برعاية سماحة العلامة الشيخ عيسى أحمد قاسم وسماحة السيد عبدالله الغريفي افتتح مؤخرا المقر الجديد لمجلس طلبة العلوم الدينية بمنطقة النعيم ، حيث أقيم حفل بهذه المناسبة حضره لفيف من العلماء الأفاضل و أهالي المنطقة ، وقد اشتملت فقرات الحفل على كلمة لمجلس إدارة طلبة العلوم الدينية ، كلمة لسماحة الشيخ عيسى أحمد قاسم ، و معرض مصغّر يضم بعض مرئيات وانجازات المجلس في الفترة السابقة .
بدء الحفل بتلاوة عطرة لآي من الذكر الحكيم تلاها الشيخ كاظم درويش ، ومن ثم تكلم سماحة الشيخ جاسم المؤمن عريف الحفل (بعد ترحيبه بالحضور) عن بداية المجلس وفوائده التي كان على رأسها كونه حلقة الوصل بين العلماء وأهالي المنطقة .
التبليغ الديني أهم المهمات وأخطرها كلمة إدارة مجلس طلبة العلوم الدينية بمنطقة النعيم ألقاها رئيس المجلس سماحة السيد محسن الغريفي ، حيث تناول في كلمته أهمية التبليغ الديني و نبذة تاريخية عن نشأة المجلس وأهدافه . وأوضح الغريفي بأن الطموح هو نشر فكرة مجالس وتجمعات طلبة العلوم الدينية ، حيث إن هذه التجمعات تقع على عاتقها أهم المهمات وأخطرها على الإطلاق ، فأي خطأ أو تقصير من قبلها ينعكس على الأمة كلها . التبليغ الديني وظيفة موجهة لكل قادر على هذه المهمة ، إلا أن الجهد المشترك والعمل الجماعي القائم على التنسيق والتعاون يعطي الحركة امتداد وعمقا أكبر ، خصوصا في ظل هذا الحشد المنظم والمؤسس ضد الأمة الإسلامية في الأنظمة الغير أخلاقية والفاسدة ، وأضاف سماحته بأن إنشاء مجلس طلبة العلوم الدينية بالمنطقة لم يكن حالة ترفيهية أو منطلق من أجل تحقيق أهداف شخصية ، بل كان وجوده منبثق من الإحساس العميق و القناعة للحاجة لوجود كيان واحد يهتم جميع المشتغلين بهذا الخط . فالمجلس يشكل تكتل علمائي كأقوى ما يكون بتلافي السلبيات التي قد يقع فيها العمل الفردي .
وبيّن الغريفي بدايات انطلاقة المجلس حيث كانت هناك حاجة لوجود تنسيق لكل الجهود التبليغية في المنطقة ، وأن المجلس يعد نواة أساسية لتشكيل مجالس وتجمعات أخرى أكبر في البلد ، حيث ستكون هذه التجمعات سندا لمواقف العلماء والمؤسسات الدينية ، وعلى مستوى المنطقة وضح الغريفي بأن الهدف هو السعي لتحقيق الانسجام بين لجان ومؤسسات المنطقة . و يأتي افتتاح مقر المجلس لرفع أشكال القصور التي تولدت من خلال عدم وجود مقر ثابت ، وليعطي انطلاقه ودفعه للمجلس لتحقيق العديد من الأنشطة التي تستدعي وجود مقر ثابت ، إضافة كون المركز محل للالتقاء والتقارب بين أعضاءه ومن جهة أخرى نقطة للتواصل مع جميع أبناء المنطقة وغيرهم .
علماء شيعتنا مرابطوا هذه الأمة بعد ذلك كانت الكلمة لراعي الحفل سماحة الشيخ عيسى أحمد قاسم ، الذي بدأ كلمته بالدعاء لله بأن يبارك هذا التجمع الإيماني والمركز متمنيا من هذا المركز أن يكون مركز اشعاع يهتدي به الضال ويزاد به المهتدي هدى ، وأن يكون منارة من منارات متعددة في هذا البلد . ومن ثم تكلم سماحته عن أهمية العلماء ودورهم في ضوء مفردات الحديث عن الإمام الصادق (ع) : ( علماء شيعتنا مرابطون بالثغر الذي يلي إبليس وعفاريته ، يمنعونهم من أن يخرجوا على ضعفاء شيعتنا وأن يتسلط عليهم إبليس وشيعته ) .
من هو المرابط ؟ المرابط له أوصافه ، فمن لم يكن صبورا ، أمينا ، خبيرا ، جادا ، ذو بصيرة و ذو خبره لم يكن مرابطا ، ومن كان يخاف أيضا لم يكن مرابطا ، المرابطة هي حراسة الحدود والسهر لحفظها والوقوف حصنا منيعا ومواجهة الخطر ، فالمرابطة تحتاج لمواصفات مهمة .. فكيف يكون مرابط من هو خائف !! العلماء هم في الخط الأول للدفاع عن هذه الأمة ، ليس هناك فاصل بين العلماء وجبهة الشر ، وهما متقابلان عند منفذ واحد يتربص من خلاله إبليس بالأمة ، بشبابها بنسائها بجماهيرها ، المواقع التي يجد إبليس منفذ من خلالها يقف العلماء عندها ليحولوا دون أن يُخترق هذا الثغر . من هو العفريت ؟ العفريت يتميز بخواص عديدة أهما القدرة الخارقة ، المكر والدهاء ، الخبث ، المنكر والعدوانية والعفريت هو كل ذلك هو جبهة الإخافة والتدمير ، هذه الجبهة لا تحارب بالسيف بل تحارب النفوس بكل وسائل التخريب والدمار وأول ما تفسده هو دين الإنسان ! هذه الجبهة بكل قوتها ولا يدرك خطرها العديد من الناس ، إدراك هذه الجبهة وأساليبها تحتاج لعلم ، خبرة ، يقظة ، سهر و رؤية واضحة هذه الجبهة تحتاج لجبهة العلماء ، وغياب الجبهة الأخيرة يعني فتح الباب على مصراعيه لإبليس ، للطغاة ولكل الذين يريدون الإفساد لهذا الإنسان ، مجتمع بلا علماء مجتمع يقوده إبليس وعفاريته ! من هم ضعفاء الشيعة ؟ الكثيرون من أبناء الأمة في مختلف المواقع لا يحملون الرؤية الإسلامية الكافية ، فالثغر الذي يتحدث عنه الحديث هو منافذ التضليل والشهوة ، زينة الدنيا وزخرفها هذه المنافذ يدخل من خلالها إبليس لمنافذ علماء غير أتقياء !! علماء لم يحصلوا على قدر كافٍ لدور تربوي وإيماني ، لأن الشيطان يتربص بالإنسان في كل لحظة لينقض عليه في شتى المنافذ يستطيع إبليس النفاذ للإنسان ، المنافذ الفكرية ، المادية ، وحتى الدينية ! ضعفاء الشيعة هم قد يكونوا ضعفاء تربية ، عقل ، حصيلة إيمانية زينة من زينة الدنيا وكل ما أحاط بالإنسان من زخرف الدنيا ، قد يكون العالم التقي الورع في الظروف العدية تكون له لحظة يُخاف عليه من منافذ الشيطان قد ينسفه فيها ! إبليس وشيعته لإبليس شيعة من الشيعة ومن كل المستويات وفي كل منعطف له شيعة ، والمشكلة أن يتسلط إبليس على عقول ونفسيات الشيعة ، حين يسيطر إبليس على الإنسان داخليا ، سيصبح هذا الشخص من شيعة إبليس.
دور العلماء العلماء عليهم أن يحصنوا الشيعة ، يجب عليهم أن يجعلوهم حصنا منيعا من علم ، ذكر ، عادات صالحة ، مشاعر طاهرة ، وعي إيماني ، إراءة للآخرة ، بيان لخبث إبليس لقيمة الإنسان وكرامته عند الله وإرجاع الإنسان الذي لوثته الحياة لخط الله ، فإذا بقي ضعفاء الشيعة ضعفاء ، وإيمانهم سطحي ووعيهم كذلك وإرادتهم هابطة فالشيطان يجد طريقا لأنفسهم وعقولهم ، كلما انهدم من الذات المسلمة شيئ أعاد العلماء ترميمها . العلم كل من تعلم الدين وتبصر في دينه وعاش معاناة من أجل الدين وهدفه الأول نصرة الدين، سواء كان من لبست العمائم أم لا ، فهناك من يلبس العمامة وهو ليس بعالم . قامت مجتمعات لا توجد فيها عمائم ، لكن كان هناك علم وعلماء ، لبست العمائم الصالحين هم جبهة الإسلام الفولاذية لهذه الأمة ، الذين إن اخترقوا جزئيا فلن يُخترقوا كليا . نحتاج لمرابط لا يُشترى ، يكون ذو حسٍّ مرهف تجاه الدين ، يحس بالخطر مسبقاً ،يشعر بالخطر على الإسلام شعورا مبكرا، الخطر على الإسلام يستفزه و يوقظه من النوم في أسعد لحظاته .
بعد ذلك دعا مقدم الحفل سماحة الشيخ جاسم المؤمن الحضور الكريم لزيارة المقر الجديد للمجلس و المعرض المصغر الذي أقيم على هامش الحفل والذي ضم بعض الأنشطة والفعاليات التي قام بها المجلس في الفترة الماضية ، يذكر أن المقر الجديد للمركز سيكون مفتوحا يوميا للأخوة أبناء المنطقة وغيرهم من السبت إلى الخميس عدا يوم الثلاثاء حيث سيخصص هذا اليوم للنساء إدارة وجمهورا ، حيث ستكون مواعيد فتح المقر على فترتين الفترة الأولى من الساعة الرابعة والنصف حتى السادسة مساءا والفترة الثانية من الساعة السابعة والنص حتى التاسعة والنصف مساءا .
لمزيد من الصور اضغط على الوصلة التالية
http://vb.noaim.net/showthread.php?s=&threadid=9303
|