قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
مقالاتالأستاذ كريم المحروس
 
أنت فاسق ما لم تكن متيقطنا قبل انتخابات 2010 م
شبكة النعيم الثقافية - 2009/06/21 - [الزيارات : 5398]

أنت فاسق ما لم تكن متيقطنا قبل انتخابات 2010 م

كريم المحروس
21/6/2009م

بعد أيام من العودة المشؤومة إلى جزيرتنا البحرين، تداولت مع محلل مطلع في الوضع السياسي القائم، فرجّح من خلال تحليل مفصل له: إن المعارضة ستتسابق في العقد الأول من هذا القرن على لعب دور (علي بن يقطين) في عهد هارون العباسي، وربما يناوش بعضها البعض من أجل احتكار هذا الدور ذي المكاسب الملموسة غير المكلفة، وسيُزج بالتيار الشعبي كله في حسم هذه المناوشة.. ثم لن تبقى بعدئذ لأي جهة معارضة ولا لشخصيات مستقلة حتى من دور غير دور (ابن يقطين) وإلا سيكون مصيرها الضمور والانكماش.. فكلهم سيستحيلون "يقاطنة" في "يقاطنة" لأن الأمر سيصبح عندئذ مصيريا وسيمس وجود المتخلفين عن المسايرة في "يقطنة".

أما أنا، فلربما أسرفت أمام هذا المحل المطلع في معالجة مشروع الإصلاح السياسي من خلال الاقتصار على قراءة مؤسسات قانون أمن الدولة التي لم يشملها الحل بعد التوقف عن العمل بقانون أمن الدولة الذي شرعها وعمدت الحكومة على زيادة المخصصات المالية لهذه المؤسسات واستبدلت أسماءها بأخرى أو دمجتها في أشكال إدارية مدنية غير ملفتة أمنيا وإنْ بان مظهرها الطائفي حادا. والى ذلك أرجعَتْ الحكومة كل اللعبة الرسمية إلى أدوار أمنية هادئة بعيدة المدى وقد تفوق في خطورتها دور قانون أمن الدولة نفسه، ولكنها ستأتي منجمة ومجزئة بحيث تستعصي على الربط الشامل من خلال التحليل بنظرة كلية. فالأمر عند هذا الحد بات يمس الصفة الاعتبارية للدولة بما هي تركيب شامل لمواطنين هم أبعد ما يكون عن التنعم بساعة أمن وطمأنينة برغم نشوء قوام اصطلح عليه "الدولة".

أما وقد صدّق الواقع تحليل المحلل المطلع ؛ فلا مناص من التصديق بأن كبار المعارضة استحالوا "يقاطنة" وما أدراك ما حال "اليقاطنة" حين يطل علينا عام الانتخابات القادمة.. هم اجتهدوا ومازالوا، فغفلوا ثلاث صفات لمن لم يحكم بما انزل الله تعالى: الكافر، الفاسق، الظالم .. ثم تناسوا إن الأئمة (عليهم السلام) لم يأذنوا في عصرهم الممتد حتى عام 329هـ بتقمص دور"اليقطنة" إلا في حالين خاصين لم يتعلقا بدور حماية الأئمة (عليهم السلام) أنفسهم من ظاهرة الاغتيالات السائدة آنذاك وهم على وجه البسيطة أطهر وأفضل الخلق وولاة لأمرهم .. كل المجتهدين استحالوا "يقاطنة" من غير حاجة حكومية سياسية لتمرير قانون تقاعد النواب، إلا لتضمن الحكومة به مشاركة انتخابية بكل"اليقاطنة" الجدد في فيلم أبت إلا أن يكون ملكيا فكاهيا!.

ساعات الواقع دحضت الكثير من النظريات العلمية قبل تحولها إلى قانون، والقانون نفسه لم يسلم من نقض الواقع حتى، فكيف بالتحليلات السياسية هذه! .. وفي معرض معالجتنا للواقع بعد مرور ثمانية أعوام على سنة "الطبعة الدستورية" قلت للمحلل الواقعي الصديق: إن هناك حكايات باتت ملفتة لانتباه السياسيين والمثقفين البحرانيين الجادين الملتزمين بمتابعة الهم الديني والوطني العام في جزيرتنا تتساوق ومواقف"اليقاطنة" المنتظرين على أحر من الجمر لساعة الانتخابات القادمة، وأنك واحد من هؤلاء السياسيين أو المثقفين أو من كليهما معا قطعا، ولابد أنْ تشدك ملامح هذه الحكايات الطريفة ، وستَجْري في ذهنك أشباحها جري الصور كعادة علماء الدين المحللين الذين جبلوا على ذلك.. وستبعث هذه الحكايات في بدنك انشرحا لن ينفك عن ابتسامة عريضة سترتسم على محياك في حضوري.. إنها حكايات أكسبتني بما أغنى الخبرات ودفائنها .. فإليك هذه الحكايات الطريفة:


حكاية قديمة أولى اختزنت طرفة تداولها البحرانيون بينهم في السبعينات. المجمل منها: إن عائلة إنجليزية عزمت على استثمار وجودها في مدينة جامعية عريقة، فسجلت إعلانا في جريدة نص على استعدادها لتعليم اللغة الإنجليزية الأصلية لأي أجنبي وافد لمدينتها مقابل إجرة .. وإن والدا بحرانيا صَرَفَ كل ما كان في وسعه، وخاض غمار المستحيل، من أجل أن يتقن ابنه اللغة الإنجليزية التامة ليضمن له بها مستقبله . لكن الوالد المثابر هذا عبثا صرف وبذل وخاض .. وشاءت الظروف أن تلتقي مصلحة العائلتين – البحرانية والإنجليزية – في لقاء أُتْبِع بعقد بيني أوجب سفر الابن البحراني "الفطن" إلى البيت الإنجليزي وتمكينه من استغلال البيئة الجديدة النائية عن بلاد العرب والضامنة لكسب اللغة الإنجليزية الأصيلة بتفاصيل تعقيداتها اللفظية في أجل مدته سنتين فقط .. ولما انقضى الأجل المقرر ؛ سافر الأب المثابر إلى بريطانيا ليستعيد ابنه إلى وطنه مفلحا منجحا قد استوجب شغر أكبر وأفضل وظيفة في أحد القطاعين: العام والخاص.. فكانت الحادثة المفاجأة المثيرة بعد السنيتين في بريطانيا: لم يكتسب الابن اللغة الإنجليزية ولا شيئا منها مطلقا، ولكن كسب كل أفراد العائلة الإنجليزية اللهجة العامية البحرانية الدارجة وتحدثوا بها بطلاقة، وكانت أولى الجمل التي سمعها الوالد حين طرق باب الإنجليز هي "منهو انته" صادرة عن رب العائلة الانجليزية!.

وحكاية ثانية في طرفه مثيرة جاءت على شكل نثر قرر فيها الشاعر: إن عجول المزرعة اجتمعت بشكل طارئ لمعالجة الآثار المترتبة على واقعة هروب ثورها الزعيم من الحضيرة فضلا عن معالجة آثار كارثة التحاقه بصفوف أعداء الحضيرة في مزرعة أخرى مجاورة. فما كان من خيار أمام عجول الحضيرة إلا إصدار قرار بعقاب صارم قضى بتقاسم مأكل الثور الهارب ومربضه لأنه كفر ولم يستحق إلا سقر.. وبعد عام وقعت حادثة مثيرة: لم يرجع الثور ولكن ذهبت وراءه الحضيرة!.

ولأنك عالم دين وذو اختصاص؛ اسرد لك حكاية ثالثة خطيرة جاءت في حادثة علمية على شكل مواجهة نظمها بعض علماء الدين المخلصين لوضع حد للفلسفة الوافدة على بلاد المسلمين من بلاد الكفر اليونان والإسكندرية وجنديسابور ومن ثم ردعها قبل أن يستفحل ريحها في مناطق تداول علوم الفقه والرواية والدراية مثلما استفحل ريحها في بلاد منشئها وأدت إلى تقويض أسس الدين المسيحي ودعائمه .. أعيت هؤلاء العلماء الحيلة واستنفذوا الوسيلة في معالجة النص والدليل القاطع لحسم المواجهة العلمية الشرسة، فما كان من خيار عندهم غير: توظيف أدوات الفلسفة ذاتها ومناهجها للقضاء على غول الفلسفة، ودحض حججها العقلية المحرجة حتى .. وبعد عقود من المناوشات؛ وقعت حادثة مثيرة: لم يهرب الفلاسفة الغرباء بفلسفتهم إلى حيث ديارهم اليونان والإسكندرية وجنديسابور خائبين مندحرين ، ولكن ولدت في الحوزات فلسفة "إسلامية" ما انفكت تندمج في كل يوم مع مظاهر التصوف في شكل نظري عضوي وعملي أصطلح عليه "العرفان"..وأرجو ألا تكون عارفا أو أحد جسورها في جزيرتنا!

لم يتبسم المحلل كما توقعت وقطعت، ولم ينشرح لقولي بثلاث حكايات اعتقدتها طرائف، وباغتني بالقول: أما عن الطرفة الأولى فقد انقلبنا عليها و"خبرك عتيق"..غزا بلادنا الأسيويون منذ السبعينات، فتعلمنا لغاتهم ولم يتعلموا شيئا من لغتنا العربية. فكان من الواجب على سلطاتنا أن تتدارك الأمر بإغراقنا في بحر من المجنسين العرب حفظا للغتنا وأصالة لهجتها من مارد الأسيويين ولغاتهم التي أشاعت لحنا في لهجاتنا قبل لغاتنا!..

واما الطرفة الأخرى فالحديث فيها مقرف ولا ينبغي لي التفصيل فيه حفظا للمروءة والعدالة .. ولكنها علاقة جدلية بين المجتهدين وأصل "العنوان الثانوي" الذي أحل لنا في هذا الجيل مقام الموسيقى والشطرنج المحرم نصا. ولا اشك في أن "العنوان الثانوي" المجرد من النص والمؤيد بالعقل قد أدخلنا في مذهب ابن حنبل قبل أبى حنيفة فتساوينا بذلك مع السلفية وتقاربنا معها في اصل من اصولها..أما رأيت صفحات إليكترونية بحرانية كثيرة تتقارب فيها أيقونات القرآن والدعاء مع أيقونات الموسيقى؟!.اما سمعت بأن لوائح الشطرنج وقطعها قد غزت بعض البيوت ولعب بها بعض علماء الدين وأولادهم بعد صلاة الظهر والعصر؟!

واما الطرفة الثالثة فسأزيدك بيتا فيها: أصبح البعض من شبابنا من هواة "العرفان" جريا على عادة "الخرفان"..و"أطرش في الزفة".. ولكن دعني أصارحك: كل طرائفك تندرج تحت مثلنا (لا حضت برجيلهه ولا أخذت سيد علي) ، فأنت تعلم بأن السياسة لا ثبات فيها مطلقا ، فيوم لك فيها ويوم عليك حتى أصبحت الشريعة معها في غاية المرونة وبما فيه الكفاية حتى يجر زعماؤنا الطائفة أكملها في لعبة "اليقطنة" كخيار استراتيجي ، والحال إن الأئمة (عليهم السلام) استغلوا مراحل الانفراج السياسي في ما بين الدولتين الأموية والعباسية لتعزيز الدور الثقافي القائم على حفظ مروياتهم (عليهم السلام) وتداولها في أوسع نطاق. فتجد أعلى التميز في تحمل الرواية جاء في عهدي الإمامين الباقر والصادق(عليهما السلام). لذلك سُجلت في عهديهما أعدادا هائلة من الروايات مثلت اليوم قوام الشريعة وهيئتها.

بالله عليك قل لي ما هو حجم الدور الثقافي الذي أدته جهاتنا الإسلامية بزعاماتها المتعددة منذ مطلع هذا القرن حتى الآن، ثم قارن هذا الأداء بحجم الانشغال بالشؤون السياسية التي تشهد كل يوم انقلابا واضطرابا؟.. وأجيبك: لا لشيء .. إلا لأنهم ليسوا بمستوى الأداء السياسي الذي تأمله قطاعات مجتمع جزيرتنا، فانصبت مقاصدهم على التعلق بأعذار "العنوان الثانوي" هروبا عن أداء الواجب الذي أملته عليهم شريعتهم .. وهم كذلك ليسوا بمستوى الأداء الثقافي الذي تأمله قطاعات مجتمع هذه الجزيرة فتعلقوا بـ"العنوان الثانوي" حتى يكون لهم عذرا في تجميد هذا الدور الذي يتطلب مستوى علميا ومنهجيا لا يتوافر عليه قطاع كبير من علماء الدين البحرانيين.

ولا تنسى يا صديقي أن "اليقطنة" تُصنع في بيئة القصور الوفيرة ومؤسسات الدولة المرفهة ، ولها "عنوان ثانوي" ظاهر يؤيدها في دائرة الاجتهاد .. وإن المجتهد في سياسات اليوم بحاجة إلى مئات "المتيقطنين" وليس لاثنين على سيرة الأئمة (عليهم السلام) .. خذ مثالا من البرلمان ، الشورى ،المجلس الإسلامي الأعلى، جهات العدل والمحاكم ، الجمعيات السياسية، وما أشبه .. كم "متيقطن" يمكن أن يغطي الأدوار الشرعية في هذه الجهات؟! .. ولا تنسى أيضا إن "التيقطن" بحاجة لمتشرعين لا سلطان للشيطان عليهم، ومَنْ أفضل من علماء الدين إدراكا لمقاصد الشرع؟ ..

إننا بحاجة إلى كل الأدوار .. دور البحراني الذي فرض لغته ولهجتها على البريطانيين حتى يكون مسايرا للشرع بلا عقل متيقن!.. وبحاجة لحضيرة كاملة تنضم لحضيرة الأعداء على اختلاف ميولها حتى تتمكن من صناعة التكامل السياسي الجمعي!.. وبحاجة إلى "عرفان" يزيد في درجة الولاء واليقين بوظيفة "اليقطنة" وبلا تردد تبنيها كعنوان ثانوي واجب الأداء والتقمص!

إن خوض غمار الانتخابات النيابية بات وشيكا ، وعلى الأعتاب. وطُعْم تأمين تقاعد النواب من بعد خمس سنوات عمل غير متعب ولا مكلف؛ زاد من حدة التنافس وأعبائه في مقابل جشع الأنفس المريضة المتربصة بنا الدوائر.. و"اترك عنك" تحليلات "الصفة الاعتبارية للدولة" وتطور مؤسسات قانون أمن الدولة وما إليهما من أحاديث فلسفية لا واقع لها ولا تستحق الهم! .. هذه كلها ترهاتك وخزعبلاتك وهرطقاتك ، وكلها تجانب الواقع التفاعلي!.

طباعة : نشر:
 
يرجى كتابة التعليق هنا
الاسم
المدينة
التعليق
من
رمز التأكيد Security Image
 
جميع الحقوق محفوظة لشبكة النعيم الثقافية © 2003 - 2024م