هل قلبك سليم
نحن في ايام ذكرا استشهاد السيد دستغيب العالم و المفكر يسل الناس في كتابة القلب السليم إلى شرح مفصل عن هذا القلب الذي في صدورنا وعتبر إثم القلب في عدة مواضع من القران الكريم مرضاً للقلب ومن جملة ذلك قوله تعالى في سورة البقرة عن المنافقين ( في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضاً ) عندما يكون القلب مطهراً من أنواع العذاب و الأمراض فهو القلب السليم وسبب السعادة وفي سورة الشعراء يقول تعالى ( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ) يعني أن الأمور الاعتبارية الدنيوية كالمال تنفع للحياة الدنيوية فقط أما الحياة بعد الموت فلا ينفع فيها إلا القلب السليم فهو وحدة الذي ينفع الإنسان ثم إن احد أسماء الجنة دار السلام أي دار الأشخاص الذين يكونون سالمين من كل مرض و تلوث وعليه فا لأشخاص الملوثين بالذنوب يجب أن يبقون في مستشفى جهنم حتى يطهروا من تلك الأوساخ ويصحوا عندها يمكنهم الدخول إلى الجنة.
ما هو مرض القلب :
كما أن لبدن الانسان سلامة ومرض فكذلك قلب الانسان له سلامة ومرض سلامة الجسم أن تكون تمام أجزائه صحيحة تؤدي دورها وتترتب خاصيه و نتيجة ذلك الألم وصعوبة الحياة .
سلامة القلب في أن تظهر منه و تترتب عليه جميع خصائص الانسانية و آثارها بأن يكون القلب يملك اليقين و الاطمئنان بالنسبة للمعارف و الحقائق و العقاد و أن يكون مطهراً من جميع الامور القبيحة و الحيوانية.
ومرض القلب في الريب و الشك والعداوة في غير محلهما و الخوف و الامل في غير محلهما أيضاً و الحقد و الحسد والبخل وجميع هذه الامراض خلاف فطرة الانسان الأولية
يقول امير المؤمنين عليه السلام ( أن للجسم ستة أحوال الصحة و المرض و الموت و الحياة و النوم و اليقظة وكذلك الروح فحياتها علمها و موتها وموتها جهلها ومرضها شكها وصحتها يقينها و نومها غفلتها و يقظتها حفظها )
كما أنه عندما يمرض عضو من البدن فإن الانسان يعيش حالة من الألم و الضيق و تصبح الحياة صعبة علية فكذلك عندما يبتلى الانسان بواحد من أمراض القلب فانه إضافة إلى الابتلاءات التي تواجهه بعد الموت كما أخبر بذلك الشرع فأنة في هذه الدنيا يعيش الألم و الضيق و تضغط عليه الآلام النفسية الى حد انه يرجح الموت على الحياة ويصبح مستعداً للانتحار .
إثم القلب من مرض القلب؟
لأن القلب سلطان الجسد وأقوال اللسان وجميع الأفعال الاختيارية مرتبطة بإرادة القلب فمن الواضح أنة كلما كان القلب مريضاً فإن الأقوال و الأفعال تكون كذلك أيضاً.
كم هو عجيب إن الإنسان يبذل جهوداً من أجل سلامة البدن و التخلص من أمراضه ولا يدخر وسعا في صرف ثروته واستعمال الأدوية المرة والخضوع للجراحة وغير ذلك ولكنه لا يتحرك من أجل سلامة القلب وشفاء أمراض نفسه التي هي أخطر بآلاف المرات ويعرض عن أخبار الله و الرسول كأنه لم يرها ولم يسمع بها وينسجم من الآلام التي تسببها له تلك الامراض في الدنيا مثل الكذب والغيبة و النميمة و إلى ما لا نهاية ويرى أدله في الاخرة يحسبه بغيداً عنه أو لا يصدق به فهل ياترى أن كلام الله والرسول لا يوجد احتمال الضرر له بمقدار كلام طبيب ما أي لماذا الايقول الانسان لعل هذه الامراض المهلكة التي يتحدث عنها صحيحة و يعمل قبل فوات الأوان على معالجتها لأن رفع الضرر الكبير واجب عقلاً حتى ولو كان محتملاً إذن يجب على طالب القلب السليم ومريد سعادة الدنيا و الآخرة أن يحصل على اليقين الذي هو أساس الاعتقادات وعلاج كثير من الأمراض .
وفي الختام يقول أمير المؤمنين عليه السلام :( ألا وان من البلاء الفاقة و أشد من الفاقة مرض البدن وأشد من مرض البدن مرض القلب ألا من النعم سعة الحال وأفضل من سعة الحال صحة البدن وأفضل من صحة البدن تقوى القلب)
ألشيخ أحمد أبوعلي
الموافق:7122008
buali99@hotmail.com |