قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
مقالات الأستاذ حسين المحروس
 
عبدالله في أرامكو «الحلقة الخامسة»
صحيفة الوقت - 2009/05/11 - [الزيارات : 6522]

أهل البحرين في أرامكو «الجزء الأول»
عبدالله في أرامكو «الحلقة الخامسة»
لياقة المتصرف


يعرفون أنّه سيخرج عليهم غاضباً من شرفة بيته، وأنّهم سيغادرون يحملون كرة القدم الصغيرة مثل كلّ يوم لكنهم يعودون، يلعبون، يتلاسنون، يضعون خططاً ليس لها زمن ويلعبون، ينسون. يخرج عليهم بإزاره وقميص نومه، نظارته الطبية، عينيه الصغيرتين، ووجهه المحمرّ في أقصى مراتب الجدّة.
يصرخ " ياوليدات.. هذا ليس مكان اللعب. روحوا مكان آخر". يسكت فيهم اللعب. يحملون الكرة. يغادرون. يأتون في اليوم الثاني لأنهم ينسون.
كم كان يحبّ لعبة كرة القدم، والمصارعة الحرّة حدّ الهوس لكنّه لم يلمس الكرة، ولم يصارع غير طموحاته منذ الصغر. أن تعشق الشيء لا يعني أن تلمسه. لا يعني أيضاً أن لا تصارعه.

محنة علي العَسمي
في العام 1951 وقعت المملكة العربية السعودية الاتفاقية الثالثة مع الولايات المتحدة الأميركية، وتقضي بإنشاء أوّل قاعدة عسكرية أميركية في الظهران. لكن الاتفاق حول هذا المشروع كان في العام .1945 بدأ مشروع البناء وبدأت معه احتجاجات يسيرة جداً. فمن عمّال أرامكو رأس تنورة خرجت رسالة تناشد ولي العهد آنذاك الملك سعود بن عبدالعزيز بعدم بناء هذه القاعدة. لا تفاصيل واضحة عن صيغة الرسالة ولا محتواها، ولا عدد الموقعين عليها من عمّال أرامكو. المصادر الشفوية لا تسميها رسالة "احتجاج" ولا تصفها بالسياسية. يقول الوطني "بعد بناء القاعدة العسكرية الأميركية في الظهران قام عمال أرامكو بكتابة رسالة إلى الملك سعود بن عبدالعزيز-وكان حينها ولياً للعهد- تطالب بعدم السماح بإنشاء القاعدة العسكرية. فجاءت الأوامر باستدعاء كلّ مَنْ وقّع في تلك الرسالة.
في الليل أرسل إليّ شخص يُدعى "علي الغامدي" طلب مني فتح "الإسكان"، ففتحته له. قال لي "أريد رقم غرفة كلّ شخص اسمه (سعيد) ففعلت وكنت لا أعرف بعد ما الأمر".
لم ينته الحدث عند ذلك، وتأزّم عندما طال أحد أصدقاء الوطني من أهل البحرين العاملين في أرامكو رأس تنورة. يروي الوطني "في عصر اليوم التالي كان لدينا مبارة كرة قدم مع فريق "شباب الخبر". بينما نحن كذلك جاءني "عبدالكريم حجاج" في الميدان. وأمه بحرينية من بيت الشيخ علي المنتفض من منطقة السنابس، وأبوه من "تاروت" في السعودية. قال لي بأنّهم جاءوا لاعتقاله فلم يجدوه. لكنهم وجدوا "علي العسمي"، من المحرق، الذي يسكن معه في الغرفة نفسها، فاعتقلوه بدلاً منه.

محنة «الوطني»
بدأت محنة لم تكن في بال الوطني. كان عليه أن يتصرّف بما أوتي من علاقات طالت حتى النواطير. أليس هو "الوطني" المدافع عن حقوق العمّال في بابكو وأرامكو؟ من أين سيبدأ؟ كيف سيوفق بين عمله الشاق في إدارة "الإسكان"، ومتابعة محنة صديقه البحريني علي العسمي؟
يحكي الوطني التفاصيل بقوله "أوقفت المباراة وتفرغت للأمر كلّه. كانت لي صلة كبيرة مع مدير الشرطة في رأس تنورة ويدعى "عابد" وشخص يدعى "سليمان" مساعد أمير رأس تنورة. أكثر الشرطة يعرفوني، صغيرهم وكبيرهم. لكن المحنة الكبرى فعلاً هي منع السؤال عن أي شخص محبوس في الـ (jail). رحت أتحرى "أتشمم" عن الأمر فوجدت مجموعة من الشرطة جلوساً في الخارج. ناداني "عوض" مساعد "عابد" قال لي "عبدالله اليوم مسكوا واحد بحريني أسمر يلبس نظارة جلدوه 100 جلدة"، فعرفت أنّه علي العسمي. الآن عرفت أين يسجن العَسمي».
في يوم الجمعة- الإجازة الرسمية- غادر الوطني مكتبه متوجهاً إلى "القطيف" حيث يسجن "علي العسمي". كان اسم مدير السجن "صالح" وله بالوطني علاقة. التقى به الوطني ورحّب به، وبالغ الوطني في الترحيب به عندما أعطاه مرتبةً جديدة لسريره، ففرح. قال له "لا أريد منك شيئاً غير رؤية علي العسمي فوافق".
يقول الوطني "بعد أن اطمأنيت عليه غادرت أرامكو متوجهاً إلى بيت علي العسمي في المحرق مباشرة، وقبل أن أذهب إلى أي مكان آخر. التقيت بوالدته - رحمها الله - تفقدت حالها، وحال أسرة العسمي الصغيرة. صرتُ أزور العسمي كل يوم جمعة، وأزور عائلته كلما عدت إلى البحرين أحمل سلاماً منه إليها، ومنها إليه. توثقت علاقتي به أكثر وأصبح - لاحقاً- من أقرب الناس إليّ، وأهم الأصدقاء عندي. بقي العسمي في السجن مدّة في السجن. عاد إلى البحرين، وعمل في الكهرباء. أفرج عنه في العام 1958 حسبما أتذكر. كان العسمي هو السجين البحريني الوحيد في هذه القضية. وما كان ليحدث لو كان عبدالكريم حجاج في غرفته في تلك الليلة.

أنتَ لِوْطِني؟
جاء اسم الوطني في التحقيق كثيراً عند "علي الغامدي" و"سليمان" مدير أمن "رحيمة" في رأس تنورة، لكن "عابد" تحدث عنه بما يرفع أيّة شبهة عنه، وعن وظيفته في أرامكو رأس تنورة. مدحه كثيراً فغضوا الطرف عنه. يقول الوطني "كدت أعتقل أيضاً لولا معاملتي وطريقة إدارتي للإسكان حتى أنهم كانوا يقولون لي مازحين "أنت سنّي أكثر منك شيعي" فنضحك معاً. وماذا نفعل في هذا التمييز يا ولدي؟
كانت لي إدارة نافذة تسمح حتى بإقالة العامل إذا أساء لكني لم أحتج إلى ذلك أبداً.
- طيب هنا سؤال: لماذا طلبوا معرفة رقم غرفة كل شخص اسمه "سعيد"؟
- لأنّ مجموعة لا بأس بها من الموقعين يحملون اسم "سعيد".
- هل تعرف عدد الذين وقعوا على العريضة؟
- نعم.. حوالي 80 إلى 90 شخصاً، لا أعرف العدد بالضبط عدد لا يذكر إذا ما نظرت إليه ضمن العدد الهائل للعاملين في أرامكو رأس تنورة فقط فكيف في "الظهران" و"بقيق"؟ يجب أن تلتفت إلى أنّ العمّال هناك يكرهون أميركا وكان يومها راديو "صوت العرب" مسموعاً ومؤثراً. كان بعضهم يأتي إلى مكتبي من أجل الاستماع إلى راديو صوت العرب في مذياعي الصغير فأسمح لهم إذا لم أكن مشغولاً. رجال هيئة "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر" يمرون بسكن العمال غرفة غرفة يصغون إلى ماذا يفعل العمال. يومهما كان مذيع إذاعة صوت العرب "أحمد سعيد".
في إحدى المرات كنت أستمع إلى راديو العراق. احتجت لشرب كوب من الشاي فذهبت إلى المطبخ. لكن نشرة الأخبار انتهت وجاءت الأغاني التي هي ممنوعة عند رجال الهيئة. سمعت ضرباً على باب غرفتي بالعصا، عرفت أنهم هم. فتحت الباب فكان رئيسهم "تركي بن عطيشان" رآني فهدأ. سألني:
؟ أنت لِوْطِني؟
- إيه نعم أنا لِوْطِني.
؟ حياك الله..
- تفضل اشرب معي الشاي.
أخذ كوباً من الشاي وغادر».


فـي الحلقة المقبلة:
؟ أهل البحرين في أرامكو.
؟ لماذا غادرت أرامكو؟

 

نقلاً عن صحيفة الوقت ( العدد 1159 الجمعة 28 ربيع الثاني 1430 هـ - 24 أبريل 2009 )
http://www.alwaqt.com/art.php?aid=161325

طباعة : نشر:
 
يرجى كتابة التعليق هنا
الاسم
المدينة
التعليق
من
رمز التأكيد Security Image
 
جميع الحقوق محفوظة لشبكة النعيم الثقافية © 2003 - 2024م