موسم الفاطمية.. مرة أخرى
كتبنا قبل عدة أسابيع مقالة حول موسم الفاطمية وتحدثنا حولها حول المبررات والدواعي، وإذ يحل هذا الشهر الكريم وهو شهر جمادى الأولى يتأكد الحديث مرة أخرى عن هذا الموسم العظيم الذي قلنا فيما مضى أنه الأصل والأساس في بناء العلاقة الوجدانية التي تتسم بالوفاء للموقع المذكور عبر المواساة، ومن هنا لا ينقطع الحديث عن هذه المساحة الرئيسية في تجسير العلاقة مع أم الوجود مولاتنا وسيدتنا الصديقة الشهيدة فاطمة الزهراء(ع) التي تحملت كم كبير وكيف خطير من الظلامات والمظلوميات في سبيل الدفاع عن المعتقد والهوية وتكريس أمر الخلافة والإمامة الذي حرص رسول الله(ص) على تثبيته من حيث المبدأ وكذلك من حيث الشكل والمضمون..
وإذ تحل موسم الفاطمية بحلول هذا الشهر الكريم يتوجب التذكير بهذا الأمر لا خوفا من غفلة الناس عنه فالناس بحمد الله في أمر التواصل مع مواسم أهل البيت(ع) في قمة التفاني والخير والإدراك ولكن خوفا من أن تجر بهم مجرات الكون العاصفة من خلال اضطراب بعض الأبناء إلى حيث يمثل الإحياء لتلك المواسم لعنة بل رحمة وذلك من خلال التقصير في شكل ومضمون التجاذب مع تلك المناسبات، فنحن الآن مع تجربة واضحة في أمر موسم عاشوراء والذي له عراقة تاريخية حيث قادت الظروف بهذا الموسم إلى أن يتخذ طبيعة قد لا تمثل الهوية الحسينية التي قامت سيرة المعصومين(ع) على بنائه..
ولكي نكون أكثر وضوحا وبعيدين عن الرمزيات نقول:
إن المبدأ الذي قامت على أساسه موسم الفاطمية، هو:
* أولا: هو إحياء ذكرها عليها السلام.
* ثانيا: بيان مظلوميتها عليها السلام.
* ثالثا: مواصلة رسالتها العظيمة التي أرستها في معركة الصراع وتحمل الظلم من قبل المتلبسين بالإسلام.
* رابعا: فضح المؤامرة التاريخية ورموزها لأن اليوم مرتكز على الأمس، والقوم أبناء القوم.
* خامسا: تثبيت رسالة النبي(ص) التي اتفقت كلمة الموافق والمخالف على أن ابنته الزهراء(ع) هي التي حملتها بكل تجلياتها عند الرحيل وحتى الرحيل مع قصر الزمن بين الرحيلين.
هذه الملامح المبدأية هي النقاط الحقيقية التي يقبلها الجميع ولكن يقع الخلاف في أمر بيانها أو الإفصاح عن خصوصياتها، وبين هذين التجاذبين قد تحضر موسم الفاطمية بتلك المبادئية وقد تختفي، وهذا يرجع إلى محك الأصالة أو التجديد كما يوصف في الألسنية المعاصرة، والتأكيد على موسم الفاطمية والحرص عليه هو الفيصل في الوصل إلى نقطة الثبات خصوصا إذا ما توافقنا على الالتزام بمنهج السلف.
والله ولي التوفيق
وعظم الله لنا ولكم الأجر بمصابنا بالزهراء البتول عليها السلام.
|