الموت باللغة أو اللهجة العراقية
سيد محمود الغريفي
من المسلمات بين المعتقدات البشرية أن الموت حتمية من الحتميات وإن تعددت فيها المسميات على مستوى اللفظ، فنهاية البشرية أمر واقع ولابد منه كما لا مفر منه.. ومهما تعددت الأسباب فالموت واحد.. صحيح أنه لا ينبغي للمرء أن يلجأ إلى الأسباب الباطلة للموت كالانتحار أو إيقاع نفسه في التهلكة ولكن الموت إذا أتى الإنسان فهو الراحة لأنه ينقله إلى حياة الخلود والحياة الأبدية التي ينعم فيها بجوار المعصومين الأطهار(ع)..
وعند ذلك فإن الموت في العراق اليوم هو من أبرز القيم الحياتية بالرغم من أننا لا نتمناه وإن كنا نستعذبه كشيعة ونستعذب الموت بهذه الطريقة لأجل الهوية والعقيدة ومقامات العصمة والطهارة..
إن الموت في العراق اليوم أو الموت بلغة العراق كما وصفنا في العنوان هو معنى كبير لجديلة كبرى في الموضوع العراقي وموضوع العراق تستحق الاقتراب منها والتعاطي مع مفرداتها لأنها تعني:
* أولا: الالتزام.
* ثانيا: الفداء لأجل المقدس.
وهما كبرى المعاني التي أصبحت العُمل النادرة..
اليوم في العراق يستعجل أعداء العراق موت العراقيين الذين كشف الله عنهم كرب صدام وحزبه الحاقد.. ويلاحقونهم في كل مواقعهم في العراق.. في البيت.. في الشارع.. في المجتمع.. في طلب الرزق.. ويدرك العراقي هذا الأمر جيدا.. ويقطع بأنه مادام موجودا في العراق جنوبه أو شماله فإنه مستهدف.. ولكنه لا يفر من الموت وإن كان يفر من موقعه إلى موقع آخر فيه الموت.. ولا ينتظر الموت بانهزام بل يتحداه باصرار ولكنه مستعد له.. ثم يناله ولابد من أن يناله بوسام شرف الشهادة وإن لم يوسمه الإعلام الذي نملك عتبا كبيرا عليه..
بذلك الأمر العراقي في مشروع مقاومة أكبر من مشروع المقاومة الذي ينادي به المتحمسون..
مشروع مقاومة يعني التحدي والمشي على الجرح والموت لأجل بناء وطن طالما عذب ولا يزال عذب..
الشعب العراقي مجاهد وهذه هويته ولا يعني وجود قوى الكفر ومرابطتها على الأرض العراقية أي انهزامية.. أو استسلام للمحتل أو الموت..
هناك لغة خاصة اسمها العراق.. واحدة منها الموت باللهجة العراقية.. من يقدر على فهمها والتحدث بها سيكون موفقا في الحركة المهدوية التي يقوم الوجود الشيعي على ركيزتها.. ولذا لابد من تعليم المجتمعات اللغة العراقية ومفرداتها، وأسهل طريق لذلك هو زيارة العتبات المقدسة في أي وقت ممكن.. وحتى مع احتمال الموت ووجود الخوف..
نسأل الله أن يوفقنا ويوفق الجميع لهذا المقام الرفيع وهو زيارة الجنان الثمانية في عراق المقدسات..
ونيل الشهادة في هذا الطريق أنه ولي التوفيق.. |