قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
مقالاتالأستاذ كريم المحروس
 
نسوا سهوان وتقاسموا تيار (حق) و (الخواجة)
شبكة النعيم الثقافية - 2009/02/10 - [الزيارات : 5216]

نسوا سهوان وتقاسموا تيار "حق" و"الخواجة"

كريم المحروس
9/2/2009م

صورة قديمة لم تزل عالقة في مخيلتي منذ مرحلة الشباب ولم أجد مثيلا لها في جزيرتنا من بعد عودتي من ديار المهجر.. رحم الله ملا حسن سهوان، هيئته النحيفة ظلت قابعة في ذهني منذ السبعينات .. يهم بمسجد شيخ يعقوب في منطقة النعيم الوسطي فيدخل مطبخه أولا قبل صعود منبر القراءة .. يحط على باب المطبخ ملابس الملا لساعة، فيرتدي ملابس التواضع بدلا وبلا أدنى انفعال لتكلف أو لرياء..يعد (غواري) الشاي و(دلال) القهوة و(يبكر القداوه) ويتوج رؤوسها ورؤوس (النوارجيل) بـ (التتن)، ثم يغسل الفناجين ويزيد جمر (الدوة) فحما.

ما أن ينتهي الملا سهوان (أعلى الله تعالى درجاته) من أداء هذا الدور جزيل الثواب حتى يتبادل أطراف الحوار الشيق مع شباب المنطقة في حلقة تحيط بـ (دوة) الجمر.. إنها صورة إنسانية رائعة جدا لن أنساها ما حييت.. صورة طالما حن إليها جيل شباب اليوم الهائم على سجيته بين أشكال من المراتب الدينية التي لا يقوى أحد على إحصاء ألوان ادعاءاتها الفوقية بالحداثة في كل شيء يتعلق بالمجالس والشعائر الحسينية ومن خلفهما السياسة.. ألوان متعددة قضت على ذاكرة شباب اليوم بفكر لا هم له إلا تحويل الحسينيات إلى نوادي ثقافية أو سياسية لعقد مناوشات شعرية ونثرية من وراء طاولة مستديرة وربطة عنق (كرفته) سوداء، والناس من حولها تردد: "أحسنت .. أعد.. أعد .. رحمك الله تعالى"!.. حتى ينفضوا بعد ذلك إلى البيوت ورؤوسهم جامعة بين الاستياء من ظاهرة الشعائر بأشكالها المختلفة والرضا بما كتبته سياسة تحقيق الممكن لهم!

وصورة أخرى حديثة انتزعتها من مجلس حسيني هندي في دولة أوروبية حيث دعاني سيد هندي وكيل لمرجع ديني في النجف الأشرف.. تقدمت على السيد الهندي فدخلت حسينيته وجلست حيث المكان الذي يليني.. وحتى لحظة انتهاء الملا من سرد المصيبة؛ انشغلت بمشهد أجنبي على ذاكرتي ولم تسعفن محاولات التجرد من عصفه أو قهره الذي ألمّ بذهني .. شاهدت في المجلس عمائم سوداء كثيرة وبيضاء قليلة متناثرة بين الحضور في كل أنحاء الحسينية بلا انتظام ، ولا من زاوية تحشرها أو صدر يجمعها. فقطعت في نفسي بأن مرافقي السيد الهندي لم يعتل مكانا خاصا مبرزا لرتبته.. هو يتساوى مع نظرائه من العلماء الحضور .. لابد أنه يجلس بالقرب مني .. التفت يمنة ويسرة وإذا بي أراه على يساري، يفصل بيني وبينه شخص واحد.

انتهزت اللحظات الأولى لانتهاء القراءة فسألت صاحبي السيد الهندي: ألا يحترم الحضور الهنود ها هنا ورثة الأنبياء: العلماء.. رأيتهم موزعين بين الحضور في المجلس .. يجلسون بين الناس متناثرين بلا تمايز ، ولا مكان خاص هنا يجمعهم وأنت فيهم مثلهم .. هل هم إلى مراتبهم مختلفون ..متضاربون.. متنافرون على صيغة التنازع المرجعي؟! .

أجابني: لا تستهن بهم ولا تعجب لفعلهم ، إن ورثة الأنبياء أشد تواضعا من عامة الناس لأنهم جمعوا بين درجتين متساويتين من العلم والخلق رفيعتين. ووظيفتهم صناعة مثال الإنسان الملتزم بين الناس، فالناس بحرهم وهم لأجلهم صُنِعوا فيَأتُون ولا يُؤتَون، ولن تجد لهم تزاحما في جانب من المجلس أو تحزبا في صدر يخصهم.. حالهم كحال مجالس العلماء عندكم في البحرين.. أليس كذلك وأنتم أهل التواضع كما سمعت منذ واقعة " كل يا كمي" للشيخ ميثم البحراني؟

ابتلعت غصتي وسكنت إلى الفكر للحظة.. فيها حضرتني فجأة الصورة المنقذة في الذاكرة.. صورة الملا حسن سهوان ، فسردت للسيد الهندي صاحبي مشاهدها من أولها إلى آخرها. ثم بذلت محاولات جادة لأكشف له عن مشهد حديث لتواضع مجالس العلماء في الحسينيات عندنا بما يفوق الصورة الهندية أو حتى يفوق مشهد تواضع الملا سهوان قديما أو بما يتطابق معهما .. عبثا فعلت .. ربما لطول غيابي عن البحرين حتى خلت ذاكرتي من مشهد لحادثة في هذا الشأن العظيم! . لكني سقت له صورة مثالية حديثة من وحي المخيال سرعانما فطن السيد الهندي مغزى سردها.. صورة رمزية عن مجلس حضرته خلال موسم عاشوراء الماضي وكان رمزها رجلان طاعنان في السن صديقان متلازمان في الحل والترحال، دخلا الحسينية فجأة ومن خلفهما عدد من المرافقين. فاستنفر جانب العلماء وقامت العمائم عن بكرة أبيها تستقبل الرجلين حتى أجلسوهما ومرافقيهما في مجلسهم ثم تناثروا بين زوايا المجلس من غير أدنى رعاية لمراتبهم ولا حتى معوقات مرض بعضهم. وحين تسأل أحدهم: لماذا أخليتم مجلسكم للشيبة ومرافقيهم، فالحضور من الناس أولى بذلك ؟. قالوا: في المساجد والحسينيات لا مراتب تحكم سلوكنا ، كلنا مع الناس سواسية، فنحن لهم ، وهم لنا على كل حال ، وفي توقير كبير السن نص وبلا تمايز! .

ابتسم السيد الهندي وأرخى رأسه على صدره ثم رفعها فجأة وقال: إذن ضيعتم الميثم البحراني وغبتم عن الملا سهوان!

في مرحلة الملا حسن سهوان لم يكن للسياسة من أثر في الحسينيات ولا في المساجد. وكانت مراتب العلماء تُحدد بمستوى علمهم ودرجات خلقهم بين عامة الناس فلا تجد إلا تسابقا بينهم في درجات التواضع متقدما على الدرجات العلمية. واما في مرحلتنا هذه فقد باتت السياسة وولاءاتها الصانع الأول للمراتب والمحدد لدرجاتها بلا عقد نظر للعلم وللخلق. وكلما تصعّد الحس السياسي ولو بدرجة واهنة عند أحد العلماء، أو أنيطت به وظيفة سياسية من لدن مرتبة سياسية أخرى ؛ظن في قرارة نفسه أن مرتبته هذه تصعّدت طرديا إلى الحد الذي يحق له فيه مجاوزة خلق المجالس وآدابها الاجتماعية.

والى ذلك سقطت أيضا آداب المداولة في السياسة مع جميع النشطاء السياسيين والفاعلين في الساحة ، كرموز "حق" و"مركز حقوق الإنسان" ، بذريعة استقلالهم بمنهجهم السياسي عن خط العلماء ومن ثم تمردهم على مرجعية النضال وشرعيته أو خلو جهاتهم منها، أو ولوجهم منفردين دائرة محرمة لم يحن وقت الولوج فيها بعد . ومن هنا لم يستحقوا بسبب ذلك إلا تقاسم ما أبقياه من إنجاز شعبي وتفتيت تيارهم المعارض بالتعاضد مع الإجراءات الأمنية المتخذة ضدهم من قبل السلطات .. ولولا وجود عالم دين شريك بينهم كان أشيع بأن لا رتبة يعتد بها له؛ لما صدرت البيانات والتهبت الخطب!

طباعة : نشر:
 
جميع المشاركات تعبر عن رأي كاتبها
 
الاسم التعليق
نحن معكم
التاريخ :2009-02-10
اخي العزيز
اني ارى في مقالك تصغير من حجم الأساتذه
شخص مثل الأستاذ حسن المشيمع اثر على نفسه وعلى اهله الراحه والأمان والأستقرار..من اجل هذا الشعب..الا يستحق مناا ان نقف بجواره في هذه المحنه وان نهتف باسمه

ان شخص في الستينات من عمره الأولى به ان يرتاح في منزله بعد كل هذه المعاناه الطويله..ان يحافظ على امان اسرته.

ولكن حسه الوطني الأصيل يأبى السكوت على مايرتكب في هذا الوطن...لأن مبادئه ثابته ولاتتغير وسيظل يهتف بالحق

ستظل سيرة حق والخواجه في السنتنا

نحن معهم الى ان ينصرهم الله

حسن أبوعلي
التاريخ :2009-02-10
لخصت فأجدت..
ورويت فأحسنت..
وحركت ساكناً لن يجد سوى الصمت نديما له!

بوركتْ..
جابر
التاريخ :2009-02-10
أخ (نحن معكم) انا قرأت كلام المحروس كان تأييد للمشيمع والخواجة وقال بان الاخرين حاولوا الان استثمار تضحياتهم بدل الدفاع عنهم .
اقرأ الفقرات الاخيرة للمقال تكتشف رأي المحروس وكيف الاخرين اسقطوا الادب معهم للاسف الشديد:
(والى ذلك أسقطوا أيضا آداب المداولة في السياسة مع جميع النشطاء السياسيين والفاعلين في الساحة ، ومنهم رموز "حق" و"مركز حقوق الإنسان" )
واقف بين الخطوط في الساحة
التاريخ :2009-02-12
احسنت استاذنا العزيز
لقد نقلت الواقع المرير عبر كلماتك و قلمك
وفقك الله

حسين المحروس
التاريخ :2009-02-17

سلام شيخنا..
الناس هنا سياسيون حدّ النخاع، وأهلها في المرتبة العليا حتى لو خلا جوفه من أي معرفة. يكفي أن تدخل السجن وتخرج ليصنع منك بطل غير عادي حتى لو خفيت تهمتك وهبط فعلك.
أودّ أن أذكرك بالسيد محمد صالح الموسوي رحمه الله حين حطّ الناس من قدره لأنّه لم يقل ولم يصرح بأي شيء أيام الأحداث في التسعينيات على الرغم من كل هذه الثقافة غير العادية التي يحملها.أطلعني مرّة على بعض مذكراته الخاصة التي يدخرها ليوم معلوم سيأتي قريباً فرأيت فيها ما أره في مدونات السياسيين أنفسهم. ورأيته أكثر تسيساً منهم جميعا

كيف؟ لما آعدّه أنا كذلك؟ سوف تعرف هذا قريباً ولن تصدق! عدا أنّه لم يكن أهوج تتصرف فيه حماسته أكثر من فهمه لمتطلبات الساحة وما كان عليه فعله.
تعرف أنا أكره الكتابة في السياسة ما تختلط بشيء آخر اجتماعي أو ثقافي. وأذكر مرة أني كتبت مادة سياسية سريعة ونشرتها في الأيام. ولك أن تتصور حجم الاتصالات بعضها من شخصيات سياسية!!! ههههه مع أنها مادة صغيرة جداً تحترق في اليومي الثاني مباشرة مثل أي رأي سياسي لا يقوى على إدراك عمق الحالة.
الشيخ حسن سهوان والسيد الموسوي أكثر إنسانية وعمقاً من مترفي السياسة وإن وضع الناس قبل أسمائهم نعوت كثيرة تمنع تواضعهم أو التواضع معهم.
هل رأيت. سهوان يصنع خاطرك ومشاعرك على الرغم من رحيله الطويل.. لأنّه يمتلك منجماً من هذه التي نسميها (الإنسانية).. ولو تكلف شيئاً منها لكانت بينكما نفرة.. أجد الشيخ أحمد مال الله قريباً منه في ذلك فلم أعوّل يوما ما على موقفه السياسية في بعض خطبه الأولى ولم أعوّل على سجنه.. لكني عوّلت بالدرجة الأولى على إنسانيته التي نحرث بها نفوسنا كلما دخلها غمٌ أو مسّها شيء من الاحباطات اليومية.
لسنا حبيسين في ذكرايتهم مادمنا نستعين بإنسانيتهم

حيدر
التاريخ :2009-02-17
انا اضيف الى ما تفضل به الاستاذ حسين المحروس:

ما تبثه الصور الانسانية غير المصطنعة والمتكلفة من شخصياتنا الدينية هو ما يصنع الثقافة عندنا ، ولذلك بقت ذكرياتهم في انفسنا مع وجودهم بينا ورحيله معنا ، ومثالهما الشيخان مال الله وسهوان رحمهما الله تعالى .

ما يثير فينا السخرية اليوم ان نسمع مناقب لبعض الزعامات في التواضع الى الناس عن حد ، واذا ما بحثنا خلف هذه الصورة الوجدانية البريئة سنجد آلة خداع دعائي سياسي ضخمة جدا يقودها المقربون من هذه الشخصيات وبتوجيه من هذه الزعامات بشكل مباشر!!!
.

 
يرجى كتابة التعليق هنا
الاسم
المدينة
التعليق
من
رمز التأكيد Security Image
 
جميع الحقوق محفوظة لشبكة النعيم الثقافية © 2003 - 2024م