قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
مقالات الأستاذ حسين المحروس
 
مُحتَرف أصغر... «تعال نرسم أيّ شيء» دعوة خاصة جداً من طفلة
الوقت - 2009/09/13 - [الزيارات : 6461]

مُحتَرف أصغر
«تعال نرسم أيّ شيء» دعوة خاصة جداً من طفلة


/

الوقت - نص وتصوير حسين المحروس:


المُحْتَرف: الموضع الذي يحترفُ فيه الإنسان ويتقلّب ويتصّرف.
يبدو أنّ هناك شخصاً آخر يتقلّب ويتصرّف في محترف الفنان التشكيلي أصغر إسماعيل. ما الذي حدث؟ ومَنْ هذا المتصرّف؟ في صباح يوم الجمعة 28 أغسطس/ آب 2009 زرت المحترف مرّة أخرى للتصوير. محترف واسع اتخذ أصغر من سطح بيته في منطقة الجفير بالمنامة مكانا له. السطح كلّه محترف، يمكن للفكرة أن تركض فيه. اقترحتُ عليه سنبدأ بالنحت ثمّ نعود للرسم. تأخّر أصغر في الاستعداد قال لا أجد أهم إزميل عندي للنحت. إزميل مهم للغاية، أحضرته من الخارج ولا يوجد مثله. قلّب المواضع وعلب الأدوات دون فائدة. أعلن أصغر رسمياً الإزميل غير موجود نهائياً. اختفى مع مطرقة صغيرة، وكرر على أهمية هذا الإزميل وتفرده في إنجاز العمل، قال لا بدّ أنّه حفيدي الصغير محمد، له قدرات في إخفاء الأشياء. بإعلان اسم المتصرف الخفي هدأ نصف الموقف. أوقف أصغر البحث ولم ينفعل.
هذا المحترف دشنه أصغر في العام ,1997 يتسع للعمل الكثير المستمر وجدرانه تكفي لإقامة معرض دائم. فيه مجموعة نوافذ كافية لدخول ضوء كثير، يسانده لونه الأبيض في نشر الضوء. وفيه أيضاً ما يضمن إنجاز وإتمام اللوحة في مكانها: آلات ثابتة متخصصة في قطع الأخشاب، وأخرى لقطع وتثبيت الإطارات على اللوحات مهما كان حجمها وشكلها. محترف يضمن الاستقلالية وإدارة الوقت.
يستيقظ أصغر مبكراً ويصعد إلى محترفه حتى الساعة الواحدة ظهراً. وقد يعود إليه عصراً إذا استدعى الأمر. هو المحترف الثالث له. الأول كان غرفة نوم مشتركة مع إخوته في حي المخارقة وسط العاصمة المنامة. يقول أصغر جوار منزل لشخص من عائلة التاجر. غرفة لا تصبح محترفاً إلا عندما أكون وحدي فيها.. الوقت فيها أيضاً محدود.. الحرية صغيرة لذا كنت ألجأ لسطح البيت كثيراً. نحن في العام .1978 المحترف الثاني في غرفة منفردة (مجلس) في صحن الدار في منطقة السقيّة بالمنامة أيضاً، يتحدّث عنه أصغر بحماس هذه الغرفة/ المجلس هي فعلاً أول مرسم حقيقي لي بعد أن خلا البيت. وبعد أن استأجر الصديق الفنان خليل ترابي البيت صار يشاركني في المرسم. كنت حينها مازلت عضواً في أسرة هواة الفنّ، في محترفه الثالث سعة لخيالاته وحماسه ولقصص لوحاته المعلقة على جدرانه. سألته: لموضوعات لوحاتك قصصها؟ قال: نعم.. هذه لوحة امرأة جميلة مطلقة جالسة تستمد القوة من صديقتها، وهذه لوحة الحاج حسن العكري أحد الذين قادوا مظاهرات عمّال بابكو في الستينات، وهذا الفلاح الحاج يوسف يقول لي الأغنياء مثل جذابة شفط الماي في البستان ما تشبع، وهذه لوحة امرأة تمّ تهجيرها من البحرين إلى إيران بالقوة مع كلّ أفراد عائلتها
- حدث ذلك في العام 1982 وكان عددهم 21 شخصاً عن طريق البحر.
- نعم.. كلهم من عائلة واحدة رجع بعضهم إلى البحرين، لكن لا أعرف أين هي الآن.
قد يتمدّد محترف أصغر ويهبط إلى حديقة البيت عندما تكون أعمال النحت كبيرة جداً يصعب نقلها للمحترف. وهو يقدم على منحوتته من دون تخطيطات أوّلية بخلاف الرسم.
ولد أصغر إسماعيل في المنامة العام .1950 درس في مدرسة السلمانية الابتدائية الإعدادية للبنين. هناك التقى بمدرس مادة الفنون حسين الثقفي، وصار يلجأ إليه كلما فرّ من بعض المواد المملة مثل درس الدين، يقضي معه وقتاً في غرفة الرسم الصغيرة جداً جوار مقصف المدرسة. يحكي أصغر كنت أرسم لوحات لسوبرمان وشمشون الجبار في دفتر رسم المدرسة ذي الاثنتي عشرة ورقة وأبيعها على بعض التلاميذ المقتدرين. كنا فقراء، الطعام ليس متوفراً في البيت كلّ يوم، ولا نرى ثياباً جديدة إلا في العيد. بعدها انتقل إلى مدرسة النعيم الثانوية وشارك في وضع رسومات وديكور لبعض مسرحيات نادي النعيم الثقافي. يقول أصغر كان صديقي في المدرسة عيسى الوطني يشتري لي الألوان للديكور، وبعد أن أنجزت مرة ديكور مسرحية أعطاني خمسمئة فلس دخلت بها مع عشرة أصدقاء السينما. عمل أصغر موظفاً في شركة ألبا. أقام معرضه الشخصي الأول العام 1985 في فندق هلتون، والثاني بعد 23 عاماً هو معرض هارموني العام .2008 عضو جمعية البحرين للفنون التشكيلية. هو الآن متقاعد، متفرغ للرسم والنحت.
في ساعة الرسم والتصوير والحديث دخل علينا طفل واثق يحمل في يده تفاحة، وفي الثانية موزة. صعد على منضدة خلف حامل اللوحات، يأكل التفاحة وينظر في لوحة جده من الأعلى. سأله أصغر:
- بابا محمد أخذت الإزميل؟
- نعم.. في البيت عندي..
- فقط الإزميل؟
- لا.. معه مطرقة.


مكان صغير
- حين يرسم الأطفال لا يصلون الخطّ بالخطّ
- رسمت الشجرة حتى جذورها..الطفلة الصغيرة قالت في ثقة: أنا أرى الجذور
- لوحات الأطفال لا تخلو من طيور.. مَنْ قال إنهم لا يطيرون؟
- الرسامة الصغيرة استخدمتْ لوناً واحداً للبيت وللناس الذين يسكنون فيه
- تعال نرسم أيّ شيء دعوة خاصة جداً لي من طفلة
- غالباً.. الأطفال لا يبدأون الرسم باللون الأسود
- رسمت أباً، أمّاً، طفلاً واحداً هو هي
- محمد الصغير رفض بيع لوحاته لي.. جده فقد لوحاته الأولى

http://www.alwaqt.com/art.php?aid=179162

طباعة : نشر:
 
يرجى كتابة التعليق هنا
الاسم
المدينة
التعليق
من
رمز التأكيد Security Image
 
جميع الحقوق محفوظة لشبكة النعيم الثقافية © 2003 - 2024م