الولد ثمرة فؤاد الاُم
إن كلمة الام التي وردت كثيراً في القران الكريم و الأحاديث الشريفة تعني الاصل و المصدر ونظراً إلى ان الطفل يمكث في رحم امه ستة اشهر كحدٍ ادنى وتسعة اشهر كحد اعلى ويمتص بكل قواه البدنية و النفسية من ذخائر بدنها ويتغدى من اعصابها وجسمها وروحها فقد عبر عنها بالام
وفي الحقيقة فإن الام تمثل اصل الطفل ومصدره و الطفل يمثل تجسيداً لحقائق الام البدنية و الروحية وثمرةً من تلك الشجرة المباركة
ان فترة مكوث النطفة في صلب الاب قصيرة جداً أما في رحم الام فإنها تمكث ما يقرب من مئتين وسبعين يوماً وعليه فإن جميع تأثراتها واستلهاماتها أو أغلبها انما تأتي من الام ومن هنا فإن الاهمية التي اولاها الاسلام للام لم يولها لغيرها ابداً ان افرازات كيان الام بدنياً وروحياً تتجلى في وجود الطفل وهو يجبل على ما جبلت عليه الام في أغلب اطواره ومسيرة حياته عن وعي منه أم عن جهل
على البنت و قبل ان تدخل عش الزوجية أن تعلم او تُعلم بانها ستكون اماً في المستقبل وعليها منذ الآن الاهتمام بغذائها ومعاشرتها وتصرفها وتربيتها وايمانها كي تكون مصدراً لجيلٍ طاهر صالح ملتزم بالآداب
وعلى الام ان تتحلى بالطهارة والعقل السليم والأخلاق الانسانية بغية تخريج ولد يتمتع بالوقار والادب و الطهارة والبأس والعلم
في احد مقتطع زيارة ورارث نخاطب سيد الشهداء الامام الحسين (ع) اشهد انك كنت نوراً في الاصلاب الشامخة و الارحام المطهرة
وفي نفس الزيارة ننسبة الى خديجة الكبرى وفاطمة الزهراء(ع)
السلام عليك يابن فاطمة الزهراء السلام عليك يابن خديجة الكبرى
ان ما يوصي به الرسول الاكرم (ص) إذا كانت البنت و المرأة خضراء الدمن كما عبر فليس من الممكن التفاؤل بأن تعطي ثماراً طيبة وتهب عطاء الهياً وانسانياً على المرأة ان لا تجلس ما شاءت من المجالس حتى وان كانت تضم الارحام لان بعض هذه المجالس تسودها المعاصي وتترك بصماتها على روحية الام وربما تسلب منها حقيقة الامومة على المرأة ان لا تتناول ما تمليه رغبتها وميولها من الا طعمة فرما لم يعُد الطعام من الحلال وبذلك تترتب عليه اضرار سيئة لها ولولدها
على المرأة مراعاة جوانب الطهارة و النجاسة و المواظبة على الفرائض والسنن و الجوانب الأخلاقية كي يتحول كيانها إلى نور ومدعاةٍ لاشراقته
وفي اخر الحديث قد وصلنا عن المعصومين انهم اتخدوا من الزهراء (ع) اسوة لهم وتمثلوا معطياتها الفكرية و الروحية والاخلاقية و الايمانية
|