قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
مقالات الأستاذ حسين المحروس
 
عبدالله في أرامكو «الحلقة الرابعة»
صحيفة الوقت - 2009/05/06 - [الزيارات : 6976]

أهل البحرين في أرامكو «الجزء الأول»
عبدالله في أرامكو «الحلقة الرابعة»
أحوال الوطني


الوقت - حسين المحروس:
يعرفون أنّه سيخرج عليهم غاضباً من شرفة بيته، وأنّهم سيغادرون يحملون كرة القدم الصغيرة مثل كلّ يوم لكنهم يعودون، يلعبون، يتلاسنون، يضعون خططاً ليس لها زمن ويلعبون، ينسون. يخرج عليهم بإزاره وقميص نومه، نظارته الطبية، عينيه الصغيرتين، ووجهه المحمرّ في أقصى مراتب الجدّة. يصرخ ‘’ ياوليدات.. هذا ليس مكان اللعب. روحوا مكان آخر’’. يسكت فيهم اللعب. يحملون الكرة. يغادرون. يأتون في اليوم الثاني لأنهم ينسون. كم كان يحبّ لعبة كرة القدم، والمصارعة الحرّة حدّ الهوس لكنّه لم يلمس الكرة، ولم يصارع غير طموحاته منذ الصغر. أن تعشق الشيء لا يعني أن تلمسه. لا يعني أيضاً أن لا تصارعه.


فريق التآلف
عمل الوطني على تأسيس فريق لكرة القدم يحقق حلمه القديم، يكون تابعاً له، يخوض به وينافس الفرق الأخرى التي كانت موجودة، لكنها كما قال علي حبيب قريش لم تكن منظمة بما فيه الكفاية. هذا جزء من الترفيه الذي هو مسؤول عنه ومعني به. يقول الوطني «عندما تعينت مديراً للإسكان قمت بتأسيس فريق لكرة القدم باسم "التآلف"».
لماذا اسم «التآلف»؟ لأنه يتكون من جنسيات مختلفة من العالم: من السودان، البحرين، السعودية، إيطاليا، أفغانستان، اليمن، الصومال وباكستان. هو الفريق الوحيد الذي يمكن أن تطلق عليه اسم «التآلف». هذا الفريق حقق إحدى عشر كأساً رياضية. يتكون من أربعمئة لاعب.
لكن الفريق الذي أنتمي إليه فيه عشرون لاعباً مع مدرب إيطالي يدعى «جازولا» يعمل في أرامكو أيضاً. السودانيون هم أفضل اللاعبين ويتم تدريبهم عصراً. ويجتمعون في مكان خاص للترفيه».
بسبب وظيفة الوطني الجديدة التي لا يستغني عن خدماتها أحد في أرامكو كلها، وبسبب تأسيسه لهذا الفريق صار مشهوراً جداً في أرامكو كلّها.


هناك نحو سبعين ألف موظف في أرامكو رأس تنورة كلهم يعرفونه. كانوا ينعتونه باسم «ابن جلوي» لماذا؟ يقول الوطني «لأنّه لا أحد يدخل عليّ مكتبي من دون إذن، ولصرامتي في التعامل مع الأخطاء، وإنصاف العاملين.
تشجع أرامكو موظفيها على ممارسة هوايتهم، وقد تصرف بعضهم عن أعمالهم لممارسة هذه الهواية إذا استدعى ذلك. فكثيراً ما سمحت للاعبي كرة القدم في المجموعات المتنافسة بالذهاب والاستعداد لخوض المباريات التنافسية.
يقول قريش في هذا الشأن «إن فريق التآلف هو فريق أسسه الوطني من جنسيات مختلفة، وهو تابع له ورئيسه. هناك شخصيات أسست فرقاً رياضية من موظفي أرامكو مثل: الحرمين، الجبلين، صفوى، الجبيل، وغيرها.
وهي أسماء دوائر موجودة أصلاً في أرامكو. ففريق «صفوى» تابع لدائرة الترفيه. وهو الفريق الذي أنتمي إليه، ولي دور في تأسيسه.
فريق «التآلف» هو الفريق الأفضل من حيث التنظيم وجودة اللعب، وكثرة اختلاط الجنسيات فيه. فبعض الفرق سعودية محضة لا جنسيات فيها. هناك أنواع من الدوري الداخلي.
ففي أقسام أرامكو الكبرى: الظهران، رأس تنورة، وابقيق هناك دوري ثلاثي بين المناطق الثلاث، حيث تختار كل منطقة فريقاً واحداً مؤلفاً من أفضل لاعبي الفرق الداخلية. ويسمونه (دوري كأس أرامكو).
لكل فريق كرة قدم رئيس غير عادي يرأسه لكن الوطني زاد عليهم بقوة العلاقات، وقوة الترويح عن النفس».


حال الوطني
ماذا يحدث لحال الوطني عندما تكون هناك مباراة بين فريقه «التآلف» وفريق آخر؟ كيف يتصرف؟ هل يتفاعل مع اللاعبين فلا يلتفت بما يحلّ به؟ يصرخ في اللاعبين ولا يستقر على كرسيه؟ يقول الوطني «لا أذهب لمشاهدة المباراة نهائياً. أدخل غرفتي وأضع قطناً في أذني كي لا أسمع صوت الأهداف. وعندما نفوز يأتيني الناس في غرفتي «مبروك عبدالله مبروك» فأقوم بتوزيع العصير عليهم مجاناً».
يروي قريش هذا المشهد بتفاصيل أكثر «عندما تحدث مباراة بين فريق «صفوى» الذي يديره أبومحمود وأنتمي إليه أنا، وفريق «التآلف» الذي يديره الوطني يعتري كل واحد منهما من الحركات والسلوكيات ما لا تراه فيهما ولا في أحد في أرامكو. يتحولان إلى «فيلم» بحسب ما نقول. أحدهما يشرق والآخر يغرّب.
وفي مباراة نهائية بين فريقي صفوى والتآلف، وهي نهاية الدوري الداخلي لم يستطع الوطني حضور المباراة. دخل غرفته وأغلقها عليه. كان ينتظر أن يأتيه أحد يخبره بالنتيجة.
فلما انتهت المباراة ركب «خليفة وندي» دراجته الهوائية مسرعاً نحو غرفة الوطني. ضرب عليه الباب.
سأله الوطني: بشّر يا وندي؟ فقال «للأسف، غلبونا واحد صفر» فسقط الوطني مغشياً عليه. تجمع أعضاء الفريق والناس عند غرفته يسألون وندي عن الأمر فأخبرهم بما فعل فلاموه. عاد للوطني وعيه فصحح الخبر فقال «الله يغربك يا الوندي»، وأمر بتوزيع العصير مجاناً على الحاضرين وعلى أعضاء الفريق.
يقسّم الوطني لاعبيه من حيث المهارة والتمكّن، فيجعل اللاعب السوداني «نور الدايم» أهم لاعبي الفريق، وهو الذي نعته قريش بـ «ملك الأخلاق». قارنه الوطني بلاعب فريق نادي المنامة والمنتخب الوطني سابقاً لكرة القدم "محمد بهرام"، ثمّ قال «نور الدايم هذا أفضل منه بمرات كثيرة». اللاعبون الأساسيون إذا احتاجوا مزيداً من الوقت للتدريب يقوم المسؤول بتسريحهم من أجل ذلك.


اللاعب الجديد
عندما يتمّ توظيف عامل جديد يقوم الوطني - الذي لابدّ من اللجوء إليه - بالحديث معه في شأن مهارته في كرة القدم. بهذه الطريقة صار لاعبو فريق «التآلف» أفضل اللاعبين في أرامكو رأس تنورة. لكن قد ينشغل الوطني ويفوته ذلك.
يروي قريش مساعد الوطني في الإسكان «جاء إلى أرامكو شخصان من البحرين، هما: علي كمنجه، وعبدالجليل العريض، فأخذتهما إلى سكنهما الجديد. كانا يافعين. شككت في أنهما لاعبان جيدان.
أسكنتهما في خط «لين 628 قطيف» غرفة (2). سألتهما: هل أنتما رياضيان؟ فقالا: كيف عرفت؟.. سكتُ وغادرت نحو رئيس فريقنا «أبو محمود» قلت له: في «لين 628 قطيف» غرفة (2) لاعبان بحرينيان جيدان فعليك بهما. فعلت ذلك حتى لا أصطدم مع الوطني الذي كان أول من يتلقى الموظفين الجدد ويأخذ منهم الجيد لفريقه «التآلف».
ذهب «أبومحمود» إليهما واصطحبها إلى المطعم وسجل لهما وجبات ثلاث مجاناً، ثمّ اشترى لكلّ واحد منهما دراجة هوائية حمراء.
كان ذلك كفيل بتسجيلهما في الفريق ومن الصعب على الوطني سحبهما إلى فريقه. ما الذي سيحدث حين يعلم الوطني بالأمر؟ يقول قريش «عرف الوطني ذلك ونحن نتدرب في الساحة. التقى بهما لأوّل مرّة.
سألهما عن الذي أخذهما فأشارا إلى «أبومحمود» لكنه قال «لا.. البلعة وراء كل ذلك».
كانوا يسموني «الولعة» لأني أشعل الملعب عند اللعب، وهو يسميني «البعلة». استسلم للأمر وقال: «خلاص».


الهوامش:
؟ الأمير عبدالله بن جلوي بن تركي آل سعود ولد بالرياض سنة ,1870 ودرس في كتاتيبها، كان يكبر الملك عبدالعزيز ببضع سنوات. التحق بالملك عبدالعزيز ورافقه في محاولته الناجحة في معركة فتح الرياض العام 1319هـ/1902م. عُرف بالشجاعة والإقدام والعدالة. شارك مع الملك عبدالعزيز في معظم وقائع وحملات توحيد المملكة العربية السعودية. عُرف بالقوة والالتزام في تنفيذ أحكام الشرع الإسلامي والضرب على أيدي المعتدين، واتسم بالحزم والصرامة والإنصاف، وكانت له هيبة في البادية والحاضرة واستمر في إمارة المنطقة الشرقية حتى توفي بالأحساء العام .1935


فـي الحلقة المقبلة:

* محنة علي العسمي.. محنة عبدالله الوطني.
* من «أرامكو» إلى المحرق.. الوطني يحمل سلام العسمي.


نقلاً عن صحيفة الوقت ( العدد 1157 الاربعاء 26 ربيع الثاني 1430 هـ - 22 أبريل 2009 )
http://www.alwaqt.com/art.php?aid=161180

طباعة : نشر:
 
يرجى كتابة التعليق هنا
الاسم
المدينة
التعليق
من
رمز التأكيد Security Image
 
جميع الحقوق محفوظة لشبكة النعيم الثقافية © 2003 - 2024م