من خلف القضبان .. تهنئة "2"
حسن سلمان أبو علي
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليك يا أبا عبد الله .. يا نور الله الزاهر .. السلام عليك يا قمر بني هاشم أبا الفضل العباس .. السلام عليك يا عليل كربلاء يا زين العابدين .. السلام عليكم يا أبطال كربلاء ورحمة الله وبركاته ..
أبعث لكم .. لجميع الأحرار والشرفاء .. لجميع من سار على نهج الحسين (ع) .. نهج " هيهات منا الذلة " .. تهنئة حارة عطرة .. ملؤها الشوقُ والمحبة والولاء في ذكرى ولادة أبطال كربلاء .. أبطال الحرية والإباء .. سلام الله عليهم أجمعين .. راجياً من الله عزّ وجلّ أن تصلكم وأنتم في أحسن حال من الأحوال .. واسمحوا لي أن أشارككم لمحة من فضائل سيد الشهداء (ع) في ذكرى ولادته الميمونة ..
ورد في الدعاء المأثور ليوم الثالث من شعبان المصادف ليوم ولادة الإمام الحسين (ع)، التالي : " اللهم وهب لنا في هذا اليوم خير موهبةٍ وأنجح لنا فيه كل طلبةٍ كما وهبت الحسين لمحمدٍ جدِّه وعاد فُطْرُس بمهده .. " وكلامي هنا سيكون لذكر " فُطْرُس " الملقب بـ" عتيق الحسين "، ففُطْرُس هذا كان مَلَكاً من ملائكة الله تعالى أرسله الله في أمرٍ فأبطأ فيه، فعاقبه الله بأن كَسَر جناحه وأزاله عن مقامه وبعثه إلى جزيرة من جزر البحر، فمكث فيها ألف عام، وكان فُطْرُس صديقاً لجبرائيل (ع)، فلما وُلد الحسين (ع) أمر الله تعالى جبرائيل ومعه ألف مَلَك أن ينزلوا إلى النبي (ص) ويهنئونه بالحسين (ع)، فنزل جبرائيل (ع) ومر على فطرس فقال له: إلى أين أنت ذاهب؟، فرد عليه جبرائيل (ع) بأنه قد وُلد لمحمد (ص) في هذه الليلة مولود فبعثني الله عزّ وجلّ لأهنئه، فقال: يا جبرائيل استأذن ربك في حملي إليه لعله يدعو لي، فاستأذن جبرائيل ربه في حمله فأذن له وحمله على جناحه ووضعه بين يدي النبي (ص)، فسأل جبرائيل عن قصته فأخبره بها، فلما أدى جبرائيل (ع) رسالة التهنئة، نظر النبي إلى فطرس (ع) وأمره أن يمسح جناحه على الحسين (ع)، ففعل ذلك، فردّ الله عليه حالته الأولى في الحال, فلما نهض قال له النبي (ص): إلى أين يا فطرس؟، قال: إلى مقامي الذي كنت فيه، فقال له النبي (ص): فإن الله تعالى قد شفعني فيك فألزم أرض كربلاء، وأخبرني بكل من يزور الحسين (ع) إلى يوم القيامة. فهذا فُطْرُس الذي سُمّي " عتيق الحسين (ع) " بسبب هذه الواقعة.
وأختم لكم حديثي هذا – الذي أرجو أن لا أكون قد أطلته عليكم – بذكر حديثٍ عن الإمام الصادق (ع) في ذكر إحدى مناقب هذا الشهر الفضيل .. والدالّ على الخير كفاعله ..
عن الصادق عليه السلام قال: " من قال كلّ يوم من شعبان سبعين مرة ( أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحيُّ القيّوم وأتوب إليه ) كتبه الله تعالى في الأُفُق المبين، وهو قاعٌ بين يدي العرش فيه أنهار تطرد فيه من القدحان عدد النجوم.
اللهم صلّ على محمدٍ وآل محمد، وأعدنا وإياكم على مثل هذه الذكرى ونحن في حالٍ أفضل من هذا الحال .. وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون.
المحتاج لدعائكم .. حسن أبوعلي 4 شعبان 1430
|