الدينارة حائرة بين زوجها الدولار وحبيبها الخليجي
1- يعرف الزواج الكاثوليكي بأنه ارتباط لا يفك مهما كانت خسائر الطرفين أو احدهما وحتى لو إن احد طرفي الزواج (وعادة هو الطرف القوي ) ركب على ظهر الطرف الضعيف كما تمتطى الدابة فلا سبيل لفك الارتباط المقدس . وهذا ما حصل بالنسبة لدينارنتنا المقهورة والدولار المغرور . اذ شاء القدر ان تزوج قسراً عملتنا الدينارة إلى العريس الغني دولار ابن العم سام في بداية الثمانينات من القرن المنصرم ، وخلافاً لعاداتنا وتقاليدنا نحن من دفع المهر نفطاَ وجهزنا بلادنا واقتصادنا عرضا وطولاً فرشة للعريس المدلل وكان الدولار حينئذ شاباً يافع وقوى. وكان الغرور يملاْ رأسه وكانت الديناره متصبره على غروره بل كانت لا تتوانى عن الفوشره بعريس الغفلة . ولكن الآن بعد تقريباً ربع قرن شاخ الدولار وانحنى ظهره وهرت أسنانه ولذا فان إمراضه أصبحت معدية فعروستنا الديناره مع كل عطسه للعريس الدولار تصاب بنزلة برد ..
ورغم ظهور عرسان محتملين ومنافسين أقوياء كالكمبيوتر الياباني الين والغضنفر الأوربي اليورو والمخضرم الإسترليني الجنيه والعملاق الصيني . إلا أننا نفتقد لقانون الأحوال المدنية لذا لا يحق للزوجة ان تطلب الطلاق وإذا تمردت فسوف تجر لبيت الطاعة . ولذا لزاماُ عليها ان تطيع الزوج طاعة عمياء .
وتزداد حسرة السيدة ديناره عندما ترى غناج العملات الأخرى التي ارتبطت بسلة من العرسان الفحول الأقوياء كالسيد يورو والسيد جنيه والسيد ين . إذ يتبارى هؤلاء برفع العرائس ، فكلما وهن احدهم رفعها الأخر بكل قوة وعنفوان . ولذا انتفضت دينارة الجارة الكويت ورمت دبلة الزواج في أعماق الخليج العربي معلنه على الملء أنى انفصل عن الدولار واني اخلعه واطلقة طلقة لا رجعه فيها لأنني ما عدت أتحمل سقطاته . وأريد ان اصعد عاليا وأتطلع لان احلق في الفضاء الواسع بدل القفص الضيق . وكذلك ابتدأت الدرهمة الإماراتية تغازل على استحياء . والريالة القطرية تنتظر فقط الفرصة . فهنيئا الحرية لديناره الكويت ولا عزاء لديناراتنا الفقيرة التي لا تفك في ان تردد :
( هذا ما جناه أبي علي وما جنيته على نفسي )
2 - اما العروس ( العملة الخليجية الموحدة )التي انتظرناها طويلاً ( أكثر من ربع قرن) إذ احتفلنا باليوبيل الفضي للـ GCC العام الماضي وكانت هي الغائب الأكبر ومن يعلم فقد نحتفل باليوبيل الذهبي ومن ثم البلاتيني ولا تكون موجودة أيضا هي الى جانب أخوانها ( السوق المشتركة والبطاقة الموحدة والجواز الموحد والقوانين الموحدة وكل ما يفيد المواطن الخليجي ويدخل في خانة فائدته الاقتصادية وكل ما يوحده على الأقل على الورق ) . ربع قرن من الاجتماعات الرئيسية والفرعية . كلفت من المال والجهد الكثير الكثير . وعندما اتفق اهل العزم بلقاء العروس المغناج ( العملة الخليجية الموحدة ) في عام 2010م هللنا ورقصناً طويلاً ، وتأملنا كما الأطفال الموعودين بالعيد وبحلاوة العيد بكل جميل وشطحنا بخيالنا بعيدا فلا تصريف ولا انقاص لوزن العملة بعد ان تتعدى الحدود ( .خليجنا واحد – وطننا واحد – عملتنا واحدة ) .
واتت الفاجعة وانفرطت المسبحة وسقطت أول خرزة . فعلمنا علم اليقين ان بقية الخرز ساقطة لا ريب . متى ؟ الله أعلم . ولنا تجارب ( جامعة الخليج – طيران الخليج ) .
فلا عزاء للعروس التي ترملت قبل الدخلة !!!!! .
|