لشهر رمضان نعيش الولاء
من المسلم به هو أن شهر رمضان هو شهر الله، وحسب النصوص الواردة عن المعصومين الأطهار(ع) في وصف هذا الشهر يتجلى الكرم الإلهي في أعلى أبوابه حتى يصل النوم فيه إلى عبادة وفي أي زمان يتأتى هذا الأمر.. وهذا أمر مسلم ولا يحتاج إلى جهد في إقامة الدليل عليه فخطبة الرسول الأكرم(ص) في آخر جمعة من شهر شعبان وحدها دليل كاف وبالغ التفصيل في مكانة الشهر وأهميته.. ويبقى الكلام حول مساحة أهل البيت في هذا الشهر،
وأين موقعهم فيه..والدافع إلى طرح هذه المسألة، هو أمرين:
الأول:
إنه حسب المعتقد الشيعي لا توجد مساحة لا يفترض فيها رضا أهل البيت(ع) والمعصومين الأطهار، كما يفترض فيه رضا الله، ووظيفة من وظائف المؤمنين في زمن غيبة صاحب الأمر (عجل الله تعالى فرجه الشريف) هو البحث عن موارد نيل الرضا من محمد وآل محمد(ع).
الآخر:
أنه في الأمر والواقع هناك تقصير كبير في معرفة قدر الأئمة المعصومين(ع) وإحياء نهجهم..وعلى ذلك فإننا في الحديث عن شهر رمضان نبحث عن فضاءات الحديث عن أهل البيت(ع) فكما ورد في المأثور: (رضا الله رضانا أهل البيت)..
وهنا لا أريد أن أقدم جوابا على هذا السؤال كما لا أريد أن أرسم الملامح التي أرتأيها لهذا الشهر الفضيل في إطار المسألة التي أريدها، ولكني سأضع بضع نقاط على حروف آملا أن تسهم في تقديم الجواب المعين في نيل الرضا من الآل في الشهر الكريم:
أولا:
ما أأكثر ما تتحرك ألأجواء في إطار علاقة الصائم مع القرآن الكريم، وما أكثر ما تعقد المجالس القرآنية والمسابقات القرآنية، والبرامج القرآنية، وما إلى ذلك مما يتعلق بالأمر القرآني والعنوان القرآني.. وهنا مساحة إذا تم التوجه لها أمكن إدراك شهر رمضان الولائي والذي يمثل حضورا لأهل البيت(ع)، وهذه المساحة هي أن نعيش مسألة أن أهل البيت(ع) هم القرآن الناطق كما ورد في جملة من الأخبار وثبت لدينا في الاعتقاد، وفي البرامج القرآنية والحالة القرآنية نعيش في كل آية موقع أهل البيت(ع) فيها وهو ليس بالأمر المبالغ فيه بل قد سطرت الكتب الكثيرة والآثار في إثبات هذا الأمر والحديث عنه وهو أمر ثابت ولكن يحتاج إلى حضورا في زمن النسيان والتناسي.
ثانيا:
وما أكثر ما تتحرك فيه ظاهرة الإفطار وتقديم الطعام في هذا الشهر، فيبذل كل من بوسعه تقديم الطعام وفي الحد الذي يمكنه بين أن يقدم لجيرانه وبين أن يقدم لجماعة تبلغ ما تبلغ، وهنا يمكن ممارسة هذا الفعل على أساس استحبابه في الروايات والأخبار كما يمكن استحضار دور أهل البيت(ع) الذين هم معدن الكرم وسفرتهم دائما عامرة حتى ولو جاعوا.
ثالثا:
هذا الشهر مشحون بالمناسبات الدينية والتاريخية ولكل يوم مناسبة وذكرى وحادثة وكل حادثة وذكرى على تنوعها يمكن ربطها بأهل البيت(ع) وتفريغها لهذا الشأن دون الابتعاد عنها إلى ما يفرغها من الخلوص لهذا المقام العظيم الذي يعرف بمقام أهل البيت(ع)،
رابعا:
هذا الشهر شهر الدعاء والصلاة والعبادة، وقلما تجد دعاءا من أدعية الشهر لايوجد فيه تذكيرا بأهل البيت، وخصوصا دعاء الإفتتاح وغيره الذي يقرأ في كل يوم وذلك جدير بتعميق العلاقة مع أهل البيت(ع) إذا لم يشط بها نحو القراءة الحرفية البعيدة عن العلاقة بالروح.
خامسا:
موسم ليالي القدر المتكرر بالأعمال والذي هو روح الشهر الكريم وأفضل لياليه، وهي الليالي التي تعني فاطمة الزهراء(ع) أم الأئمة الأطهار وزوج أمير المؤمنين وأم أبيها الرسول الأكرم(ع).
كل هذا مما لا يحتاج إلى المزيد كفيل بتكريس العلاقة لأهل البيت(ع) لمن لم يمت قلبه ولم يخل عقله، نسأل الله أن يثبتنا على ولايتهم والبراءة من أعدائهم وأن لا يخرجنا من هذا الشهر إلا بهذا الرزق الكبير. |