال وفي أي ظرف كان. فهو عند قلوب الجميع ذاك الإنسان العالم المتواضع بحق ، وصاحب القلب الكبير الذي أبى إلا أن يكون واحدا منا وكأحدنا ، فلم تغره المقامات ولا المسميات ولا الألقاب ولم تفلح في جعل نفسها حاجبا ومانعا عن حب الناس والتواضع لهم .

 

 

ذهبت إلى مجلسه في أقصى سرعة فوفقني الله تعالى للقائه ونيل ثواب النظر لمقدمه الشريف، فوجدته وحيدا في مجلسه إلى جانب مساعده الذي لم يقصر في خدمتنا بتقديم الشاي والقهوة.. وكعادته القديمة في استقبال زواره ، ظل في حال الإصغاء متبسما ولا يقاطع المتحدث إليه إلا متسائلا متواضعا للمعرفة.. فذكرته بأيام طفولتي التي قضيتها في بيت مجاور لمجلسه وبيته فاتسعت ابتسامته اكثر ، فأفرغت عند مسمعه الكريم كل ما حوت ذاكرتي من صور عن بدايات مجلسه وتعاقب الحضور إليه ، والأيام الأولى المثيرة في طفولة جيلنا خلال عقده لصلوات الجماعة في مساجد غرب النعيم والعدد الكبير جدا من حاضري هذه المساجد وكيف كانت منطقتنا في تلك المرحلة تعج بزائريها ، وكل يسعى لنيل بركات هذا السيد الجليل ، فاتسعت ابتسامته اكثر واكثر .

 

 

وهنا كنت على يقن بأن السيد ولشدة أيمانه وتقواه كان يعبر بابتسامته العريضة تلك خلال حديثي معه ، عن ثقته في ذاته وإنها استطاعت بتوفيق الباري عز وجل أن تتخطى كل حجب الشيطان ومغرياته ، فكان أمسه كيومه الراهن إلا بزيادة في علمه وتقواه فحسب. فذاته وما كان يصدر عنها من فضائل بالأمس هي نفس ذاته ومعدنها النقي الخالص في مثل يوم لقائي به . فمجلسه المتواضع هو نفسه لم يتغير لا في موقعه ولا في حجمه ولا في تصميمه ولا في أدوات بنائه. فكما كان في بدايات افتتاحه محلا لاستقبال زواره وللقراءة والإملاء عليه للأولين ، فقد ظل للآخرين محلا كريما لا شبهة فيه. فما قيمة مجلسه إلا به وبزواره وبما يتفوه به من كلمات خالصة لوجه الله تعالى.

 

 

وفي آخر دقائق لقائي به سألني عن معيشتنا في لندن وعن أوضاع المسلمين وعدد المساجد والحسينيات والنشاطات الدينية والعلاقات الاجتماعية القائمة في بريطانيا وموقف الحكومة البريطانية من هذه النشاطات . فكنت سعيدا جدا لاهتمام السيد بهذا اللون من المعارف .

 

 

لازلت أتذكر الليالي الجميلة التي كنت فيها طفلا صغيرا اجلس إلى جانب السيد في جمع من مقربيه ،وكنت استمع إلى أحاديثهم الدائمة والمتكررة عن فضائل أهل البيت (عليهم السلام) وتاريخ حياتهم والروايات الصادرة عنهم ومدارس الخلاف في الولاية والخلافة. وكان النقاش يشتد أحيانا بين الحضور حول نص أو حادثة تاريخية أو سلسلة رواة .

 

 

وغالبا ما تعقد هذه الجلسات في ليالي الصيف في (عريش) جدي حجي رمضان ( رحمه الله) . كما أتذكر أيضا أن الحوارات بينهم تأخذ مداها فتتسع لتشمل أوضاعا سياسية عن الأمة الإسلامية وقضايا فلسطين ومصر وسوريا والعراق ، ويتبادل الجميع آخر الأخبار عن الوحدة العربية وعن حرب حزيران 1967م ويتناقشون في حضور السيد في أسباب الهزيمة وغيرها.    

 

 

 

استطاع السيد هاشم أن يضرب لنا مثلا في زهده وبعده عن ملذات الدنيا ، وفي كرمه ومساعدته المحتاجين والمساكين ، وفي تواضعه الكبير للعلم ولمريديه ، وفي حرصه الشديد على أموال الحقوق الشرعية التي تفد إليه فيصرفها فيما يرضي الله ورسوله بدون أدنى رغبة في ريع فاحش يخص نفسه به منها .      

 

 

فرحمك الله برحمته الواسعة ، وأسكنك جنات تجري من تحتها الأنهار خالدا فيها.

 

 

 

 

طباعة : نشر:
 
يرجى كتابة التعليق هنا
الاسم
المدينة
التعليق
من
رمز التأكيد Security Image
 
جميع الحقوق محفوظة لشبكة النعيم الثقافية © 2003 - 2024م