أجوبة الشبهات 1
السؤال الأول : في زيارة عاشوراء الخاصة بالحسين (ع) نقرأ جملة : أن يرزقني طلب تارك . وبعد ذلك وفي الزيارة تتكرر الصيغة ولكن بالشكل التالي أن يرزقني طلب ثأرك ، فهل يعود ذلك إلى الاتحاد و الوحدة بين الحسين (ع) وشيعته، أم أن هناك وجوهاً أخرى في الجواب ؟ الجواب : إن نسبة ثأر الحسين (ع) إلى الزار نفسه يمكن الإجابة عليه بوجوه عدة منها
أولاً : ما أشار إليه السائل في سؤاله من أن لجميع الشيعة إتصالاً روحياً بالإمام السبط (ع) وفي الحقيقة الامر فإن شيعة الحسين (ع) هم بمنزلة الأجزاء الوجودية للإمام (ع) كما تدل على ذلك الاحاديث الواردة ومنها قول المعصوم ( شيعتنا خُلقوا من فاضل طينتنا وعجنوا بما ولايتنا ) وكذلك ما أخبر عنه رميله عن أمير المؤمنين (ع) من شيعتنا يصاب في مشرق الأرض أو مغربها بمرض أو جرح إلا وأصابنا مثله.
ويدل على الأمر أيضاً جواب الإمام الرضا (ع) لسائل سأله: أصابُ أحياناً بحالة من الحزن أو الفرح دون أن أعرف لذلك سبباً فأجابه الإمام بأن ذلك يحصل لحزن أو فرح يصيب الإمام (ع).
يتبين مما مر أن هناك حالة من التمازج الروحي و الاتصال المعنوي بين الإمام و أتباع و شيعته تسوغ نسبة ثأر الإمام الحسين إلى الزائر من شيعته و محبيه.
ثانياً: من المألوف المتداول في أدب الحوار بين كافة الاقوام من العرب و العجم أن إذا نزلت مصيبة على رئيس القوم وسيدهم فأن الاتباع و المشايعين يعبرون عن ذلك بقولهم أصابنا وحل بنا.
وحيث نعرف ما للإمام من موقع قيادي رباني فمن البديهي أن ينسب هؤلاء ماحل به إلى أنفسهم فيجعلون ثأره بالنسبة للإمام الحسين ثأرهم والدم المسفوك كأنه دمهم.
ثالثاً : أما التحليل الأخير فيحتاج إلى إيضاح بعض المقدمات و في هذا الإطار لا نشك أن جرأة بني أمية على ظلم الحسين (ع) وجرأ بهم على اغتصاب حقه وحق أبية من قبلة في الخلافة و الحكومة هو الذي جرأهم على ظلم المؤمنين من بعد هم وسفك دمهم وهتك حرماتهم حتى نستطيع القول بأن ما من ظلم وقع ويقع إلى يوم القيامة إلا وانتهت تبعاته إلى الأولين من غاصبي صفوف آل محمد(ص)
ولهذا البيان يتضح أن أولئك لم يسفكوا دم الحسين المظلوم (ع) ولم يظلمون آل محمد وحسب وإنما سفكوا بقتلهم الحسين (ع) دماء جميع المؤمنين وظلموا بظلهم آل محمد جميع المؤمنين إلى يوم القيامة و أعظم الله أجورنا وأجوركم بمصاب الحسين الشهيد.
السيد الشهيد دستغيب (قد)
|