قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
مقالات الأستاذ حسين المحروس
 
نجيب التيتون: كنتُ أمرّ على بيوت الصور مرّات مثل الذي تجاوزه اليأس
شبكة النعيم الثقافية - 2010/03/05 - [الزيارات : 8105]

ليس له صورة
كنتُ أمرّ على بيوت الصور مرّات مثل الذي تجاوزه اليأس

الوقت - نص وتصوير: حسين المحروس
- ليس له وجود مكتمل.
- لماذا؟
- ليس له صورة فوتوغرافية واحدة.. واحدة فقط تحمي غيابه..
وكنتُ أمرّ على منازلهم واحداً واحداً أسأل عن صورهم، عن صورة واحدة للشخص. الصور الكثيرة للشخص ليست هي الشخص. تكفينا صورة نتناوب عليها بالذكريات، بالحركة للشخص، بهندسة عينية وهو يرص ألواح السفينة بعزيمة مَنْ لا يخاف الفَوت، ولا يحتاج إلى الخرائط إلا القلب. كم سفينة بناها بإيعاز من قلبه، من تجربته في البحر. اسمع يا صديقي لدي الكلام وأحتاج إلى صورة واحدة. الكلام أيضاً عندي هو الشخص.
- ومَنْ هو الشخص إذن؟
- إنّما أنت تسأل: ما الشخص؟
- كلانا سيحتاج إلى صور.
- قلت لك نحتاج إلى صورة واحدة لا أكثر.
وهي أيضاً لا تكون صورةً حتى يكون فيها مكان يستند الكلام عليه. الشخص هو: فلما فرغ صانع السفن وأستاذها الأخير القلاف محمد نجيب التيتون من ضمّ أوراق كتابه الذي صنعه على مهل.. أقول صنعه لأنّه لم يكن قبله شيء. فلما فرغ منه لم تبلغه الراحة. ولم يسكن التعب. خرج يبحث عن الصور كمن يفصل بين ما اختلط في سنين طوال، يعيد لكل صورة رواياتها التي بها تكون. ولا يفعل ذلك إلاّ مَن وَهبه الله سرّ اللياقة في ضمّ الشيء إلى الشيء وهو مطمئن. ظنوه عابثاً في التاريخ كالذين مرّوا بعده، سرّاقون، غيّابون، ومؤلفون. وهو إذ يفعل ذلك لا يملّ خذلان الأبناء لصور آبائهم القلافين. يقول التيتون 'خذلوني.. كنتُ أمرّ على البيت مرّات مثل الذي تجاوزه اليأس. أقول لهم: هبط الكلام من الفؤاد على الورق واستكان، ولا ينقصه غير صورة أبيكم، جدكم، أخيكم، أو راعيكم، فلا ألقى منهم استجابة.. الذين أنكروا أخبرتهم أن صورة جدهم على جدار مجلس البيت.. وهذا قسم مني بإعادتها إليكم..'
- إذا نشرت الصورة سوف تتعدد.
- هذا صحيح، لكنّها لن تبقى حتى تُنشر في كتاب. في نشر الصورة سلامتها من الغياب. الصورة في الكتاب ما تضيع، ولا يحكرها شخص. الصورة شاهد على الشخص. كان مخيباً لي أنّي لم أجد صورة للأستاذ القلاف 'خليفة بن حمّاد'، وكان أهله يتمنون لو كان له صورة تُبقيه. الذين كانوا يسافرون إلى العراق لهم صور. أعرف أن الكويتيين آنذاك يذهبون البصرة فتكون لكل واحد منهم صورة. كان هناك المصور أحمد عبد الله الماضي (توفي في العام 1976) يخلد وجوههم بكاميرته في وسط المنامة.
- ردّة فعلهم بعد أن خرج الكتاب بدون صور أقربائهم أكيدة.
- أكثر من أكيدة.. جاؤوني يتقدمهم اللوم والعتاب الثقيل، وصار واضحاً لهم أن البياض جوار أسماء أقاربهم يشبه الماء الأبيض في العيون. وهذه القصص والحكايات التي جمعتها كانت تفتقر إلى تلك الصور. وهذا الكسل الشهي الذي تمكّن منهم ورعاهم فترة عملي في الكتاب خدعهم، مثلما يخدعك مستقبل شخص من صورة. كان الأمر صعباً جداً.
فلما فرغ محمد نجيب التيتون (56 عاماً) من صناعة كتاب 'تاريخ صناعة السفن في البحرين والخليج' قرّت عيناه، امتلأ أكثر بحكايات القلافين. وعدني أن يكون السرد في المرّة القادمة أشهى: كتبَ الذين ماتوا لنراهم أحياءً.


مكان صغير

* «يسرّ حكومة البحرين دعوة حرم عبدالله بن قاسم التيتون لحضور الاحتفال الذي سيقام في مستشفى الحكومة بالنعيم (المنامة) لافتتاحه تحت رئاسة صاحبة السمو الشيخة عائشة بنت الشيخ راشد آل خليفة (...) في الساعة التاسعة والدقيقة الرابعة والخمسين، عربي من يوم السبت 18 ربيع الثاني 1359هـ»

* «حضرة الفاضل عبدالله بن جاسم التيتون المحترم.. إن الحكومة لا تستغني عن مساندتكم لها في مسألة إحصاء النفوس، لذا أرجوكم تشريف دائرة بلدية المنامة في يوم الثلثاء الموافق 16 ذي الحجة 1359هـ وذلك في الساعة الثالثة والنصف عربي صباحاً. هذا ما لزم ودمتم محروسين»
- مستشار حكومة البحرين

* «حضرة الفاضل عبدالله أفندي تيتون المحترم. بعد إهداء أزكى التحيات لحضرتك أعرف أننا وعدناك أنه عندنا مكاين ولم يزل موجود ثلاثة مكاين انجليزي واحدة عربي ولكن ماكنة العربي صار لنا نستعملها بمحلنا نحو سنة واحدة...»
- نقولا كفوري
بغداد، 26 فبريوري .1932 

قريبا في (الوقت) في تحقيق خاص: - كيف أنجز التيتون هذا الكتاب؟ - ما حكايته مع قصصات الورق والتدوين؟ - كيف ساعده أولاده وبناته في صناعة كتاب مهم للغاية؟

طباعة : نشر:
 
يرجى كتابة التعليق هنا
الاسم
المدينة
التعليق
من
رمز التأكيد Security Image
 
جميع الحقوق محفوظة لشبكة النعيم الثقافية © 2003 - 2024م