بسم الله الرحمن الرحيم
إن عملية التغيير في أي مؤسسة محكوم لطبيعة هذه المؤسسة، ومحكوم للمتغيرات الزمانية والمكانية، والتغيير لا يأتي دفعة واحدة وإنما يحتاج إلى تهيئة أرضية لكي يكون التغيير منتجاً ومؤثراً، هذا لا يلغي التفكير الجاد في ما هي آليات التغيير وأسلوب التغيير. حالة النقد البناء مقبولة وطبيعية إذا كانت صادقة، أما إذا تحولت إلى حالة تهريج وتهويش فإنها تكون كالزبد.
وهنا نعرض إلى مسألة وهي: أن البعض تأخذه هوسية النقد لأجل النقد، وتأخذه عنجهية التنظير حتى يقال انه (م…ف)، مشكلة هؤلاء أنهم ينبهرون بالعناوين الكبيرة المفرغة من المحتوى الحقيقي لها، تراهم يشرقون ويغربون في مالا يعنيهم، يا ترى لو تكلم عالم الدين في أمور الطب التخصصية ماذا سيقولن عنه؟! بلا شك ستكون الإجابة واضحة انه تكلم فيما لا يعنيه.
لا يفهم من هذا الكلام أن الصرح الحوزوي فوق النقد، لا، بل بحاجة إلى النقد البناء الذي ينبع من حسن نية لكي نرتقي به، ولكن يجب أن ندرك أن المسألة خاضعة إلى عدة أمور منها:
• ما هي طبيعة النقد.
• والى من موجه هذا النقد.
• وما هي آلية إصال النقد.
• وما هي الفائدة المرجوة منه، هل من باب التدرب على كتابة المقالات؟ أم هي الإرادة الجدية للتصحيح؟ فإذا كان الثاني فهناك طرق أسهل وأسرع لإصال الملاحظاة.
لا تخلوا مؤسسة من النقد، ولا يوجد مؤسسة تدعي لنفسها الكمال، فأكبر مؤسسة يتوافر فيها (الطبقة المثقفة) فيها نقص وتحتاج إلى تغير وربما وجد من ينتسب إليها وهو لا يحمل مؤهل يؤهله لذالك المنصب، والشواهد كثيرة على ذلك: قرءنا في صحفنا المحلية عن توقيف شخص يحمل شهادة عالية ويدرس في الجامعة بعد ذلك تبين أن الشهادة مزورة، ألا يوجد شروط ومعاير واضحة للقبول والرفض لهذه المؤسسات، فكيف يقع هذا الأمر…..؟ فهل من العقل أن نحكم على الكل من خلال بعض الأفراد؟
نرجع ونقول أن عملية التغيير حالة صحية لكل مؤسسة، وهذا لا يعني أن التغيير ناتج عن تخلف أو تراجع وإنما ناظر إلى المتغيرات الزمانية والمكانية والظروف الموضوعية التي تحتم عليه التغيير.
أما ما يتعلق بالتغيير في الصرح الحوزوي فله شأنه الخاص، في الدائرة الخاصة (لأهل الحلوالعقد). ويخطئ من يدعي بان المنتسبين إلى الحوزة ممن لم يتمكن من إكمال الدراسة أو الحصول على العمل يلتجأ إلى الحوزة، ففي الحوزة كفاءة عالية لا يمكن لأي عاقل وبصير غض البصر عنها، وقد يتوفر ممن لم يحصل على شهادة ثانوية ولكن هذا الأمر لا يعد نقيصة في حقه قد تكون قدراته ورغبتة تأهله لان يدخل الحوزة ويكون منتجاً ونافعاً لمجتمعه ما المانع من ذلك؟!
نستذكر نماذج من الواقع مثلوا أروع الأمثلة العملية:
الشهيد السعيد السيد محمد باقر الصدر النابغة الذي عجز عن الوصول إلى مستواه حملةالشهادات العالية لم يكن عنده شهادة إعدادية.
الأمام الراحل روح الله الخميني استطاع أن يؤسس دولة عظمى لم يكن عنده شهادة أكاديمية.
وهناك نماذج جمعت بين الأمرين الحوزوية والأكاديمية من أمثال:
الدكتور بهشتي، الشهيد السيد أحمد الغريفي، وغيرهم الكثيرين.
وللحديث تتمه للعناوين التالية:
العالم المثقف والمثقف العالم.
توارث طلب العلم.
|