ملاحظة: تم استلام هذا الموضوع في بعد انتهاء المناسبة المخصص لها، لذا وجب التنويه.
ذكرى العلامة المجلسي ورحيل جملة من الأعلام
احتفت الجمهورية الإسلامية في إيران في يوم 30 من شهر مرداد من أشهر السنة الشمسية والذي وافقنا هذه المرة السابع من شهر شعبان بالعلامة العلم الشيخ المجلسي (رحمه الله) والذي يمثل نادرة في عصره ونادرة في عالم الأعلام الذين لهم سهم كبير في رفد الأجيال التي تليهم بكل مقومات العلم الإلهي، وذلك لأنه بذل جهودا كبيرة لحفظ الحديث الشريف من الضياع، وفي ذلك الوقت يمثل هذا العمل جهدا علميا ليس باليسير ومن هنا فإن استذكار العلامة المجلسي هو استذكار لموقع علمي كبير ومجهود علمي كبير وذات علمية مقدسة اختارت بناء المجتمع وتمسك الناس بالدين من خلال الحديث الشريف..
وإذ تعيش الجمهورية الإسلامية هذه الإحتفائية ويشاركهم فيها من له بصيرة بالعلم ومكانة العلماء، نعيش مرثيتنا على فقدانه وفقداننا السريع لجملة من الأعلام الذين قدم كل واحد منهم سهما من أسهم العلم والتقوى والإيمان التي تمثل سورا منيعا للأمة، وفي طليعة أبرز هؤلاء..
1- آية الله العظمى الميرزا جواد التبريزي.
2- آية الله العظمى السيد حسن القمي.
3- آية الله العظمى الميرزا علي المشكيني.
4- آية الله حق شناس.
5- آية الله الشيخ محمد هادي معرفة.
6- آية الله الشيخ محمد حسين بهجتي.
ولكل واحد من هؤلاء رونقه في ميدان العلم والمجتمع، وبفقده ثلم الإسلام ثلمة لا يسدها شيء..
وعند ذلك يأتي السؤال:
في ظل التراكم المؤسساتي في مجتمعنا، هل نعيش الاستذكار والاحتفاء بأعلام الطائفة، أم أنها ورقة ضائعة في مجتمعنا؟!
الجواب: حسب الواقع أن لا أعلام البحرين المتقدمون ولا أعلام الطائفة هم محط استذكار مجتمعنا إلا ما اقتضاه وضع الصراع السياسي القائم بشكل منهك في مجتمعنا.. وهذا يمثل منحا سلبيا للتفكير المجتمعي ينبغي تجاوزه بأي شكل ممكن، وذلك لأن غياب ظاهرة الأستذكار لأركان الطائفة في زمان الغيبة هو واحد من الحالات المرضية، فالمجتمع السليم هو المجتمع الذي يعيش وفاءه لكل من له فضل عليه، والعلماء الأعلام هم أصحاب فضل على مجتمعنا إما بالشكل المباشر أو الشكل الغير مباشر..
وعند ذلك ينبغي تصحيح هذا المسار بالعودة إلى تعريف أعلامنا العلماء بكل شكل ممكن وليس بالضرورة عبر مؤتمرات وذلك لأنها قد تكون مكلفة، وإنما بالوسائل المتاحة التي أقلها مواقع شبكة الانترنت والتي لا تكلف شيئا إلا بعض الجهد في التعرف على جوانب من حياة العلماء..
وهنا لابد وأن أستذكر تجربة نشرة (باقون) التي قدمتها حوزة النور النسائية في منطقة المحرق والتي كان لها الأثر في عملية الاستذكار ليس على المستوى المحلي في البحرين بل على مستوى الخارج والذي نتمناه أن تستمر هذه التجربة، وأن تتلوها تجارب أخرى في هذا المضمار، ومن الجوانب المهمة في عملية الاستذكار أن يتحول المجتمع إلى قوة ضاغطة وليست محاسبة للمطالبة بوجود مثل هؤلاء الأفذاذ في وسط طلاب العلوم الدينية، وذلك نوع من الشراكة المجتمعية في حماية الساحة العلمائية دون أن تصل إلى حد التدخل في الشأن والخصوصيات، فإن لكل مؤهل ومؤسسة شأنها وخصوصياتها..
والله ولي التوفيق.. |