وجوه الشبه بين سفينة نوح وأهل البيت(ع)
بسم الله الرحمن الرحيم (قال الرسول الكريم(ص) مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح من ركبها نجى ومن تخلف عنها غرق) المتأمل لهذا الحديث يمكن له ان يقف على الكثير من وجوه الشبه بين سفينة نوح وأهل البيت. وقد تأملت في هذا الحديث فوفقت بحمد الله في الوقوف على ستة من وجوه الشبه بين سفينة نوح وأهل البيت(ع):
الأول : ان سفينة نوح كانت هي الطريق الوحيد آنذاك لنجاة الناس اذ لاطريق غيرها{قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاء قَالَ لاَ عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللّهِ إِلاَّ مَن رَّحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ} (43) سورة هود وكذلك أهل البيت(ع) هم الطريق الوحيد لنجاة الناس في خضم بحر الحياة المتلاطم بأمواجه العاتية يقول الشاعر :
اذا شئت ان تبغي لنفسك منهجا .......... ينجيك يوم الحشر من لهب النار
فدع عنك قول الشافعي ومالك............. وأحمد والمروي في كعب أحباري
ووالي أناسا قوله وحديثهم ................. روى جدنا عن جبرائيل عن الباري
الثاني : ومن وجوه الشبه أيضا ان سفينة نوح لم يحظ بشرف الركوب فيها الا المؤمنون الخلص الذين صدقوا نوحا وآمنوا بنبوته واتبعوه. وكذلك سفينة أهل البيت لن يحظى بشرف الركوب فيها الا الذي يؤمن بأهل البيت ويسير على منهاجهم.
الثالث: من وجوه الشبه ان سفينة نوح تعرضت إلى طوفان شديد وكلما قوي الطوفان كلما استقرت السفينة لأن الله حفظها. وكذلك أهل البيت يتعرضون إلى طوفان من المصائب والرزايا ولم يزدهم ذلك الا صبرا وثباتا وحزما لأن الله قد أيدهم ونصرهم وحفظهم. وحتى على صعيد المذهب لم تتكالب الدنيا على مذهب لمصادرته وإلغائه كما تكالب أعداء الله على مواجهة مذهب التشيع ، ولكن في نهاية المطاف (ان مذهب التشيع هو المذهب الذي سيظهر على كل المذاهب ، وهذا وعد الله{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} (33) سورة التوبة{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا} (28) سورة الفتح{هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} (9) سورة الصف
الرابع : ومن وجوه الشبه أيضا أن الذين اتبعوا نوحا بل كان إتباعهم له بدافع العقيدة والدين والمبدأ ، ولم يكن بدافع قرابة ونسب ، ولذا القرآن يقول في حق ابن نوح {قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ} (46) سورة هود وكذالك الذين اتبعوا أهل البيت كان دافعهم العقيدة والدين والمبدأ، ولذا يقول الشاعر:
كانت مودة سلمان لهم رحما&&& ولم يكن بين نوح وابنه رحم
الخامس : أن سفينة نوح أوصلت من عليها إلى بر الأمان وهذا وعد الله{وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ} (5) سورة القصص فورثوا الأرض وما عليها ، وبدؤوا بعد ذلك الطوفان حياة جديدة صبغت بتوحيد الله . وكذلك سفينة أهل البيت بعد طوفان الظلم والجور الذي تتعرض له تكون الخاتمة أن يمن الله على الذين استضعفوا في الأرض بظهور صاحب العصر والزمان(عج) السادس: من وجوه الشبه ربان سفينة نوح كان نبي من أنبياء الله من أولي العزم وهو (نبي الله نوح). وكذلك ربان سفينة أهل البيت(ع) هو سيد الكائنات وخاتم الأنبياء محمد(ص).
|