المفترق بين تنظيم القاعدة والتنظيمات الشيعية
في رسالة العنف التي تصنعها بعض الدوائر الاستخباراتية التي تعمل على العبث بخارطة هذا الوجود لأجل مآربها تأتي النغمة الجديدة التي بدأت تطفو على السطح الإعلامي في هذه الأيام بشكل رئيسي وهي مماثلة التنظيمات الشيعية بتنظيم القاعدة، وأعني بالتنظيمات الشيعية (الحرس الثوري) و(قوات التعبئة) و(حزب الله) و(فيلق بدر) و(جيش المهدي)، وكم صدرت تصريحات رسمية بمماثلتها مع تنظيم القاعدة، أو أن هناك عملا مشتركا بينها.. وهذه التصريحات جعلت الشيعة بشكل عام تحت مجهر التهمة التي هم بريئون منها مما أوجب علينا الحديث عن هذه الظلامة التي هي واحدة من ظلامات الشيعة، وذلك ضمن خمسة نقاط:
·النقطة الأولى: لا ينكر وجود هذه التنظيمات الخمسة بل هي حقيقة يعترف بها كل الشيعة ويفتخرون بها في كل مكان، حتى الذي لا يرى مشروعية القيام والثورة في زمن الغيبة، أو حتى الذي يرى مشروعية القيام والثورة ويسجل بعض الملاحظات على شكل ومضمون هذه التنظيمات فإنه يحترم قيام هذه التنظيمات لأهدافها المقدسة التي ستأتي في النقطة الثانية، على العكس من تنظيم القاعدة الذي لا يجمع على قبوله الجميع.
·النقطة الثانية: يعتبر دور هذه التنظيمات دورا دفاعيا وليس هجوميا، كما أنها القوة التي تحمي الشيعة من ألأذى والعنف الذي يتعرضون له بشكل دائما، وفي طول عمر هذه التنظيمات لم يشهد من أحدها مبادرة هجوم أو تعدي، وإذا قيل غير ذلك فإنه محاولة لتشويه صورتها والحقيقة أكبر من ذلك، على العكس من تنظيم القاعدة الذي يعلن دائما عن مبادراته الهجومية.
·النقطة الثالثة: هناك فوارق مبدئية بين تنظيم القاعدة والتنظيمات الشيعية في طليعتها الفارق الجوهري فتنظيم القواعد نواصب من الدرجة الأولى ويرون إمام الشيعة والشيعة كفار وكم صدر منهم تصريحات في ذلك، وكم هتكوا نساء الشيعة وقتلوا شبابهم، بينما التنظيمات الشيعية توالي عليا(ع) ومن يبغضه تنظيم القاعدة وبذلك فإنهما النقيضان اللذان لا يجتمعان.
·النقطة الرابعة: إن التنظيمات الشيعية تتحرك في إطار منظومة العدالة والسلم بينما تنظيم القاعدة يعمل على أساس لعبة السياسة والإقتصاد.
·النقطة الخامسة: التنظيمات الشيعية لن تخوض معركتها إلا في ظل إمام معصوم، بينما تنظيم القاعدة فإنه يعمل وفق الشكل البشري القابل للخطأ والصواب.
هذه حقيقة الأمر في الفارق بين تنظيم القاعدة ومجموع التنظيمات الشيعية، وغير ذلك جناية وتجني على الواقع الشيعي بما فيه تلك التنظيمات التي توسم بـ(الإرهاب) و(العنف) و(العمالة) و(الطائفية) و(فرق الموت) و(الخطر على أوطانها) وكل هذه الأوصاف هي استكمال لمشروع قائم منذ وقت قديم في استئصال التشيع ولا تزال هذه المؤامرة قائمة بكل أشكالها وطيفها، والذي يقترب من الواقع الشيعي بما فيه تلك التنظيمات يكتشف أن الأمر ليس كما يتصور ويوصف وإنما هم مع القوة التي هم فيها في موقع ضعف، وذلك للالتزام الذي هم معه حتى ظهور المصلح الذي يملك القرار الأصعب والموقف الأشد للإصلاح والتغيير وملء الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا.
وعلى أساس ذلك لابد من تعزيز ثقافة التنظيمات الشيعية في وجودنا والدفاع عنها ما أمكن ورد كل المقولات الخاطئة حولها.
والله ولي التوفيق. |