افتتح مجلس طلاب العلوم الدينية بمنطقة النعيم مجلساً أسبوعياً مفتوحاً ليلة الأربعاء، ورغم العدد المحدود من المشاركين في الأسابيع الأولى لهذا الملتقى، إلا أنها تمثل بادرة طيبة وخطوة موفقة للتواصل مع مختلف الفئات والشرائح في منطقتنا، ويمكن أن تشكل موضعاً للتلاقي وتلاقح الأفكار حول مختلف هموم الساحة بشكل عام والمنطقة بشكل خاص..
ورغم ما نؤمن به من ضرورة تواصل العلماء مع مختلف شرائح المجتمع، ومع الشريحة الشبابية بالخصوص، في مختلف المواقع والأماكن التي يتواجدون فيها، وأن يكونوا المبادرين للقاء والانفتاح على قضايا وهموم الشباب، إلا أن توفر مساحة مفتوحة للتواصل مع العلماء من خلال هذا الملتقى الأسبوعي، يخلق أجواءً لا بأس بها ويمثل رافداً آخر للتواصل والتفاعل..
ولذلك فالشباب مدعوون وبشكل خاص للمشاركة والحضور والتفاعل، خصوصاً وأنهم كانوا المطالبين دوماً بأن ينفتح علماء الدين على قضايا الشباب وهمومهم وتطلعاتهم، ومن هنا يمكن أن تمثل هذه الجلسات مساحة للانطلاق مع عالم الشباب، خصوصاً وأننا نمر بتحديات عديدة وبفترات عصيبة...
وتتعدد الرؤى من قبل أبنائنا وشبابنا حول كيفية التعاطي مع المستجدات الثقافية والاجتماعية والسياسية، وخصوصاً الأحداث الأخيرة على مستوى الساحة، ومن هنا ينظر إلى هذه الجلسات كمحطات تشاور وتدارس لهذه القضايا بأفق رحب مفتوح..
وإذا كان الأسلوب التقليدي في هذه الجلسات قد يمثل عامل تردد عند البعض للمشاركة في هذه الجلسات، فليس أمام تطويرها وتطويعها بالنحو الذي يحقق تفاعلاً من قبل الشباب أي مانع أو محذور..
نأمل في انفتاح كبير من قبل شبابنا مع علماء الدين، في جلسات مفتوحة يتحدث فيها الشباب كما يحب ويسأل كما يشاء، ويطرح الرؤية ويقدم النظرة ويوجه النقد دون خوف أو وجل، وهذا مطلب مهم لطالما تمنياه من أبنائنا وشبابنا وكافة أبناء المنطقة.
قد تدور في أذهان الشباب تساؤلات في شتى المجالات وقد يريدون استيضاح أمور حول دور علماء الدين في المنطقة، أو تقييم النشاط الديني إجمالا في المنطقة، ودور المؤسسات وتقييم عملها، وقد يراد توجيه نقد لأدوار معينة وفي مسائل شتى، فيأتي هذا الملتقى ملبيا لهذه الحاجة، ومساهما في تحقيق التقارب والانسجام ما أمكن، كما يمكن لهذه الجلسات أن تكون مجالا للتفكير بعمق في مشاريع كبيرة في مختلف المجالات يمكن أن تخدم الدين والأمة والمنطقة.
السيد محسن الغريفي
9 ربيع الثاني 1428هـ
27 أبريل 2007م
|