قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
مقالات الأستاذ حسين المحروس
 
أماكن رسول (2)
شبكة النعيم الثقافية - 2009/10/16 - [الزيارات : 7678]

كان يبدو لي، أقول "يبدو لي" أن خيال الأماكن فينا يتسطّح كلما وُجدنا فيها، زرناها، مكثنا فيها قليلاً ونقبنا في تفاصيلها، تاريخها، وحياة الناس فيها. أقول ذلك معتمداً على تلك السعة في الخيال لكلّ مكان قرأنا عنه، سمعنا به، ولم نقع فيه، ومعتمداً أيضاً على أن المكان الغائب لا يثبت شكله، حيويّ، يتسع، ينقسم، يتمدد، تتغير جهاته، ويكون شكله في أن لا يكون له شكل. الذين يزعمون أن شكل المكان يهدأ بالصور موهومون.. الذي يهدأ خيالهم ويسكت.

في حوار طويل، وممتع مع المصور المتمكن "شكري رسول" حوّل همّ التصوير عنده، ونعوته ذات الصوت الفخم المرتفع كلّما مرّت به ذاكرة صورة لمكان وراح يعيد الكلام على تلك الصورة أكثر من المكان نفسه معلناً حبّه لها وللمكان فيها، في هذه اللحظة بالذات كنت أقول في بالي باطمئنان شديد " كلّ ما ذكره شكري عن المكان ليس من الضروي أن أراه حتى لو نظرت إلى الصور ذاتها". وليس أبرع من الإنسان في الانتقاء في كلّ شيء حتى شكل الكلام على ألمه، ولصورة الآخر عنده صور وصور. تجربة المصورة الأمريكية كلوريان ليو - تصور منذ عشرين عاماً- في تصوير الأمكان تأتي ضمن هذا المعنى أيضاً. أي معنى؟ أقصد تشكّل صورة المكان عند الفوتوغرافيين ومقارنتها بكلام الناس على تلك الصورة. لا شيء يمكن أن يتشابه مع شيء آخر. إنّما هو الكسل يسوّل لنا الاقتناع بجماليات في التشابه رغبة في الاقتراب. فعندما وصلت "ليو" أفغانستان -عام 2003- بكاميرتها "Leica" الألمانية، وبدأت في تصوير الأماكن قالت" الصور التي التقطها في أفغانستان لا تشبه تلك الصور التي نشرت في وسائل الإعلام في شيء. الناس الذين صورتهم في القرى وفي كابول أضاؤوا صوري، وبروحهم القريبة جداً من روحي".

ليو أقامت معرضاً في مارس الماضي بعنوان " أفغانستان الأخرى"، أظهرت صور الإنسانية فيها، عرضت أفغانستانَ لا يعرفها أكثر الأمريكيين حسب تعبيرها، وأنّ هذه الصوت روت أفضل القصص التي مرّت بها في حياتها "لقد وقعت في الحبّ مع هـؤلاء الناس الذين لا يمكن تصديق بساطتهم وصدقهم. بعد سقوط صدام حسين - عام 2003- زار شكري رسول العراق يحمل ما خفّ من معدات التصوير: كاميرا "Nikon"واحدة، وعدستين ولا شيء غير ذلك. الوضع لم يكن واضحاً والمصورون هدف سهل، " عليّ أن أكون هناك ولا شيء في بالي غير ذلك". أصيب بشيء من الإحباط عندما لم يحصل على إجازة تصوير الأماكن المقدسة في "كربلاء؛ لذا " وضعت معدات التصوير تحت السرير وجلست محبطاً. لكن الإحباط لم يستمر فسرعان ما انفرج الأمر بقليل من حصافة العلاقات وبدأت التصوير. صورّت في جمع الأوقات ولم أبق مكانا. هكذا ظننت".

وضع رسول الصور في مشروع كتاب ولم يكن ذلك في باله. وجداً نقصاً، وأن ثمّة أماكن لم يصورها. هذا يعني أن القصة التي ذهب بها لم تكتمل بعد، فعاد في السنة التالية بنية مشروع كتاب "كربلاء الخلود"، الذي صدر هذا العام 2009 مع نصوص للشاعر جابر الكاظمي. الفرق بين ليو ورسول في العلاقة مع المكان في هذين المشروعين فقط، أنّ ليو ذهبت إلى مكان لا علاقة لها به غير حرب بلادها فيه، ذهبت لتكتشف وتروي وتعيد تقديم صورة أخرى لأفغانستان. ذهبت بالحاضر. رسول المشبع بمرويات وبتاريخ العراق وخصوصاً وقعة "كربلاء" ذهب ليتمثل كلّ هذا التاريخ لذا كان يبحث عن تفاصيل المكان هناك ويسأل عن أماكن ممتلئة بالقصص. وكان صور الماء في هذا الكتاب من أروع ما التقطته كاميرته. فكيف سيكون شكري في مكان لا علاقة لتاريخه، ولا إرثه، ولا معتقداته به؟ كيف ستكون صوره؟ نتطلع لمشاريعه القادمة في الصورة، ولأماكنه الجديدة. مكان صغير: (1) - " لقد كبر أطفالي، ولدي ورق جاهز لطباعة الصور، فلماذا لا أفعلها، أمضي في التصوير" المصورة كلوريان ليو. بعدها زارت أفغانستان، سوريا، العراق، الهند، المغرب، وأوربا، و... وحدها. كانت توثق الحقيقة بكاميرتها كما تقول. - "أفغانستان بيتي الثاني وشعبها عائلتي، ونحن بحاج لفهم ثقافتها، لو أنني أستطيع فعل ذلك بالكاميرا"كلوريان ليو - "شيئان يحتاجهما المصور: الدعم وتحمل المسؤولية لبيان صورة الإنسانية بشكل فنّي".كلوريان ليو (2) - الصورة مكان الوقت. - لماذا كلما كبر الإنسان صغر في عينيه المكان؟ - لو لم يكن المكان مكتملاً في الصورة ماذا أفعل؟ .. عليك بالكلام فإنّه سعة. - "خسارة.. لا توجد لدينا صورة واحدة لبيتنا القديم" جملة جديدة دائماً (3) - لا أطمئن إليها.. صور الأماكن بالذات. - "العطر وصي على عرش الورد، والضوء وصيّ على عرش الماء" أدونيس - في المكان رائحة صاحبه، صخب مزاجه، ونياته المكتومة. أفّ.. مَنْ يقوى على تصوير ذلك؟ - يتقلّب بكاميرته في المكان.. ليت هذا كلّ شيء.

/

طباعة : نشر:
 
يرجى كتابة التعليق هنا
الاسم
المدينة
التعليق
من
رمز التأكيد Security Image
 
جميع الحقوق محفوظة لشبكة النعيم الثقافية © 2003 - 2024م