الرحلة إلى قم المقدسة
السيد محمود الغريفي: في هذا الأسبوع ستمر علينا ذكرى المعصومة الطاهرة فاطمة بنت الإمام موسى الكاظم(ع) التي لها مرقد شامخ في مدينة قم المقدسة ولذا من المناسب الرحلة إليها خصوصا وأن هناك رحلات مكثفة تقتصر على زيارة أخيها في خراسان الإمام علي بن موسى الرضا (عليه السلام) دون أن تخصص أيام أو يوم لزيارتها، فيتأكد في هذه المناسبة السفر إلى قم المقدسة للمشاركة في مراسيم العزاء لها وفي حرمها الذي هو بقعة من بقاع الأرض، وذلك أكبر وفاء لأهل البيت (عليهم السلام) عندما يتعنى الإنسان بالخصوص لزيارة أحد ثم يعود فإن له أثر كبير، وهؤلاء الأطهار أحياء عند ربهم يرزقون، ويسمعون كلامنا ويردون جوابنا.. وهذا ما قام عليه الدليل والبرهان عند الطائفة المحقة..
ثم إن قبر المعصومة (فاطمة) في قم بقعة من بقاع الجنة وتستحق هذه البقعة شد الرحال إليها..
وبالإضافة إلى تلك الفائدة العظمى وهي الوصول إلى قبورهم الشريفة بشد الرحال إليها هناك فوائد أخرى نذكر منها:
*أولا: أن زيارة هذه البقعة (قم المقدسة) هي رحلة روحية إيمانية تعيد تشكيل قوام الإنسان المؤمن، وهذا أمر لا يدرك إلا بالتجربة.
* ثانيا: هناك ما لا يقل عن 400مزار كما أسر لي بذلك فضيلة الشيخ علي صالح السنابسي (أيده الله) على نحو التحقيق لمقامات ومراقد الأولياء من أولاد المعصومين(ع) ومن ينتسبون لهم، أو من أجلاء المحدثين، وهذا غير الكم الكبير من الفقهاء، وفي زيارتهم إضافة معرفية وروحية. * ثالثا: قم المقدسة مركز كبير لفقهاء الطائفة إلى جانب مركز النجف الأشرف ومن خلال زيارة الفقهاء والمراجع (مع ملاحظة انطباق العنوان على المعنون) يمثل هو الآخر إضافة معرفية وروحية فالعالم هو الذي يقربك إلى الثقلين كتاب الله وعترة الرسول(ص)، وعليك بالسؤال فيما يعمق الإيمان والولاء لتحصل على الجواب وإن كان البعض من هؤلاء الأعلام يبادرك بالحديث والنصح، وكذلك قم معقل الباحثين والمحققين وأساتذة الحوزات العلمية وكل يقدم لك النفع في مجاله.
* رابعا: قم المقدسة مركز كبير للمراكز والمؤسسات المختصة في كل مجالات الدين وهو ما نفتقر حتى إلى جزء منه في مجتمعنا، وستكسب زيارتك لها والوقوف على خصوصيتها وفوائدها وأسسها إضافة جديدة لمجتمعنا فلازالت ساحتنا تفتقر إلى المؤسسات الثقافية والبحثية..
* خامسا: تمثل اليوم قم المقدسة مركزا رئيسيا أكبر من لبنان في أمر إنتاج الكتاب الشيعي والذي تفتقر مكتبات البحرين بالرغم من كثرتها من القسم الكثير منها، وتنوع الزائرون إلى مكتبات قم المقدسة سيدفع بالتنوع في الكتاب القادم إلى البحرين، ومن خلال تبادل الكتب بين الناس ستنتشر المعارف والعناوين التي لم توفرها مكتبات البحرين، كما أنه في قم المقدسة على جانب المكتبات المختصة ببيع الكتب توجد المكتبات العامة الشاملة والتخصصية وكلا النوعين تفتقر لهما البحرين وبحاجة لهما، ومن خلال تلك الزيارة يمكن أن يوفق شخص إلى خدمة مجتمعه بالمماثل او الأفضل..
وقبل السفر إلى قم المقدسة يمكن مطالعة الكتب المختصة بتاريخ هذه المنطقة ومعالمها كما ينبغي مطالعة كتاب حول المعصومة لتكون في زيارتك عارفا بحقها.. وفق الله المؤمنين والمؤمنات لهذه الرحلة النافعة ونسأل الجميع الدعاء والزيارة.. والله ولي التوفيق.
alhalaqh@hotmail.com
|