قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
مقالاتالأستاذ كريم المحروس
 
عاهر يصاب بحجر في حفل عشاء بحراني
شبكة النعيم الثقافية - 2009/11/14 - [الزيارات : 5441]

عاهر يصاب بحجر في حفل عشاء بحراني

 

كريم المحروس

13 نوفمبر2009 م

 قرر ثلاثة بحرانيين الاجتماع على حفل عشاء مميز بثلاثة شروط ، أولهما: أن يتفقا على تسمية الحفل بـ"أحلام الضد". وثانيهما: أن يكون الحلم مغايرا لما يؤمن به الشخص الحالم ذاته في عالم الحقيقة ويعتني بقضايا جزيرتنا طباقا أو تقابلا . وثالثهما: أن يكون لكل واحد منهم الحق في سرد وقائع حلم واحد فقط.

 بعد أن تحققت في ذات كل واحد منهم معطيات لقاء الحفل المميز؛ شرع أولهما في سرد حلمه قبل الإتيان بوجبة العشاء، وقال: أنا اكثر الناس اعتزازا بعلماء الدين ودورهم في تبليغ رسالة نبينا الأكرم (صلى الله عليه وآله)، ولا يضاهي اعتزازي بهم أحد مطلقا ، ولكن حَدّثَ حلمي بما أكره .. حلمت بعالم دين كبير زاحم حق غيره من العلماء فارتقى منبره بلا استئذان، فصدرت عن خطبته ثلاث مفارقات رصدتهما بنفسي:

 أولهم:حث في خطبته على العمل باستحباب إقامة الصلوات على محمد وآله (صلوات الله عليهم أجمعين) جهرا وبصوت مرتفع حين ينادي المنادي بالصلوات ، لأن ذلك الفعل يُذهب بالنفاق ويجلوه عن القلب ، وفي الامتثال له تيمن بحديث رسول الله (صلى الله عليه وآله):" إرفعوا أصواتكم بالصلاة عليّ فإنها تذهب النفاق".

 وعلى الفور ، صلى أغلب الحاضرين بصوت مرتفع إلا هذا العالم الكبير حيث صلاها على المنبر إخفاتا.. وعلى سيرته؛ لم أسمع لزاوية المجلس المكتظة بركب علماء الدين أي جهر بالصلاة على النبي (صلى الله عليه وآله) ولا علوا بها، فظننت أن للمروءة أحكام!

 ثانيهم: أكد على استحباب وأهمية صلاة الجماعة في مثل ظرفنا الاجتماعي الخاص، وإذا بي لا أراه ولا أرى غيره من علماء البحرين يصلّون جماعة إلا إذا كانوا أئمة فقط ، ويستنكفون أن يصلوا مأمومين خلف نظرائهم من العلماء، في ظاهرة ملفتة عمت مناطق البحرين في الآونة الأخيرة. فظننت أن عدالة العلماء محلها قلوب العامة لا علمائهم، فحق لعالم الدين أن يصلي فرادى في بيته وصلاة الجماعة قائمة في مسجد لا يبعد عنه إلا ببضع أمتار!

 ثالثهم: وجه نقدا لاذعا لجمع من العلماء رآهم متزاحمين في زاوية خاصة في المجلس، وحثهم على التفرق بين الناس الحاضرين والتواضع لهم وفك الشللية العلمائية في الاجتماعات العامة. وما أن انتهى من خطبته وخلف وراءه المنبر خاليا؛ رأيته ولى مدبرا، وإلى مزاحمة العلماء أنفسهم قاصدا ولم يعقب. فظننت أن التزاحم هذا كان لضرورة علم يكتسبه لا لينسى نفسه ببرٍ أَمَرَ العلماء به من قبل!

 وفي لحظة إعجاب واعتداد بالنفس؛ رأيتني أعبئ كل طاقات الناس من حولي بكلمة، وأحشد فيهم بما أوتيت من فعل سحري لا أعرف كنهه ، ليختاروا هذا العالم النحرير وتتويجه ملكا .. كيف، ولماذا؟!.. لا أعرف أيضا، ولكنه الحلم! .. انتهيت من سرد الحلم الذي تنتظران سماعه مني .. فهل وفيت شروط الحفل ؟!

 طفق الثاني يسرد وقائع حلمه قائلا: أنا اكثر الناس اعتزازا بالجمعيات السياسية وقادتها ..وأنا من المتشددين لصالح المشاركة الانتخابية للعام القادم بلا تردد.. أنا مع العلماء، أينما مالوا أميل.. فمعهم معهم لا مع غيرهم .. ولكنه الحلم الذي لا عقال له:

 وجدت نفسي أقود كل مؤسسات المجتمع المدني المعارضة والقريبة منها .. وأمرتهم وهم من خلفي بأن يمتثلوا لنداء الحق، فخضع الجميع طائعا لرأيي الحصيف إلا من كان من شأنه النفاق..أمرتهم وكان أمري مطاع ..قلت في خطاب جماهيري عام حاشد:

 لا حزبية بعد اليوم .. لا أكثرية ولا أقلية بعد اليوم ..لا "موالاة" و"معارضة" في انفلات سياسي واجتماعي بعد اليوم .. كلكم "مشاركة" بوجه بسيط تكتيكي، و"مقاطعة" بوجه مركب استراتيجي، والهدف الأساس للجميع هو إقامة الدولة الحرة الكريمة على أنقاض الفوضى الدستورية الراهنة، ولكن وفق الخطة التالية: أعضاء مرشحون إستثنائيون للعام الانتخابي 2010م.. عن كل مؤسسة أو أكثر وفاق على مرشح مستقل واحد بلا مسميات سياسية، فيشكلون كتلة برلمانية واحدة ممثلة عن كل هذه المؤسسات مجتمعة لا منفردة، وظيفتها تشكيل "الغطاء السياسي" في عمل جزئي وشغر مقعد لا غير .

 بعد خطابي هذا جمعت مجلسا أعلى مؤلفا من كل قادة المؤسسات المدنية المعارضة  .. على أن يكفوا عن التنظير من خلف الطاولات الفخمة والمكاتب الفارهة والاجتماعات والاحتفالات التافهة، وينشغلوا بوظيفة واحدة حصرا هي النزول للشارع وتزعم المسيرات والتظاهرات والاحتجاجات الشعبية بوجه عملي في كل مناطق البلاد حتى آخر نفس .. بلا ولاية فقيه .. ولا ولاية محدث .. ولا ولاية داعية .. ولا ولاية علمية .. لا احتكار بعد اليوم للعمل السياسي والديني بألوانه وأشكاله المختلفة..لا تقسيمات باهتة تتنافس على دورَي الموالاة المريح والتشدد الصعب المكلف.. لا زعامات دينية تتخفى خلف جمعيات مدنية ، ولا زعامات ليبرالية تتخفى خلف جمعيات النخب الأرستقراطية ، ولا زعامات نفاق وتبعية تتخفى خلف جمعيات سلفية أو إخوانية مدجنة .. الجميع سواسية ومستعد بكل طاقاته وإمكانياته للعمل التضحوي في جبهة سياسية عريضة واحدة. فالفرصة سانحة الآن أكثر من أي وقت مضى.."شاء من شاء، وآبي من أبى" وللعاهر الحجر!

  وفي أول موقف جدي رصدته أمام ندائي العاصف هذا؛ إنكشفت أمامي كل العورات، وسقط كل الزيف ، وسُمع للعجل خوار حيث قال المخلفون: "شغلتنا أموالنا وأهلونا".. تعلق الجميع بما حققه مما أطلق عليه" بناء مؤسسي رباني" هو إلى التضخم الهش أقرب.. بعضهم تساءل:هل نضحي بقياداتنا المقدسة وتيارنا العريض فنقدمهما فريسة للزنزانات والتعذيب والأحكام القاسية وفي وسعنا العمل السياسي بما هو متاح ؟ّ!. وبعضهم الآخر تساءل عن مصير جمعياته ومبانيه وموظفيه وتنظيماته العمالية والطلابية والخيرية والحوزوية وتشكيلات علماء الدين والمثقفين في المناطق !

 فتبين لي بعد ذلك: أن جميعهم "من الذين فرقوا دينهم و كانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون". حتى قال قائل منهم لي وأنا الزعيم: " هل سمعت بمقولة تشرشل في الحرب العالمية الثانية: سنقاتل حتى آخر جندي هندي؟!.. إذن لن نخاف دركا ولن نخشى .. سنقاتل وسنضحي بك وبكل الجمعيات وقادتها من أجل الإبقاء على جمعيتنا وقيادتنا سائدة"!.

 فما كان لي من خيار إمامهم إلا الإجابة بخطبة للإمام علي (عليه السلام) بعد فراغه من أمر الخوارج، وفيها يتأفف بالناس، وينصح لهم بطريق السداد: "أُفٍّ لَكُمْ ، لَقَدْ سَئِمْتُ عِتَابَكُمْ! أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الاْخِرَةِ عِوَضاً؟ وَبِالذُّلِّ مِنَ الْعِزِّ خَلَفاً؟ إِذَا دَعَوْتُكُمْ إِلَى جِهَادِ عَدُوِّكُمْ دَارَتْ أَعْيُنُكُمْ ، كَأَنَّكُمْ مِنَ الْمَوْتِ فِي غَمْرَةٍ ، وَمِنَ الذُّهُولِ في سَكْرَةٍ، يُرْتَجُ عَلَيْكُمْ حَوَارِ  فَتَعْمَهُونَ ، فَكَأَنَّ قُلُوبَكُمْ مَأْلُوسَةٌ فَأَنْتُمْ لاَ تَعْقِلُونَ.. مَا أَنْتُمْ لي بِثِقَةٍ سَجِيسَ اللَّيَالي ، وَمَا أَنْتُمْ بِرُكْنٍ يُمَالُ بِكُمْ ، وَلاَ زَوَافِرُ عِزٍّ يُفْتَقَرُ إِلَيْكُمْ. مَا أَنْتُمْ إِلاَّ كَإِبِلٍ ضَلَّ رُعَاتُهَا، فَكُلَّمَا جُمِعَتْ مِنْ جَانِبٍ انْتَشَرَتْ مِن آخَرَ، لَبِئْسَ ـ لَعَمْرُ اللهِ ـ سُعْرُ نَارِ الْحَرْبِ أَنْتُمْ! تُكَادُونَ وَلاَ تَكِيدُونَ، وَتُنْتَقَصُ أَطْرَافُكُمْ فَلاَ تَمْتَعِضُونَ ، لاَ يُنَامُ عَنْكُمْ وَأَنْتُمْ في غَفْلَةٍ سَاهُونَ، غُلِبَ وَاللهِ الْمُتَخَاذِلُونَ! وَأيْمُ اللهِ إِنِّي لاَظُنُّ بِكُمْ أنْ لَوْ حَمِسَ الْوَغَى وَاسْتَحَرَّ الْمَوْتُ قَدِ انْفَرَجْتُمْ عَنِ ابْنِ أَبِي طَالِبٍ انْفِرَاجَ الرَّأْسِ ، وَاللهِ إِنَّ امْرَأً يُمَكِّنُ عَدُوَّهُ مِنْ نَفْسِهِ يَعْرُقُ لَحْمَهُ وَيَهْشِمُ عَظْمَهُ، وَيَفْرِي جِلْدَهُ، لَعَظِيمٌ عَجْزُهُ، ضَعِيفٌ ما ضُمَّتْ عَلَيْهِ جَوَانِحُ صَدْرِهِ..."

 أسدل الستار على حلمي بعد أن وجدت نفسي وحيدا صريعا على الأرض وعَلَمُ إحدى الجمعيات مغروسا في صدري.. كيف، ولماذا؟ لا أعرف .. إنه حلم انتهيت منه فحسب!

تنهد ثالثهما ثم تنفس الصعداء استعدادا للسرد، لكنه توقف فجأة عن الكلام وأبى الشروع في سرد وقائع حلمه قبل حضور وجبة العشاء ، تشويقا وإثارة .. بعد دقائق حضّرت الوجبة ، فأطلق العنان لحديثه فقال: إنها الأحلام يا إخواني ، لا ضابطة فيها ، ولأي واحد منا أن يحلم بما تشاء الأقدار لا بما يشاء .. أسرد لكما حلمي وعلى الأقدار العتب . فأنا أعزكما كثيرا يا رفاق ولا أستبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير ، فأنتما الخير كله .. رأيت في الحلم أنى قاضي شرعي جالس خلف منصة المحكمة ، وكلاكما متهمان ماثلان أمامي . وبعد أقوال نفي واثبات جمة فيكما لهول ما اقترفتم من خطيئة في أحلامكما؛ أصدرت حكما بأشد العقوبات فتكا .. يقول الحكم:

ثبت بالأدلة القاطعة أنكما متهمان بنبذكما الصريح للدين والاستهانة برموزه لصالح هتلر ودولته النازية ، وبالتخابر الصريح مع دولة أجنبية يتزعمها تشرشل، تهدف إلى إثارة القلاقل والاضطرابات في البحرين ، تمهيدا لاجتياح جيش دولة مجاورة لجزيرتنا نيابة عن دول المحور والحلفاء معا ، فقررنا التالي: أنتما مفسدان في الأرض ، ويجوز شتمكما جهرا وإخفاتا كما تجوز غيبتكما بالصفتين ذاتهما، وجلدكما في ساحة عامة أمام خلق كثير ، ومنعكما من دخول المساجد والمواتم ، ومنعكما من المشاركة بعضوية ومن دونها في كل الجمعيات الدينية والخيرية والسياسية والثقافية والمهنية ، وحرمانكما من الانتخابات في الجهات الدينية وعلى رأسها الحسينيات ، وحذف عضويتكما إن وجدت أو منعها في أي منتدى إليكتروني بحراني .وأخيرا: نفيكما إلى صحراء سيناء تتيهون فيها أربعين عاما! .. انتهى حلمي .. لا أعرف كيف ولماذا تصدر الأحكام القضائية مكدسة على بعضها .. ماذا أنتما فاعلان؟

 أجاب الأول :  نتصالح أولا ، فنتعشى ثم نتمشى !

وأجاب الثاني: نتعشى ونسهر حتى نتفرق عند الصباح، درءا لأخطار الأحلام المزعجة!

 

طباعة : نشر:
 
يرجى كتابة التعليق هنا
الاسم
المدينة
التعليق
من
رمز التأكيد Security Image
 
جميع الحقوق محفوظة لشبكة النعيم الثقافية © 2003 - 2024م