قالوا

 يعيش الجميع اليوم عصر الثورة المعلوماتية التي تنتشر فيها الأفكار و المعلومات بسرعة و سهولة من و إلى أي بقعة من بقاع العالم، و لكن ما فائدة هذا الكم الهائل من المعلومات في ظل هيمنة رأي واحد و فلسفة واحدة على نوعية هذه المعلومات، و أعني بذلك الولايات المتحدة الأمريكية التي تعكس بمثل هذه الأفعال حقيقة العالم الذي تمثله و تريد في نفس الوقت.

الأستاذ علي السكري
من الذي صام؟ الدرازيون أم النعيميون؟   |    في ذمة الله الشَّابة زهراء عبدالله ميرزا صالح   |   ذمة الله تعالى الحاجة جميلة حسن عبدالله    |   على السرير الأبيض الحاج خليل إبراهيم البزاز أبو منير    |   برنامج مأتم الجنوبي في ذكرى ولادة السيدة الزهراء    |   في ذمة الله حرم الحاج عبدالله سلمان العفو (أم ياسر)   |    في ذمة الله الطفلة زهراء جابر جاسم عباس   |   نبارك للأخ الطالب محمد حسن علي ثابت حصوله على الماجستير في إدارة الأعمال    |   رُزِقَ الأخ عبدالله علي آل رحمة || كوثر || 12/12/2021   |   دورة تغسيل الموتى    |   
 
 الصفحة الرئيسية
 نبذة تاريخية
 أنشطة وفعاليات
 مقالات
 تعازي
 شخصيات
 أخبار الأهالي
 إعلانات
 النعيم الرياضي
 تغطيات صحفية
 ملف خاص
 خدمات الشبكة
 المكتبة الصوتية
 معرض الصور
 البث المباشر
 التقويم الشهري
 أرسل خبراً
 اتصل بنا
 
مقالات الأستاذ حسين المحروس
 
الجزء الثالث ..هــدايا التابــو ملــفــــــــــات غــــــــــــير..
شبكة النعيم الثقافية - 2008/04/22 - [الزيارات : 8318]

عمود بروفايل

هــدايا التابــو ملــفــــــــــات غــــــــــــير..
حسين المحروس

http://www.alwaqt.com/blog_art.php?baid=3479

 

''هل انتهت ملفات الفساد السياسي والأخلاقي والاجتماعي و لم يتبق ''إلا'' هذا الملف؟ و أن يعطى كل هذا الحجم؟'' هذا جزء من تعليق لإحدى السيدات على بروفايل ''الحوزويات.. آية السواد''. قبله جاءت تعليقات شبيهة على الجزء الأوّل والثاني من بروفايل ''هدايا التابو'' تقول ''وكأنّه لا يوجد ملف آخر غير الجنس وزنا المحارم، ولا توجد ملفات الفقر والظلم''. وفي المقابل تأتي تعليقات ليست قليلة بأنّ بروفايل ينتج ''ملفات غير''. من أين تأتي رغبة القارئ في ''ملفات غير''؟ ومتى تصبح ملفات بروفايل ليست ''ملفات غير''؟ مَن يعطي ''ملفات غير'' صفة ''غير''؟ ومنْ ينفي هذه الغيرية عن الملفات الأخرى؟ منْ يرتب الملفات بحسب غيريتها؟ من يرتبها حسب غيرة القارئ ممّا يأتي فيها عنه؟
في اللغة العربية ''غير'' من الحروف التي لها معنى. تأتي ''غير'' صفة لشيء، ونعت له، كما هي في التعليقات على بروفايل، وتأتي بمعنى ''لا''، و''سوى'' و'' إلاّ''. بروفايل كما أحبّت مجموعته وتعاقدت عليه أن يكون مخالفاً للكتابات والملفات والملاحق الصحفية، ومخالفا للمعتاد و''ما كان مخالفا للهوية والعينية والذاتية فهو غير وسوى''. و بروفايل شاء أن يكون التفاتة بغير وسوى، وأن يكون بعد ''إلا'' الاستثنائية التي هي من معاني ''غير''.
في كتاب ''فصوص الحكم'' لابن عربي الذي طاف به البروفايلي علي الديري علينا كثيراً، قال شارحه العفيفي ''والغيرة ساترة للحقيقة لأنها من الغير، والغير أنت''. الغيرة حجاب، والغيرية كشف، و''أنت'' تحتاج نرى ما في داخلها من ''غير، وسوى'' ولا معنى لها بغير ذلك. الذين يكرهون أن نفتح ملفات معينة يرغبون في ''الستر'' أي في '' الغيرة'' بمعنى العفيفي. الغيرة حب التملك للشيء وكره المشاركة فيه، والغيرية مقابل وضد الغيرة. الغيرية تفتح والغيرة تغلق.
لا معنى لبروفايل إن لم يكن '' ملفات غير''، أو ''بنات غير'' وهو مصطلح أطلقته العرب على غير المألوف، وغير المعتاد. وعلى الباطل أيضا!! ألم تقل بعض التعلقيات: إن ''هدايا التابو'' باطل، لا وجود له؟
الغيرية ضد الأنانية، ولن نكون أنانيين في العمل على نشر ما لا يعرفه الآخرون من ''ملفات غير''... من ملفات الغير أيضا.
في ملف بروفايل ''هدايا التابو'' وهو في جزئه الثالث وغير الأخير طبعاً، كان الهمّ الأكبر فيه كيف تصبح للبعض حساسية ''غير'' اتجاه ما حولهم من نعوت، ونيات. أن يدركوا التفاصيل الصغيرة جداً التي تجعل منهم ''ناس غير''. وهو هنا في جزئه الثالث يقدم تلقيات ''هدايا التابو'' له، تلقياتهن لأنفسهن بعد الكتابة، فالنفس بعد الكتابة تصبح غير. وبعد الغفران أيضا غير.

 

http://www.alwaqt.com/art.php?aid=56664

 

هدايا الغفران.. من أين يأتي العـفو؟

فاطمة سلمان الحلواجي ـ كاتبة ومترجمة من البحرين:

لكل هدية سيرة، ولكل رائحةٍ ذاكرة. الرائحة سيفٌ عليك. قد لا تشمها، لا تنتبه لوجودها.. فهي بلا لون. تحيط بك كثيراً فتعتادها. يألف الأنف حتى يعمى. تتسلل حولك الرائحة فلا تشعر، تمتص طاقتك، تغيّر سيرَك وقِبلَتك. تجد نفسك عبداً لإلهٍ تمقته.. الغضب. تعزز الرائحة الغضب وتثبّت السيرة.
تغضب امرأةٌ جدة من رائحة برتقالٍ فاحت العام .1986 الرائحة لديها لا تُنسى، تعلَق في يد عاصرها فلا تغادره. منذ العام 1986 وحتى اللحظة، لاتزال الرائحة تحمل النفاذ نفسه، القوة نفسها، اللون نفسه. تميّزها عن ألف ألف رائحة. كلما شمتها اعتصرت. الألم ذاته تصوغه الرائحة ذاتها. امرأةٌ جدة، تبكي كلما استفزتها ذاكرة البرتقال. قالت لبروفايل ''هذه المرة الأولى التي أذكر فيها الموضوع، وأحكيه أيضاً ولا أبكي''.
تتبع الرائحة البغيضة مريم الصمت.. مريم الحيّ البعيد القريب من المنامة. تمسك مريم صور إدانة زوجها، وتمسك معها رائحة عرفتها قبل أن تشمها. تعرج بها الرائحة، تحيلها طاقةً أخرى، امرأة حظيت بلعنة الخيانة فرمت بنفسها في هيجان حسن. كلما شمّت رائحة النساء العراة في حقيبة السفر زاد الوجع عبقاً وزاد انتقامها. تمحي رائحةً برائحة، تُغلق ألماً على ألم.. تلد غضباً جديداً مع كل نَفَس.
يقول بوذا ''إن الحنق جمرة، تحملها وتلقي بها على غيرك، فلا تحرق بها غير نفسك''. سِيَر الهدايا تجر سير حنق وغضب. تظل الهدية منهن تجلد نفسها لذنبٍ ما ارتكتبه أو ربما ارتكبته ضحية. يأكل الوجع ما بقي منها فلا يهدأ حتى يرضى، ثم يعاود الجلْد. حين تختم كاتبة ''ليس من أهلك'' نصها بـ ''ما غفرت له'' نتسائل ان كان قد كُتب بقاؤها معلقةً بالوجع وجوباً.. هل سُطّر خلودها في تراكمات السواد عبر تاريخها الذي ما صنعته؟ كيف تتجاوز ليلى محرقة سرّ توأمها؟ ألا يجب أن تكف عن ريّ حنقها تجاه صاحب النعوت؟
مبدأ العفو
أثبت الدكتوران فريدريك وسكين وكارل توريسن اللذان يديران ''مشروع ستانفورد للعفو'' بجامعة ستانفورد الأميركية أن الضغينة عطية تواصل منح التعاسة، فهي تسبب القلق والاكتئاب والغضب والارتياب والعُزلة والأرق ووجعاً بدنياً مزمناً. تظل الهدية موجوعة والرائحة تقتل، وما لفاتح الحلاوات من تجريم. ينكشف فلا يُكشف عنه، يُكشف فلا ينكشف.
للهدية حق الاختيار. لها أن تختار تكديس الملامة على نفسها، صبغ نفسها بلون العار والوقوف جانباً حياداً للوجع. لها أن تُلقي اللوم على فاتح حلاواتها، على المشتركين بالجريمة، على زوجٍ ما انتبه لها يوماً، أو أختٍ نسيت صلة الدم.. أو قد تلوم الله، لها كل ذلك. تلومهم ويكفي. لن تحتاج أكثر من ذلك. ترتاح. ينتهي الاستحواذ. كذب، اختيار كبش فداءٍ مناسب للملامة لا يمحي الرائحة ولا يُعيد صياغة السيرة والذات. الكذب على النفس غباء. ما هكذا تُعالج المسائل النفسية المتجذرة في أعماقنا. لا بُد لها من استراتيجية علاجِ مختلفة.. درب خلاصِ آخر.
ضع نفسك محلّ الآخر
يذكر علماء النفس ومستشارون متخصصون أن هناك مبدأ قديما يُسمى ''العفو''، يمكنه أن يحل أزماتٍ عمرها عقود وحنقٍ متراكم يُفسد على كثير من الناس حياتهم. والعفو هو التجاوز عن ذنب الآخر، ويقتضي إسقاط اللوم والذم، وهو عكس المؤاخذة (المخصص لابن سيدة). يُعرّف جيمي كارتر، الرئيس 39 للولايات المتحدة الأميركية العفو على انه ''وضع نفسك محلّ الآخر، ومسح أي نوعٍ من الامتعاض أو الخصومة التي تشعر بها تجاه ذلك الآخر''. إذاً فهو ليس مغفرةً تقتضي إيجاب الثواب، فهي ليست من الله، بل هي شعورٌ خاصٌ ينبع من داخلك لا ليصل إلى غيرك.. بل ليخرج من جوفك. ليس العفو نبشاً في جرحِ قديم كما ظنت صديقة فاطمة، ولا هو فقدانٌ للذاكرة. ليس مغفرةً ولا ستراً ولا تمحيصاً. فالعفو لا يزيل التبعات ولا العواقب، ولا يستوجب تسوية. أن تعفو لا يعني أن تثق بالآخر وتمكنه من الإساءة لك، وبالطبع ليس خدعةً سحرية تجعل منك موضع ثقة الآخرين. يقول آلان باتون مؤلف كتاب ''إبكِ بلدك الحبيب'' ''حين يصيبنا جرحٌ عميق، لا نتعافى إلا حين نعفو''. فبعفوك تتمكن من استعادة السيطرة على حياتك.
بالطبع، ليس العفو فكرةً جديدة. فهو فضيلة عظيمة نؤمن بها أجمعين إلى أن يحين الوقت الذي يُستدعى فيه أن نعفو عن أحدهم. في مثل هذه السياقات، تذكر الموسوعة الحرة ''الويكيبيديا'' أن المرء قد يمنح العفو والصفح من دون توقع أي تعويض، لكن ذلك ينذر فيكاد يقتصر على الحالات التي يكون فيها المعفو عنه ميْتاً، من الناحية العملية، قد يكون من الضروري لدينا أن يُقدم المسيء نوعاً من الإقرار بالذنب والاعتذار والإنابة، أو على الأقل الاكتفاء بطلب العفو حتى يُصدّق المُساء إليه نيته، ويقدر على الصفح. غير أن البحوث الحديثة، والتي ناهضت الستين بحثاً منذ العام 1985 وحتى الآن، متخصصةً كُلها في دراسة أثر العفو على المُساء إليه المتضرر نفسياً، ترى أن العفو لا يعني التغاضي عن الظليمة، أو إبراز الضعف. ولا يجب ترجمته على أنه إقرارٌ بأن المُسيء لم يقم بأي خطأ..فأنت تستطيع الزج بالمُعتدي في السجن وتصفح عنه في آن. ولا يستلزم العفو أبداً الصلح مع الجاني.. فهذا وارد لكنه ليس اشتراطاً على الإطلاق. فالعفو لا علاقة له بالمُخطئ، فهو يتمحور كُله حول التخلي عن الغضب وإطلاقه حتى لا يلتهمك كُلّك. فحين تتقبل واقع أن أحدهم أخطأ في حقك، وتُقرر وجوب المُضي والتحرّك عن موضع الجرح، تستطيع أن تعفو. فهو برأيهم سلوكٌ يتطلب عُمقاً في احترام الذات والاهتمام بالنفس.. أمراً يتطلب شجاعةً والتزاماً كبيرين.
العفو وجوه
هذه الفكرة تختلف قليلاً عن العفو الفضيلة التي تنادي بها أديان العالم أجمع تقريباً. فالمسيحية تنص على أن العفو جزء رئيس من الواجبات الروحية التي يجب أن يتمتع بها المسيحي المؤمن. العفو مصدره الرب، ولا بُد من ممارسته كرد فعلٍ تجاه المغفرة السماوية، فلا يتلقاها العبد إلا إذا منحها ''فما لم نغفر، لن يُغفر لنا'' - المسيح. لذلك نجد المسيحي الكاثوليكي والأرثدوكسي يواظب على الاعتراف منفرداً أمام قسٍ ليستلم الغُفران. وإن كانت الطوائف الأخرى البروتستانتيه لا تُلزم رعاياها بمثل هذا الاعتراف الرسمي، إلا أنها تتشارك أجمعها في المبدأ نفسه.
أما اليهود، فهم يعفون عنك حين تستغفرهم، وما لم تفعل وتقر بذنبك، فلا موجب للعفو عنك. فكلّ خطّاءٍ مسؤول عن نفسه ''الله يغفر ذنوب الله، والعباد تغفر ذنوب العباد'' - الحاخام جوناثان ساكس.
يَعتبر الإسلام العفو متطلباً حقيقياً. يُعلّم أن الله هو الغفار، وهو أصل الغفران. يعتمد الغفران عادةً على توبة المُذنب، وذلك وفقاً للذنب المُرتكب. تأتي المغفرة من الله حين تتعلق المسألة بالله، أما حين يتعلق الذنب بعبدٍ مماثل لك، فلا بُد أن تستغفره أيضاً. والعبد الصالح في الإسلام يعفو عمّن ظلمه. لتنال الغفران يا مُسلم، لا بُد من ثلاثة: تعترف بذنبك، تتعهد بعدم الإتيان بمثله، ثم تطلب المغفرة من الله. يزيد على ذلك رابعٌ حين يقع ظلمٌ على شخص آخر، وحينها لا بُد من أن يقوم المُسيء بما يمكنه وما يلزم للتكفير عن ذنبه حتى يعفو عنه المُساء إليه.
كذلك فإن البوذية تقترب من نظرية علماء النفس، فترى أن الصفح ممارسة تساعد على وقاية الصحة الذهنية (الكارما) من الدمار الذي تسببه الأحاسيس الضارة التي تترك تراكمات عاطفية لها تأثير سلبيّ بالغ. وقانون الكارما هذا يُعلّم أن المسألة لا تتعلق بالانتقام، بل تتمحور حول ممارسة الصفح.. فالمسيء ما هو إلا الأقل حظاً في المُعادلة. حين يقع الاستياء، وُجهة النظر البوذية هي تهدئته بالعودة الهادئة إلى جذوره، وتتم تلك التهدئة بالتأمل، حيث يتبصر الشخص في طبيعة الواقع نفسه. ''إذا لم نغفر، نواصل صنع هوية لألمنا، متمخضةً مرةً تلو أخرى، ولا يُعاني أحد غيرنا''.
وتقترب الهندوسية من الإسلام في مسألة فرض كفارة (''برياشيتا'' باللغة السانسكريتية) وطلب الصفح، معتبرةً إياها تعويضاً للمخطئ وعاقبةً لسوء الخُلُق. يجني كل عمل لدى الهندوس عاقبة وتأثير، وهذه الأعمال هي ما يصنع حوادث اليوم والغد، ما يجعل المرء مسؤولاً عن حياته وبالتالي عن آلام الآخرين أيضاً. قال كريشنا ''إن العفو أحد الصفات التي يتسم بها من وُلد لمركز نبوءة''.
إذا كانت السماوات قد نادت بها والأرضون، وعُممت فضيلةً ونوقشت وفُصِّلت منذ آلاف السنين، ما الذي دفع المُختصين للنبش في هذا القبر؟
قوة العفو
بعيداً عن الارتباطات الدينية، للعفو قوّة. فمثلاً أجرت جامعة مونتجمري دراسة العام ,1995 تم من خلالها تحليل الرغبة في الانتقام والغضب والأخذ بالثأر، وجميع العوامل المؤثرة فيه. وجد الباحثون أن التثقيف في مسألة الصفح أو التربية الغُفرانية كما أُطلق عليها، يُمكن أن يلعب دوراً رائداً في الحد من ردات الفعل العنيفة الانتقامية، وعلاج الزيجات المأزومة، ومساعدة البالغين الذين مرّوا بخبرات إساءات جنسية وجسدية عبر مراحل حياتهم المختلفة. كما ويُشير تقريرٌ عرضته قناة ABC News الأميركية بتاريخ 2 يناير/ كانون الثاني ,1998 أن العفو يُقلل من أمراض القلب وله أمكان إطالة أعمار المرضى المُصابين بالسرطان. كذلك وحسب مجلة ((Prevention: Smart Ways to Live Well ?07 فإنه يخفض ضغط الدم، وربما وبأهمية أقل يُشعرك بأنك أقل حنقاً وقلقاً واكتئاباً، وأكثر ثقةً واعتداداً بنفسك.
من أين يأتي العفو
إن العفو الذي نرمي له هنا، عفوٌ يعمل مباشرةً على الغضب فيقلل حدته في العقل والقلب. هو شعور لا يتأتى إلا عن قلبٍ عقد العزيمة عليه، فكشف عن غضبه المكنون، وواجهه مواجهة المُحارب ثم قرر أن يصفح لأن غير الصفح ما أنجز له شيئاً. اعمل على صفحك.. اعمل على عفوك وتفهمك وتعاطفك.. اعترف بألمك واجعله يكون.. لا تأس على ما فقدت ولا تنتظر اعتذاراً، فما المُسيء إلا شخصٌ ما نضجت عاطفته يستدعي الشفقة منا لا الحنق. إفهم دوافعه.. ثم إن استطعت، قُم بعملٍ طيبٍ تجاهه تكرّم به صفحك. بهذا ستكتشف تحررك من سجنك العاطفي وأن لحياتك قيمة أخرى غير التي عشت عليها. غيّر الطريقة التي تصف بها نفسك ثم خُذ نفساً عميقاً واحتفل بشخصك الجديد. إعفُ عن روحك فأنت تستحق الغُفران.

؟ ملحوظة: مُجمل المصادر تُرجمت عن مواقع باللغة الإنجليزية:
1- A Campaign for Forgiveness Research.www.forgiving.com
2- http://net-burst.net/sex_abuse/free_therapy.htm
3- http://en.wikipedia.org/wiki/Forgiveness
4- www.prevention.com

 

 

عاشق ليلى وأختها وأختها
نعــــت«القطـعــــة» صـــار يضحـكـــني..

بعد المقابلة المجراة شعرت بشيء من الراحة والاستقرار النفسي.. شعرت بالاطمئنان .. كنت أجد نفسي قد أشعلت فتيل القصة .. وفجرت نار ''بروفايل'' .. وما كان على البقية - قراء ''الوقت'' - إلا تحري مصدر النار من أجل تعرف الأسباب وتلافي المسببات!!
وجدت أن الرسالة ربما تبلغ مرسولها بهذه الطريقة .. و الخوف كان من أن تخطئ طريقها فتبلغ من لا يجب أن تبلغه !كنت أجد نفسي في فترة وجيزة قد عشت النقيضين .. بين أهمية أن تصل الرسالة لمن يجب أن تصل له وبين سحب الحوار الذي تداولته ''الوقت '' معي.. خشيت أن أشعل بذلك حرباً ضروساً أخرى تسفر عن ضحايا جدد للموضوع .. قد تكون أختي وابنتها .. أو زواج بأسره .. أو أسرة بأسرها! خشيت أن أشوه الرسالة .. بفعل متسرع من قبلي .. وخشيت أن يتضح الأمر ويفتضح فأحاكم في محكمة العائلة بفضح سر من أسرارها ..أو أن أكون شوهت سمعة رجل .....
قررت أن أتجاهل ذاك الصراع .. وأترك الموضوع للزمن ليحمل ما قد يحمله من توابع ولأواجه ما قد يحتمله علي من مصير من دون خشية أو ندم من دون أن أنسى ترقب زوجي للموضوع وحماسه للاطلاع عليه وعلى ما قد يحويه من قصص.
موعد النشر
تسلل كل من خيبة الأمل والإحباط إلى أنفسنا في الموعد الأول المحدد للنشر .. حيث تأجل النشر أسبوعاً آخر لظروف خاصة بأسرة ''الوقت''.
وفي الموعد الثاني قرأت '' بروفايل'' وقد كانت هناك ابتسامة مرتسمة على شفتي وشيء من علامات التعجب والذهول.
كنت أبتسم لان عرش ''القطعة'' قد تحطم ..كنت ابتسم لأني لم أعد ''القطعة'' الوحيدة بل هناك'' قطع'' كثيرات غيري .. منهن من تمكن ''بروفايل'' من بلوغه .. إلا أن ما خفي أعظم!!
شعرت أن تأثير تلك الكلمة قد تلاشى في نفسي .. ما عدت أسمعها باشمئزاز كما سمعتها أول مرة من'' عاشق ليلى'' .. بل اليوم أبتسم كلما سمعتها وعلى الفور أضحك وأقيد تلك الضحكات بسرعة وأكبلها خشية من أن يفتضح سر عائلة '' القطعة'' وينتشر فيها خبر أنني ''القطعة''.. '' قطعة عاشق ليلى''!!
قرأت قصة '' مريم'' حيث انتشر رذاذ '' عطر المرأة المتزوجة'' .. قلت في نفسي يا لسخرية القدر.. جمع بيني وبين ''عاشق ليلى'' مشوار بحث جامعي تضمن '' زواج المتعة'' .. من خلال البحث ألممت بالنقاط الرئيسة في موضوع هذا الزواج .. مما كان يستحيل أن أُخدع من قبله في هذه النقطة لأكون '' مريم'' أخرى..فلله الحمد...
بعد نشر الجزء الأول ترقبنا الأجزاء التالية بفارغ الصبر .. كنا شبه عاجزين عن انتظار التتمة .. وقد تركنا لمخيلتنا العنان لتفترض نهايات غير واقية لتلك القصص المنشورة .. لطالما كانت قصصاً أشبه بقصص من ضرب الخيال فاقت ما كانت قد تبلغه مخيلاتنا من أحداث أو نهايات
ويوم نشر الجـــزء الثاني كنت عائــدة من منزل والــدي للشــقة .. دخلـــت غــرفة النوم .. فتحت خزانة ملابسـي فجـــأة استرجعت ذكـــرى لـــون هذه الغرفة الأصــفر...
كان لون الغرفة موضع جدال بيني وبين ''عاشق ليلى'' يومها .. كنت برفقته يوم اختيار اللون - تحت طلب من زوجي - كان العاشق شبه مصر على إقناعي باختيار اللون البنفسجي حيث كان يتمناه لوناً لغرفة نومه إلا أن زوجته ''أختي'' رفضت اللون كما رفضته أنا رفضاً قاطعاً متحدية اقتراحه معللة أن اللون الأصفر هو الأنسب لغرفة نومي المعتقة.. وأظنه قد أصيب يومها بخيبة الأمل مرتين.
بعدها طلب مني أن يطلع على غرفة النوم .. في طريق العودة مررنا بمعرض المفروشات .. وبعد رؤيته للغرفة هز برأسه بصمت كأنه يعبر عن إعجابه بها.
قرأت ''بروفايل'' من موقع ''الوقت'' الالكتروني يومها وكان هناك سؤال واحد يدور في ذهني.. ''يا ترى هل كان عاشق ليلى قد رسم في ذهنه قصة تجمعه بي في غرفة نومي؟!''
اليوم وأنا أدون هذي السطور .. احتجت للرجوع للموضوع مرة أخرى لاسترجاع بعض التفاصيل مما استدعاني لحفظ ''بروفايل'' من موقع '' الوقت'' الالكترــوني .. إلا أنني أظـــن أنني لن احتفظ به مطولا .. سأجعل منه مجرد ذكرى مرت بي وإن عصفت بي الذكريـــات واسترجعتهاـــ لن أذكر منها ســــوى كلمة '' القطعة'' !!
أماـــ عن عــلاقتي الحالية '' بعاشق ليلى'' فلازلت أجد صعوبة في استرجاعها أو بالأحرى في إعادة بنائها.. خصوصا وأني لا أريد أن أعيش كذبـــة ''العاشق'' وأصدقها.
لن أخدع
أتساءل هل أتصف بسواد القلب؟ أم الحقد ..أم بشيء آخر
حتى اليوم لم أتوصل للإجابة لكن أظن إن لم أكن واثقة من كوني لن أتخذ أي بادرة نحوه لطالما لم أتمكن حتى من الاتصال أو إرسال رسالة قصيرة لأعظم له الأجر فيها لوفاة جدته .. حتى على رغم طلب زوجي!!
و لن اعجز عن النظر في عينيه بثقة في المستقبل .. ولن اخجل أو أطأطئ الرأس من جديد .. كما لن أقوم بأي محاولة لفضح أمره طالما أختى ترفض مواجهة نفسها بالحقيقة .. وطالما أسرتي تجد أن الرجل الصالح للزواج هو مسترسل اللحية، الحافظ لكلام الله الذي يقضي يومه بالمساجد وبين كتب الدين والعلماء.
أظن أني لن أخدع مجددًا بهذه الشخصيات .. ولن أحكم على الشخص لمجرد تدينه.
في الختام أود أن أشكر أسرة ''بروفايل'' لتسليطها الضوء على مثل هذه الموضوعات الجريئة آملين أن يكون الهدف من الرسالة قد بلغ.

 

     http://www.alwaqt.com/art.php?aid=56665

 

المنشدة الصغيرة


لكـــني فـتحــــت لــــه الـبــــاب..

الوقت - حسين المحروس:
خمس قرىً مرّت بها فاطمة حتى استقرت في قرية أمها شرق العاصمة المنامة، والقرية السادسة الزواج. في كل قرية لها عمر وأمنيات العمر. بعد الجزء الثاني من بروفايل ''هدايا التابو'' المنشور في 62 أبريل/ نيسان 7002 اتصلت تريد التحدث عن تجربتها، وعن سيرة ابن خالتها فاتح الحلاوات. قالت ''التجربة غيّرت حياتي'' هل هكذا يقول أكثر الناس؟ تمّ التنسيق للقاء في القرية السادسة على أن تحضر معي صحافية ''سوف نلبي طلبك يا فاطمة. أعرف المكان، هل مازالت الساحة موجودة؟'' قالت: نعم. جئنا قبل الوقت بقليل. الجو حار. بيت متواضع. رائحة الطعام في البيت المجاور اليوم غير... يوم الإجازة الطعام أطيب. استقبلتنا وحدها بابتسامة الواثقة مستودع حكاية اليوم. وليس أشهى من مستودع حكايات.
طفلها لم يتوقف عن الحركة كأنّه يُرحب بنا. هل لهذا كانوا يسمون الطفل ''جنـّياً''؟ استعرض بعض ألعابه قبل أن يتحول إلى لعبة في يد أبيه. غادرا البيت معاً فبقينا نحن الثلاثة وعصير الليمون بفاكهة الكيوي وحكاية تنتظر فتحها بالسؤال. سألتُ الصحافية المنامية: كيف يشرب أهل المنامة العصير؟ فقالت: أعرف سيكون لديك صعوبة مادمت من النعيم! قلت: لكن النعيم من المنامة؟ دعينا نسأل فاطمة؟ فأجابت ''المنامة مكان أبي قبل أن تغادر بنا العائلة إلى خمس قرى.
أنا أيضا من المنامة. لكن لا أهل لي هناك الآن. تزوجتْ أمي صغيرة. تنقلنا كثيراً حتى استقرت العائلة في قرية أمي جوار البحر بعيدا شرق المنامة''. سألتهما: وهل يعني ذلك أني الغريب بينكما؟ أجابت الصحافية: طبعاً.
الغرباء
ليس في القرى غرباء. هذه قرية أم فاطمة جوار البحر بعيدا شرق المنامة. المكان الخامس للعائلة. فاطمة في الصف السادس الابتدائي. ألفت القرية. أولاد خالاتها. أولاد حارتها. صديقاتها الأربع الجديدات الحميمات. مشهد البحر من بعيد. أصوات النوارس في ليالي الشتاء. وليس أكثر من ذلك ''لأنّ أمي لم تكن تسمح لنا نحن الفتيات الخروج كثيرا من البيت. تقول ''لا غرض لكنّ في الخروج. أنتن بنات''. ولا تملّ تكرار هذه التوصيات. كنتُ المدللة ولا أخرج. أمّي صديقتي. تقول لي من أمورها الخاصة. أحيانا نصف خاصة. وعلى رغم قلّة خروجنا نحن الشقيقتين لم يكن بيتنا مملاً لكثرة المارين علينا فيه. كانوا يسمونه ''الكعبة''. مكان لا ينقطع الصوت فيه، بابه لا يُغلق. اعتدنا على ذلك؛ لذا لا يفارق المشمر رؤوسنا. لا يحتاج الزائرون من أولاد خالتي إذناً بالدخول غير قرع جرس الباب، ونحنحة ورفع الصوت بـ''يالله''.
المنشدة الصغيرة
العلاقات في البيت متفاوتة. متوترة حينا، وفاقدة للغة الحوار. فاطمة قريبة من أخيها الثاني، خصوصا في المرحلة الإعدادية. علاقتها بالأخ الثالث عادية فلما اعتقل في أحداث التسعينيات ''العقد المرّ'' وظل في السجن عامين ونصف زادت المسافة بينهما''. إلا أخي الكبير كنت أخرج معه أشكو همّي إليه ويشكو. أختي شخصيتها منطلقة ''Free'' كما نقول. عائلتنا ذكورية: بنتان وخمسة ذكور. أنا محافظة لكني غير متشددة في تديني لكني أيضا لا أسمع الأغاني. التفت للتقليد وأنا في الصفّ السادس ابتدائي. أنا غير متشددة. التشدد يعني... أنا في حالتي.. أنا مثلا.. اخترت لبس العباءة لكن ليس لديّ مشكلة في لبس البالطو. وعلى هذا المنوال. علاقتي بالله قوية. أقوم بفرائضي الواجبة فقط. ليس هناك وقت لغير ذلك''.
بيت فاطم

طباعة : نشر:
 
يرجى كتابة التعليق هنا
الاسم
المدينة
التعليق
من
رمز التأكيد Security Image
 
جميع الحقوق محفوظة لشبكة النعيم الثقافية © 2003 - 2024م